الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألقموا أفواه بعض الأبواق الناعقة بحجر المذلة

محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)

2014 / 8 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



مرت على الشعب العراقي وبجميع أطيافه أياماً عصيبة منذ ان تسلمت الحكومة الجديدة مقاليد السلطة في العراق بعد تغيير النظام السابق على أيدي الأمريكان وحلفائها , كل يوم يشهد العراق , بأستنزاف مواطنية وثرواته وكرامته وسيادته ، بسبب مجموعة الاحداث متتابعة ومترادفة مع بعضها البعض , وكنتيجة لذلك سرت موجة من الاحباط والقلق بين العراقيين .
لقد اتضح جهل الحكومة وسياسته الطفولية إزاء معالجة الأمور بالحكمة والعقل ، وبسبب أخطاءها واعتمادها على الطائفة واحدة وضيق على الطوائف الاخرى وحتى بني جلدتها وعدم أشراكهم في القرار السياسي ، دفعت ألاف الشباب من الطائفة الاخرى الأنضمام الى جماعة الأرهاب .
وليس جديدا علينا طرق واساليب الحكومة الحالية في محاولة خداع الشعب العراقي . والأساليب المستخدمة الذي كان يستخدمه نظام البعث في تسقيط معارضيه وأعدائه ، واتهامهم بالعمالة لإسرائيل والدول المجاورة .
هذه الحملة بأدواتها ووسائلها ضد الكورد تذكرنا بذات النمط العدواني للنظام السابق في تلفيق الاكاذيب لخداع الشارع العراقي في التعامل من الاحداث ، لذلك تجدها تحاول تسقيط الطرف المقابل بكل الوسائل ودون سبب منطقي ورميّ اللوم على الاخرين من خلال ارسال الاشارات الى ابواقهم الناعقة لقلب الحقائق وتضليل الرأي العام العراقي .
لكننا في هذا السياق نريد ان نوضح الحقيقة ونضع النقاط على الحروف . وحتى نفند حجج الذين يتصيدون في الماء العكر ونقول لهم ان السيد المالكي في فترة رئاستة الاولى والثانية قد فشل فشلاً ذريعاً في معالجته لملف الارهاب ويعد هوالسبب المباشر وراءهزيمة الجيش العراقي امام الجماعات المسلحة المسماة بتنظيم داعش ، ولم يستطع الدفاع والحفاظ على أرواح المواطنين ، كما عجزت تلك الجماعات المسلحة عن هزيمة البشمركة الكوردية .
حيث نراه مجموعة ما يسمى بالمثقفين ينضمون إلى جوقتهم من أشباه اليسار ويتخبطون اكثر من اي وقت متناسين أن الدواعش يسيطرون على ثلث العراق وهم على ابواب بغداد العاصمة . ونرى بعض الكتابات غير المنضبطة تعكس جهل وحقد واستفزاز مشاعر غيره وبالاخص مشاعر الشعب الكورد وينتقدهم لانهم قارعوا نظام البعث وكما اليوم يرفضون الدكتاتورية والطائفية ، فكأن لسان قلبهم الاسود يقول ان صدام كان على حق عندما نكل بالكورد . وهذه النظرة الطائفية تسيء لتضحيات جميع الشهداء الذين ناضلوا ضد النظام السابق ، وانهم يحمّلون السيد مسعود البرزاني مسؤولية فشل المالكي وعجزه في إيقاف زحف تنظيم داعش وحماية المدن من السقوط ، فالرئيس البرزاني والقيادة الكردية هم اول من ابلغوا السيد المالكي بنية داعش في احتلال المدن العراقية وبالذات محافظة الموصل ، ورد المالكي عليهم – لا خطر علينا وعليكم بحماية اقليمكم .
لم تكن الحكومة الحالية أفضل حالا من سابقتها في شراء الذمم خشية المنافسة على السلطة ، ستجد اليوم بعض الشعراء يتغزلون وثلة من الكتاب يمدحون من اجل ارضاء ولي نعمتهم ، ومعهم وعّاظ السلاطين في اي زمان ومكان دائماً يشرّعون دائماً استبداد الحاكم وغلبته مقابل الوصاية على الناس ومحاربة كل دعوة جدية تهدف الى ترسيخ روح الديمقراطية والعدالة الاجتماعية . ومحاولين ارجاع العراق مرة اخرى الى الحكم الفردي والدكتاتوري .
هولاء الواعظين لا يرون ابعد من حجم المبلغ الذي يحتويه دفتر المكرمات لأنهم لا يفقهون ابسط معانى الوطنية العراقية سوى الأنتماء والولاء الى سيدهم المصون من الفشل , حيث انهم يخلطون الأوراق ليثيروا الفوضى وأرباك الرأي العام العراقي وتشويه وعيه والأساءة لمشاعره الصادقة ولا يتحرك ضميرهم ووجدانهم لما يؤول اليه مستقبل العراق وشعبه المسكين .
سقطت اقنعة وجوهم فوصل بهم القبح والصلافة انهم يطبلون لقائدهم الاوحد ومهلهلين بذكاءه وهم يرون بأم أعينهم وامام انظار العالم كيف تباع النساء العراقيات من الطوائف المتخلفة في أسواق النخاسة وكيف يذبح الرجال كالخراف امام ذويهم ، وتهدم الجوامع والكنائس والأثار القديمة .
من نافلة القول ان هولاء معذورين لأنهم تعلموا على العيش على آلام الغيرولعق فتات موائد حكومتهم الدسمة واخذ مكرمات السحط من المال العام ، والتفكير في كيفية الحفاظ على مصالحهم الشخصية ، فأصبحوا من أجل قبض حفنة من المال صمٌ بكمٌ لا يسمعون وعميٌ لا يبصرون . كأنهم لا يسمعون صراخ النساء والاطفال امام مشاهد ذبح الرجال .. ولا يرون هزائم الجيش العراقي المتتالية وعلى جميع المسارات امام عصابة داعش الارهابية .
فهولاء لا يخجلون عندما يتمتمون ويتلعثمون ويبررون فشل ولي نعمتهم المهزوم القابع في المنطقة الخضراء!! . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس الأمريكي يقر مشروع قانون مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا


.. لازاريني: آمل أن تحصل المجموعة الأخيرة من المانحين على الثقة




.. المبعوث الأمريكي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط: على إسرا


.. آرسنال يطارد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي غاب عن خزائنه




.. استمرار أعمال الإنقاذ والإجلاء في -غوانغدونغ- الصينية