الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فهد والتنظيم الحزبي العلني

سيف عدنان ارحيم القيسي

2014 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


فهد والتنظيم الحزبي العلني

عرف الحزب الشيوعي العراقي ومنذ جذوره الاولى بأتباع أقصى درجات الدقة في سير العمل التنظيمي الحزبي وهذا اصبح يمثل قوة حصينة للشيوعيين بصعوبة اختراق ذلك التنظيم الصعب التركيب من قبل القوات الامنية ولاسيما التحقيقات الجنائية (الامن العامة)المتتبعة لذلك التنظيم وبالرغم ما تعرض له الحزب الشيوعي العراقي بمراحله التاريخية المتعددة من انتكاسات إلا انه سرعان ما يعاود للظهور وبوتيرة اقوى عن السابق وهذا يعود لكون الحزب الشيوعي وضع في أولوياته التنظيمية البدائل العاجلة لأي انتكاسة تحدث للتنظيم ومنذ الثلاثينات والحزب يعمل بذلك النهج وان تكون المنظمات البديلة جاهزة لأي انتكاسة وسرعان ما يتم نقل المطبعة واجهزة الحزب الطباعية لمكان امن كونها تعد اساس قيام التنظيم وتمثل الشريان الأساسي العلني للحزب بين الجماهير.
وبهذا التوجيه الذي ينتهجه الشيوعيين واكب قادته على ان يكون للتنظيم قوة مركزية تتبع من اجل ان يتواصل ذلك النهج بين المنظمات الحزبية وكان من بين من سلك ذلك النهج سكرتير الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف(1902-1949)المعروف بنهجه التنظيمي الصارم والمتبع في قيادة التنظيم الحزبي وكان من ضمن اولوياته هو الطاعة المباشرة لقادة الحزب و وأد الانشقاقات وعدم التساهل معها في مطالبها وهذا ما حدث مع انشقاق كل من عبدالله مسعود القريني وداود الصائغ وتنظيم فرع الحزب الشيوعي في كردستان وكان رد فهد على تلك الانشقاقات بكراسه المعروف(حزب شيوعي لا أشتراكية ديمقراطية ) والتي اشار فيها "وماذا يريدون ؟ يريدون حزبا ليس في دكتاتورية ،حسن أيها السادة ! أن الدكتاتورية لشئ بغيض ولكن هذه الدكتاتورية التي تبغضونها لم تسندها يوما إجراءات الشرطة و لا حراب البوليس ، وها أنكم غادرتم قاعة أحكامها مختارين ، وها أنتم في حل من كل أمر ، ترفلون بأثواب حريتكم المهلهلة ، فأي عمل تريدون تنفيذه بمطلق حريتكم ؟ لقد تركتم العمل منذ أجل بعيد ولكنكم لم تنجزوا عملا وأظنكم لا تجرأون على القيام بأي عمل صالح فأن مجرد شبح الدكتاتورية يخيفكم . أنكم تريدون قبل كل شئ ، قبل أي عمل ، القضاء على عدوتكم الدكتاتورية، أنكم تريدون القضاء على الحزب أولا وأخيرا" .
ومن جانب اخر فان فهد لم يهمل جانب مهم في التنظيم وهو التنظيم العلني للحزب بالرغم من الاجراءات الحكومية بتحريم الانتماء للحزب الشيوعي العراقي وفق قانون 1938 والذي يجرم كل من يروج الافكار الشيوعية،وبهذا اصبح الحزب الشيوعي العراقي محظور رسمياً فعمل فهد من جانبه على اتخاذ وسائل بديلة اكثر فاعلية من اجل ان يكون التنظيم الشيوعي اكثر تماساً مع الجماهير وهذا تم من خلال مجموعة من البرامج لتلك المرحلة بل كان فهد يختار بدوره حتى مكان المطبعة وهو ما يؤكده احد ابرز كوادر الحزب الشيوعي محمد علي الزرقا انه "في عام 1945 طلب مني الرفيق فهد أن استأجر منزلا بأسمي يظل سريا لا يعرف به أحد.ولا أتخلى عن مكاني المعروف وهو غرفة في منزل عربي واسع نسبيا. فيه عقد كبير تحت مستوى ارض المسكن. في حي الشيخ عمر على مقربة من جامع الولي الشيخ عبد القادر الكيلاني. أقمت فيه طوال عام 1945 ومعظم عام. لقد استخدمت هذا المنزل لإقامتي "المزعومة" لكن الرفيق فهد هو الذي أقام فيه. وكنت معه مجرد رفيق يحضر بعض اجتماعاته ويغيب عن أكثرها. وقد نقل إليه مطبعة القاعدة واتخذ من العقد (القبو) الواسع مقرا لها. وخزن فيه الورق والأعداد وكل لوازمها. وأخذت القاعدة تطبع في هذا المكان وتخزن فيه أعدادها وترزم وتوزع منه على جميع أنحاء العراق. وكان موقع البيت المنزوي يبن والأزقة وقدسية الحي المجاور للجامع الكبير وكثرة الأغراب الذين يؤمون الحي عامل مفيدا لصرف النظار عنه. كان الذي يدهشني في سلوك الرفيق فهد أنه لم يكن قائدا منظما فذا وموجها فكريا عميق النظر وبعيده".
ومهما يكن من امر فان الدقة في العمل التنظيمي يقابلها عمل اخر هو التنظيم الجماهيري العلني كما اشرنا سلفاً فمن جهة تم الشروع في تشكيل عصبة مكافحة الصهيونية والتي نشط الشيوعيين من خلالها،والتقدم بتشكيل حزب التحرر الوطني كواجهة للشيوعيين ولكن طلب الشيوعيين لم يقبل رسمياً لاسيما بعد اجازة الاحزاب في عام 1946،فعمل فهد من جانبه على اعداد كادر من الشيوعيين يكون واجهة للحزب وغير معروفين من قبل السلطات الحكومية وهذا ما تم مناقشته بين بعض كوادر الحزب كما اشار الى ذلك مكرم الطالباني ان فهد طلب منه بعد حصوله على عضوية الانتماء للحزب"ان اعمل في المجال العلني وادخل الهيئة المؤسسة لحزب التحرر الوطني،وطلب مني ان احاول الحصول على اجازة لإصدار صحيفة علنية وهو يقول:لا بأس إذا استفدت من نفوذ أعمامك
وكان سعي فهد لقيام واجهات للحزب الشيوعي العراقي وليس بديلاً عنه فهو يردد مقولة فحواها"ان الحزب الذي يقوم على أساس اجازة من الحكومة سرعان ما ينتهي مع انتهاء تلك الاجازة فالإجازة يجب ان تعطى من قبل جماهير الشعب،فالحزب الذي تزكيه الجماهير لا تستطيع أي قوة القضاء عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان