الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوسف ادريس يبحث عن بقايا ذرية هابيل فى -الجنس الثالث- !!!

ابراهيم حجاج

2014 / 8 / 9
الادب والفن


د:ابراهيم حجاج مدرس النقد بقسم الدراسات المسرحية كلية الآداب جامعة الاسكندرية.
ليس الجنس الثالث بمفهومه الشائع الذى قد يرد إلى الذهن و لكنه الجنس الثالث الذى دعا إليه يوسف إدريس فى مسرحيته التى تحمل نفس الاسم جنس خلا قاموسه من مصطلحات الكره و الظلم و الحقد ليستبدلها بأسمى معانى الحب والتسامح والسلام– هذا الجنس ود يوسف أدريس أن يصنعه من تزاوج (آدم) العالم البيولوجى وهو أرقى و أذكى إنسان فى ذرية قابيل الأخ القاتل من الفتاة التائهة (هى) آخر من تبقى من ذرية هابيل الأخ الطيب القتيل أن مسرحية "الجنس الثالث" دعوة إلى الحب الذى أفتقده الإنسان منذ جريمة قتل قابيل لهابيل وهذه الدعوة صنعها "يوسف أدريس" بإبداع من خلال صراع بين الحب والإرادة للإجابة على السؤال التقليدى هل الإرادة هى التى تصنع الحب أم العكس؟ وقد أجاب "آدم" بطل المسرحية عن هذا السؤال فنراه فى البداية منشغلا بإكتشاف مصل الإرادة . إرادة الموت لمن يبغى الموت وهذا المصل قد نجح فى اكتشافه ومصل الحياة لمن يبغيها وهو ما لم يستطع الوصول إليه وبينما هو مشغول فى أبحاثه يأتى له هاتف يجذبه من عالم الواقع إلى عالم آخر ليجد نفسه مطالب بأداء مهمة إنسانية عظيمة وهى إنشاء هذه الجنس الثالث بإرتباطه وزواجه من (هى) ولكن من هى وأين تكون؟ من هنا تبدأ رحلة البحث عن تلك الفتاة المجهولة ويتقابل آدم مع "هيلدا" و يعتقد بالخطأ أنها (هى) ويحاول أن يبادلها الحب ليتم الزواج وهنا تأتى الإجابة على النصف الأول من السؤال هل الإرادة تصنع الحب؟ وتكون الإجابة بالنفى حيث لم يستطع آدم بكل ما يملكه من إرادة فى أن يحرك مشاعره تجاه (هيلدا) فيتركها ويستمر فى رحلة بحثه عن (هى) ليكتشف فى النهاية أن هى أمامه ولم يرها إنها (نارة) مساعدته فى أبحاثه ويكتشف مدى الحب الذى يكنه لها دون أن يدرى ولكنه يصل إليها بعد فوات الآوان حيث قررت الانتحار بعد أن يأست فى أن تجعله يشعر بها و يبادلها مشاعرها وهنا لم يصبح أمامه سوى أمل وحيد وهو إكتشاف مصل إرادة الحياة لإنقاذها ولكنه فى بداية المسرحية وبكل ما يملك من إرادة علمية لم يستطع إكتشافه فهل ينجح حبه لها فى مساعدته لإكتشاف هذا المصل ؟.
هل ينجح الحب فى صنع الإرادة لكليهما؟، إرادته فى أكتشاف المصل وإرادتها فى الحياة؟.
نعم نجح الحب واكتشف آدم المصل وانقذ حياة "هى" آخر ذرية هابيل لتشاركه فى إنجاب جنس جديد ...الجنس الثالث.
أدم : أى طفل أمه الحب و أبوه إرادة الحب و اتخلق فى لحظة وصلت المشاعر
فيها لأقصى درجات الحب هو جنسنا الثالث .
نحن أحوج ما نكون اليوم إلى الجنس الثالث ... نحن أحوج ما نكون إلى الحب إلى صانع الارادة إلى قارب النجاه الوحيد فى عالمنا الذى يغرق فى أمواج متلاطمة من الكره والحقد و القهر دعنا أخى الإنسان نطرد جينات الرذيلة والشر التى ورثناها عن قابيل دعنا أخى الأنسان نكون من الجنس الثالث ....... وياليتنا نكون .
د إبراهيم حجاج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با