الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
على باب السيد الرئيس / قصة قصيرة جدا
ملهم جديد
2014 / 8 / 15الادب والفن
كان يمشي في الممر الطويل الذي ينتهي إلى مكتب الرئيس ، عندما تذكر وزير الدفاع الهرم بأنه نسي تناول دواء الضغط و السكري ، إضافة إلى حبتين إضافيتين لتخفيف أوجاع الظهر ، كان طبيبه الخاص قد وصفهما له مؤخراً . لعن ساعة النحس في سره و هو واقف أمام باب المكتب ، و كان يقصد الإتصال الصباحي الذي تلقاه من مكتب الرئاسة بوجوب القدوم إلى القصر فورا . فتح حارس الرئيس الشخصي الباب و دخل ، بينما بقي الوزير منتظرا . مرت ربع ساعة ،لتعقبها ربع ساعة أخرى ، و الوزير مازال واقفا ، يتفحص بين فترة و أخرى هندامه العسكري ، و يجهد في كش ذبابة كانت تحوم حول وجهه من دون سبب واضح في ذلك الصباح الباكر . مرت نصف ساعة أخرى فازداد قلق الوزير ، أعقبه شعور بالحاجة للتبول . مد يده و هم بالإمساك بعضوه ، فتذكر بأنه أمام باب مكتب الرئيس . أعاد يده إلى مكانها وأخذ وضعية الإستعداد ، ماهي إلا دقائق ، حتى بدأت رجلاه ترتجفان . مرت نصف ساعة أخرى ، فدمعت عيناه ، و بدأ بالتبول في بنطاله . كان تبوله متقطعا بسبب البروستات ، و هنا تذكر حبة دواء البوستات التي نسي أن يتناولها هي الأخرى ، و مرة أخرى ، أيضاً ، لعن ساعة النحس . نظر حواليه ، و أسرع باتجاه الحديقة المحيطة بالقصر ، كانت شمس الصباح ساطعة ، فوقف تحتها، بينما كانت عيناه ملتصقتان بالباب الخشبي الكبير للمكتب . و لأنه كما يقول شكسبير " المصائب لا تأتي فرادى " فقد مرت غيمة كبيرة ، توقفت فوقه ، و حجبت ضوء الشمس . لعن ساعة النحس مرة ثالثة ، وفي هذ المرة ، كان يقصد السماء . شعر بالبرد ، و أخذ يرتجف . بكى مرة أخرى ، و تقدم باتجاه سور الحديقة ، كان السور على طرف جرف صخري حاد الإنحدار . فكر في الإنتحار ، و كان يهم بتسلق السور ، عندما غير رأيه . جلس على الأرض مسندا ظهره إلى السور ، و نظر باتجاه أحد نوافذ مكتب ، فالتقت عيناه بعيني الرئيس الذي كان واقفاً خلف الزجاج السميك للنافذة . بدا الرئيس مبتسما و كان باستطاعة الوزير التعس أن يقدر ، حتى وهو في حالته تلك ، بأن رئيسه انتهى للتو من صبغ شعره الذي كان يلمع تحت شعاع الشمس التي عادت للظهور . شكَّ الوزير في عينيه ، فركهما ، و مدّ جزعه إلى الأمام محملقا في النافذة التي بدأت تُفْتَح ببطء . كان الرئيس واقفاً بكامل أناقته ، و على يده اليمنى يقف ببغاءه الأخضر الشهير مرحا ، يهز رأسه يميناً و يسارا و هو يتناول فطوره من يد الرئيس نفسه .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح