الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب العدالة والتنمية -اشكالية التواصل والفراق -

عامر عبد زيد

2014 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



في التصور الاوربي يظهر الاحزب الاسلامي المحاصر من انصار العلمانية الشمولية التي اتاحها اتاتورك ، والقوى العلمانية التي تهيمن على الحياة السياسية والعسكرية وان كانت الدعامة العسكرية هي الظامنه الاساسية في استمرار النظام من عدمه فاها ضيقت الافق امام المنافسين السياسين من الاسلامين او الكرد مماجعل الاسلامين يحاولون ان يلتزموا بكل المعاير الغربية وبالتالي الضغط من خارج على النظام الشمولي في تركيا العلمانية حتى جاءت النسخه المعدله جينيا في عرف العلمانية والموافقه للديمقراطية والاوربية انها نسخه الجين السياسي هو "حزب العدالة والتنمية " وهي تسمية تداعب التراث الاسلامي من ناحية من خلال اساس الملك العدالة ومن ناحية ثانية التاكيد على الجانب العملي البرغماتي هو التنمية .
وبالتالي كان مسعى الحزب ان يصدر نفسه انه يمثل الاسلام الذي يتفق مع المعاير الاوربية القائمة على الفصل بين الدين والسياسة وتبني ، يتبنى رأسمالية السوق وهي معاير تحقق له ان يحوز دعم غربي من أي تهديد من انصار العلمانية الذين يهيمنون وقتها على المحكمة الاتحادية والجيش والتصور القائم على الحريات الفردية ، ومن ناحية ثانية يحاول الحزب اقناع الغرب بقبول تركيا كعضو في المنظومة الاوربية بعد ان فشكلة كل مساعي الاحزاب العلمانية التركية ، و في مواجهة الرفض التركي حاول الحزب الاستفادة من الرسمال الرمزي لتركيا بوصفها وريثة الدول العثمانية صاحبة الخلافة الاسلامية وما تمثلة من ثقل رمزي ضمن هذه الاستراتيجية كان يعمل الحزب في التمكن من الداخل واادة بناء القضاء والمؤسسة العسكرية والاقتصاد من خلال تحقيق نجاحات اقليمية سواء كما قلنا في مسعاه لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ، وهو يحاول الرد على من يقول "أنه ذو جذور إسلامية وتوجه إسلامي" نجده يحاول التاكيد على انه ليس "حزبا إسلاميا" ويحرص على ألا يستخدم الشعارات الدينية في خطاباته السياسية ويقول أنه حزب محافظ على نفس المسار الموجود في الاحزاب التي تعتمد موقفا راديكاليا من بعض الافكار الليبرالية لهذا فهو سعيد بما يقدمة المحللون من توصيف بحقة كونه يمثل تيار "الإسلام المعتدل" ،وهي صفة تجنب الحزب ان يكون ضحية الاحزاب العلمانية التي تعتمد فراعة العلمانية ذريعة من اجل المحافظة على الشمولية العلمانية التي كانت تعجب الغرب ، وايضا الحزب يحاول كسب ود الغربيين من خلال تصدير نفسه كصوره مشرقة لما علية الفكر الاسلامي المتشدد في الشرق الاوسط هذه هي ستراتيجية هذا الحزب الذي يكني تجمعة باسم حزب العدالة والتنمية ، الذي تمكن من الوصل إلى الحكم في تركيا عام 2002.، بعد ان اعادة تشكيله من قبل النواب المنشقين من حزب الفضيلة الإسلامي الذي كان يرأسه نجم الدين أربكان والذي تم حله بقرار صدر من محكمة الدستور التركية في 22 حزيران 2001، وكانوا يمثلون جناح المجددين في حزب الفضيلة ،وهو الحزب الحاكم حاليا في البلاد، يرأسه الآن رجب طيب أردوغان .
ان الحزب يحاول عكس التاريخ فانه يحاول العودة من جديد الى الدولة العثمانية من اجل تحقيق اهدافة الاستراتيجية داخليا وخارجيا اذ يطلق البعض على الحزب وسياساته لقب العثمانيين الجدد وهو ما أقره الحزب من خلال أحد قادته وزير الخارجية أحمد داود أوغلو حيث قال في 23 نوفمبر 2009 في لقاء مع نواب الحزب:«إن لدينا ميراثا آل إلينا من الدولة العثمانية. إنهم يقولون هم العثمانيون الجدد. نعم نحن العثمانيون الجدد.
ان من يعود الى التاريخ حيث حركة التحديث في الدولة العثمانية يوم لم يكن امام الاحزاب والمثقفين من وسيلة تجمع بين الفكر التحديثي الغربي ومفاهيم العلمنة والقومية كان البعض قد رفع شعار ذاته الذي يرفعة حزب العدالة والتنمية ولكن بهدف معاكس لما يريده الحزب يومها كان يسعى ابناء الدول من اجل التخلص من الاستبداد الشرقي وجدوا انه لايمكن تحققه الا بالتحديث والعلمنة وهي جهود التي مهدت الى ظهور الحزب القومي العلماني الاتحاد والترقي والذي تمكن ان يحقق هدفة بشكل كامل اثناء هزيمة العثمانين وحلفائهم حيث اقام اتاتورك الدول القومية العلمانية في تركيا .
بالمقابل تعود نفس المقول لكن بشكل معكوس وان كانت في التاريخ هناك من قال بها في مواجه الاتحاد والترقي من قبل المعارضي العرب الذي ارادوا مقاومة سياسة التتريك بالتاكيد على العثمنة كبيديل . اما اليوم فنجد هذا الشعار سيتخدم في خدمة ستراتيجية الحزب والحق الاقليمي للدولة التركيه من خلا تاكيد أحمد داود أوغلو : ونجد أنفسنا ملزمين بالاهتمام بالدول الواقعة في منطقتنا. نحن ننفتح على العالم كله، حتى في شمال أفريقيا. والدول العظمى تتابعنا بدهشة وتعجب. وخاصة فرنسا التي تفتش ورائنا لتعلم لماذا ننفتح على شمال أفريقيا. لقد أعطيت أوامري إلى الخارجية التركية بأن يجد ساركوزي كلما رفع رأسه في أفريقيا سفارة تركية وعليها العلم التركي، وأكدت على أن تكون سفاراتنا في أحسن المواقع داخل الدول الأفريقية." أتى ذلك في اطار تخصيص أوغلو بالذكر لفرنسا وساركوزي لرفض الرئيس الفرنسي بشدة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي."
هو اذا هدف استراتيجي يحول الرد بالتوسع في الاقليم من اجل اهداف سياسية تستثمر العقيد والموروث العثماني من اجل حراك تركيا صوب اوربا ، مثلما هناك معارضة في اوربا هناك معركه في تركيا مع الجبه العلمانية حيث اتهمت هذه الكتلم ممثله باحزاب او شخصيات ان الحزب في داخل تركيا يعمل على تطبيق ما سموه: "خطة سرية لأسلمة البلاد"، وتعيين مسئولين كبار في الدولة "أوفياء له متخرجين عموما من مدارس لتأهيل الأئمة". بمعنى من المؤسسات الدينية التي كانت موجوده في دولة علمانية تقوم بانتاج متخصصين بالشؤون الدينية وادارة المرافق الدينية .
هذه الدعوة تعبر عن جهد محموم من اجل المحافظة على السلطة تحت ذريعة العلمنة والحياة العصرية وهو امر ينجده في العالم العربي في تونس ومصر وهي تحوي تراث من العلمانية والانمط الغربي من الحياة الا انها تخفي رغبة تلك الجهات من التخويف من المد الديني وهي ذريعة موجوده حتى في الغرب الذي دائما ما يقوم في بمقاومة الحركات والاحزاب اليمينية التي تريد الخروج على القوانية التي اقامتها الاحزاب العلمانية وجعلة منها مسوغ للحياة المعاصرة في تلك البلدان ، وهي هنا أي الاحزاب التركية العلمانية تحاول استثمار هيمنتها على الدولى باثارة المخاوف من مسيرة الحزب واثارة واستثمار فوبيا الاسلام داخليا وخارجيا اذ في 30 يوليو 2008 حكمت المحكمة الدستورية في تركيا برفضها بأغلبية ضئيلة دعوي باغلاق حزب العدالة والتنمية بتهمة "
هذه الحادثة رغم انها لم تحقق النجاح الا انها تكشف امرين الاول ان الحزب تمكن ان يحقق تحالفات ويستثمر السلطة بشكل يمكنه من ان يكون الاعب المتمرس سياسيا وليس مير للشارع فقط كما كان سابقا وهو درس يراقبه الاسلامين في مصر وتونس جيدا وان لم يحسنوا استثمار نجاحاتهم بشكل يطورن معه خطابهم يجعله اكثر معاصرة وينتقلون من فكر الجماعة الى فكر الحزب صاحب الرؤية المدنية الحديثة .
الاان تلك الواقعة في تركيا ايضا لها دلاله اخرى هل كان الحزب مدرك لها ؟ ان التخوين والتهويل من ان الحزب يقود البلاد بعيدا عن نظامها العلماني نحو أسلمة المجتمع"،ليس امر بسيط يكشف ان الحزب لم يكن فعلا حزب مدني يدرك التحولات الحديثة في الخطاب الديني وما يثيره هذا الامر من رهانات خطيره تبين ان الحزب رادكالي فعلا وليس مستثمر التحولات المعاصر في فهم الدور الذي يمكنه ان يلعبه الدين في الفضاء العمومي هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ان الدولة التركيا التي تاسست على الايديولوجيا العلماني تحوي مؤسسات قضائية لها حضورها من هنا كان موقف المحكمة انها رغم قرارها وجهت رسالة تحذير إلى الحزب وذلك بفرض عقوبات مالية كبيرة عليه عبر حرمانه من نصف مايحصل عليه من تمويل من الخزانة العامة التركية، ليصرح رئيس الحزب ورئيس الوزراء رجب طيب أوردغان "أن حزبه الحاكم سيواصل السير على طريق حماية القيم الجمهورية ومن بينها العلمانية" .
يبدون ان الحزب حقق نصر ضمن خياره الداخلي فهو يحاول الجمع بين كونه اسلامي ويستثمر الجماهير من الشعب التي تريد تحقيق العدالة الاجتماعية وقد عانت من التهميش في الحقوق والحريات المدنية الحزب يحاول اثارة هذا الامر واستثمارة عبر تحقيق نجاحات محلية واخرى اقليمية ودولية من اجل اهداف محلية وهذا ما مكن الحزب ان يحقق في 12 يونيو 2011 اذ فاز الحزب بالانتخابات التشريعية وذلك بعد حصوله على 59.4% من الأصوات, متقدماً على حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية, وحصل الحزب على327 مقعداً من أصل 550 مقعد في البرلمان, إلا أن ذلك لم يخوّله بتنفيذ مراده في تعديل الدستور دون الرجوع للمعارضة, الأمر الذي يتطلب ثلثي مقاعد البرلمان أي 367 مقعد.
موقفنا من الحزب
الحداثة السياسية لدى الاسلام السياسي التركي : بعد هذه المسيرة مذا نحاول استثماره هنا كعرب وكعراقين من هذه المسيرة بعد ما تبين لنا مسيرة الحزب وحراك من اجل السلطة كيف يمكن ان نحقق مصالحنا مع شريك بهذا المستوى من السلوك . فرغم الترحيب بتجربة «العدالة والتنمية»، وهو تهليل أوروبي وأميركي وعربي وإسلامي وكردي، فإن على الجميع أن يتنبه إلى أن نمذجة تركيا إسلاميا تنطوي على مخاطر أكبر من تلك التي رافقت نمذجتها السابقة علمانيا، لأنها ما زالت تحتفظ بنفس عوامل الفشل السابقة، وخاصة احتفاظها بأغلب عاهات النظام الاستبدادي الشرقي وسلبيات البنية العسكرية الخفية الحامية للدولة وثقافتها القومية- الإقصائية المتعالية. فالدولة أنتجت شموليتها الدولتية منذ عقود، وهي لا تختلف عن الأنظمة الشمولية ذات الحزب الواحد أو تلك التي تفتقر حتى إلى الحزب الواحد. وينبغي عدم تحميل هذه التجربة السياسية- الانتخابية أكثر مما تتحمل. فتقديمها بوصفها نموذجا متقدما للشعوب الإسلامية هو محض إعلان سياسي ومجازفة تعادل تلك التي رافقت الإعلان المستعجل للجمهورية العلمانية قبل أكثر من ثمانين سنة. وعلى النخب السياسية في تركيا أن تتنبه لمخاطر تحويلها عينة اختبار للمرة الثانية.
العلاقة بين الحزب والمجال السياسي عربي : الملاحظ ان الحزب يحاول ان يكون له نجاحات في المنطقة عبر الربط بين الحزب والتوجهات الاسلامية الرادكالة التي تعبر عن الثقافة التي ينتمي اليها الحزب فهو يقدس نفس الرموز ويمجد نفس الابطال ويؤمن بحقائق الاطلاقية التي يؤمن بها الاسلام السياسي والتي تنطلق من ذات الاصول الثابته المتعاية والتي تسعى كل حركة الى التطابق معا من اجل ان تحوز الشرعية وبالتالي يغدو تلك المرجعيات هي الحقائق النهائية المغلقة التي تفكر على اساسها ويمارس النخب صياغها ايديولوجية شعبوية .
مما يجعل من الحزب برغماتية الا انه يغلق الافق على الهدف الدوغمائي والذي يجعله ينخرط في القراءات الارثوذوكسية المذهبية التي يدعم العنف بل انه ينخرط فيه دعما وتبنيا للافكار وتدريبا للكوادر مما يجعل منه مساهم في لصراع الاثني وهذه الثقافة لا تساهم الا في تورط تركيا في الصراعات الاقليمية التي تجعلها تظيف الى صراعاتها القومية الداخلية التي ورثتها من الدولة القومية المتزمة العلمانية مع لاكراد ومن قبلهم الارمن ، هكذا ثقافة لا تساهم في خلق اجواء التعددية الثقافية والدينية بل تمضي في دعم العنف التي تمجد الشعارات المطلقة والنهائية لدى ابناء كل مذهب وهي من مشاكل الشرق الاوسط المزمنة في ثقافة بنماذجها وقيمها ومعايرها وقواعدها وهي تقوم على احلال العنف المادي كوسيلة وهو بدوره ينزاح الى العنف الرمزي الذي اكثر ما يمارسه ويطبل له الاعلام والمثقفيين في المنطقة والحزب ينخرط في هذا .
غالبا ما تمارس سياسة التدخل في الشؤون السياسية للمنطقة والتلاعب بالموارد الطبيعية كالمياة والطاقة وهي بهذا لاتنطلق من معاير منطقية بل القصد الضغط على الدول المجاورة كما هو الحال مع العراق لانها تعتقد بوصايتها وكونها دولة وريثة الدولة العثمانية بدل ان يكون لها تدخل ايجابي .
من هنا فهذا الحزب لايعبر عن معاير حداثية جديدة على مستوى الفكر او الممارسة تصلح لتثاقف والاقتباس واعادة التوظيف بل انه مازومن بالبحث عن قيم للتوسع الاقليمي لهداف داخلية واروربية .
اثنان لابد من التاكيد على العمل الاقتصادي كوسيلة من اجل تعديل المسار الذي يسير فية لان هذا العامل مؤثر في السياسات الداخلية .
لابد من الانفتاح على القوى التركية الاخرى حتى يمكن تغير سياسة هذا العزب من اجل اعادة ترسيم مسيرته بالقياس الى المصالح العربية والعراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي