الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشكروا اوباما

عمر سعد الشيباني

2014 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


قرر اوباما أن يرسل طائرانه على داعش. يقول المثل إن لم تخجل ففعل ماشئت. وهذا رجل لايخجل، يساند الظلم والاستبداد. ساند المالكي المستبد الطائفي في سياسته ضد مجاميع المكونات العراقية ولعب مثل بوش من قبله على التجزئة ثم أتى بعد أن خربت مالطة كي يزيد في اشعال الحريق وليس في اطفاءه. الذي ينظر في سياسة الانظمة العربية يندهش ويستغرب مثلما يندهش من سياسة امريكا. وأظن أن السياسة عملية قذرة، ليس فيها مبادئ أو قيم. هذه احد الأسباب التي يقف الانسان العادي أمامها لايستطيع أن يفهم المواقف والميول لأوباما أو الأنظمة العربية.
نبدأ من الحرب في افغانستان، فقد دعمت الولايات المتحدة في تلك الفترة الجهاد في افغانستان ضد عدوها الشيوعي هناك. وبناء على ذلك كان من مصلحتها أن تدعم كل ماهو سني في الوطن العربي وتهميش كل ماهو شيعي. لسبب أن النظام الايراني في تلك الفترة كان ايضا مصنف من الأعداء للمصالح الامريكية. ولذلك دعمت صدام حسين ضد ايران. وبعد هزيمة الاتحاد السوفيتي في افغانستان تخلت امريكا عن حلفائها كعادتها بعد أن اوجدت واقع جديد من المجوعات المسلحة المنفلتة التي اتت من بيئات شبابية مهمشة تبحث عن موقع في مجتمعات عاشت حياة القمع منذ قرون. ولأننا مجتمعات مهزومة بكل المقاييس، اصبح الشباب عندنا يبحثون عن حلول، فوجدوا هذه الحلول في التمرد على مجتمعاتهم بالانخراط في الارهاب، وانتشرت هذه المجموعات في البلاد التي كانت تابعة للولايات المتحدة. فبرزت جماعة التكفير والهجرة في مصر (الجماعة الاسلامية) ومجموعات اسلامية ذات توجهات سياسية تحت مسميات مختلفة سواء قاعدة او جهاد، لكنها تلتقي كلها بالتعطش للحكم عن طريق العنف. وبعد دخول صدام الكويت والتمرد على امريكا مثله في ذلك مثل ابن لادن بدأت امريكا في سياسة جديدة في الشرق الاوسط وهي مازالت نتائجها مستمرة حتى الآن. وكانت احداث 11 سبتمر هي عبارة عن القشة التي قصمت ظهر البعير في توجهات امريكا ضد الطائفة السنية في الوطن العربي. وهذا بسبب أن الدول الاستعمارية تلعب على التناقضات في البلدان المحتلة. فأصبحت تتعامل مع كل ماهو اقلية وتهمش ماتبقى. فنصبت حزب الدعوة الطائفي في العراق الذي اذاق السنة الولايات ومازال. وتعاملت مع فصيل اخر في العراق لخلق وتصعيد الصرعات الا وهو المكون الكردي. ثم تحالفت مع كل هؤلاء ضد السنة كي تتكد من أن العراق لن يرجع لسابق عهده في لعب دور في المنطقة. ثم تركت نظام الاسد بعد أن كان بوش ينوي الدخول لدمشق ايام احتلاله للعراق وذلك بسبب أن نظام الاسد يلبي حاجات امريكا في حكم الاقلية ضد الاكثرية لتربي الاحقاد في الوطن الواحد. وكما كذبت امريكا على السنة من قبل كي يقاتلوا القاعدة في العراق بتحالفها مع الصحوات دون أي تأثير على واقع السنة السياسي. وضعوا المالكي ودعموا سياسته في تهميش السنة وتركه يرتع في حقول ايران الصفوية كما يشاء. هذا طبعا هو عبارة عن افساح بيئة ملائمة لبذرة العنف والصراع مع المكون السني العربي في العراق. لأنه ليس هناك عاقل سيصدق أن المالكي يعمل ضد مشيئة وإرادة امريكا. فتركته يقتل ويعتقل ويكون مليشيات شيعية طائفية كما يريد. ومن ثم تركت للجانب الاخر أن يرد بذات الطريقة. فكانت داعش بذرة قد نبتت في واقع صنعته امريكا. وظن العالم أن امريكا قد انسحبت من العالم العربي بسبب التكاليف الباهظة لوجودها. إلا أن الانسحاب كان بسبب أنها قد انتهت من رسم خريطتها المستقبلية في الحفاظ على الواقع العراقي في انعدام الاستقرار وفي سوريا ايضا. والا لماذا نفخ اوباما نفسه مثل ديك الحبش في تحريك اساطيل حربه على شواطئ البحر المتوسط كذبا ليخدع الناس أبنه يمنع استعمال الكيمائي ضد المدنيين، ثم ليكتشف العالم كذبه بأنه حرك وناور كي يرمي الكيميائي في البحر لضمان سلامة اسرائيل من. وتفاجئ الناس في كذب أوباما بأنه لن يدخل في صراعات المنطقة، لكنهارسال خبراء وطيران كي يقصف مايسمى بداعش. ألم يعرف بأن داعش هي منظمة ساهم في ايجادها بشكل مباشر أو غير مباشر الاسد وايران والماكي. والا كيف يقتل الاطفال في العراق وسوريا لسبب طائفتهم ويترك هؤلاء الارهابين يخرجون من السجون. كيف خرجوا من سجون المالكي والاسد بهذه البساطة ومن اين اتوا بكل هذا السلاح والتمويل. وتركهم الاسد يسرحون ويمرحون في الرقة ودير الزور يقتلون النشطاء السنة ويقطعون رؤسهم ويتركون النظام بسلام. هذا التحالف الفاضح اجبرهم واجبر اسيادهم على تغير اللعبة. فنشبت مناورات ساخرة في الرقة حين الاستيلاء على فلول نظام الاسد في الفترة الاخيرة.
لكن لايمكن أن يسلم الانسان من الوحوش. فكما اكتوت امريكا من تحالفها مع القاعدة في ايام افغانستان، يكتوي المالكي من تحالفه مع داعش. اذ أنها التفت عليه وستكون السبب في هزيمته.
وبعد التوافق على رئيس وزراء جديد في العراق، تريد امريكا أن تلعب مرة اخرى على مسألة الصحوات. ثم تترك حزب الدعوة يقتل ويفتك بالسنة العرب مستقبلا. من يريد اطفاء نار الفتة، لايوافق على شخص من حزب طائفي ولاءه لايران وليس للعراق. فليس حيدر العبادي إلا وجه طائفي اخر للعراق. أول خطاباته هي مثل خطابات المالكي، القضاء على داعش. يساهمون في تفقيصها ثم يريدون من السنة العرب أن يتولوا قتالها. اليس باستطاعة امريكا أن تفرض نظام علماني في العراق يكون ولاءه للوطن بدل لايران. بالطبع باستطاعتها، لكن هي تريد لهؤلاء الطائفيين أن يستمروا في الحكم في سوريا والعراق كي تربي الاحقاد بين مكونات المجتمعات العربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي