الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعبُ والجيشُ معاً

عبدالله خليفة

2014 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



يتغلغل الفوضويون الطائفيون في كل موقع، لا برامج تحولية مستقبلية لديهم، أفكار محافظة تعيد تخلف الشرق وصراعاته المذهبية وحرائقه، وها هي بلدان كبيرة غرقت في الصراع الديني أولاً كسوريا، وبدا شكلاً تحديثياً مزعوماً ولكن الطرفين الحاكم والمحكوم كانا يكرسان نظامين دينيين طائفيين شموليين.
ثم أنزلق العراق وكان يلحق سوريا في تحولاتها الانقلابية وهذه المرة لحقها في صراعاتها الدينية السياسية وتفوق عليها.
والآن يهددون دول الخليج ويعتبرونها لقمة سائغة في برنامج العنف والتخريب المتسلسل!
أستأسد الطائفيون في كل مكان ورفعوا رؤوسهم وحولوا دور العبادة لنشر برنامج الجهات الحارقة للشعوب.
هم يتضخمون حين يروا التنازلات وسياسة اللين فيعتبرونها ضعفاً، ويخدعون الناس والصغار بجمل مغلوطة وكلمات محرفة.
وقد جروا جماعات من طوائف كانت تبني وتناضل بعقلانية وراحوا يرفعون أعلام المنظمات الإرهابية ويصرخون ببرامجها في ضرب الطوائف الأخرى وتمزيق المجتمعات العربية.
إن كراهيتهم للعروبة والوطنية والحداثة شيء مخيف، وهم المتمرغون في النعم، أبناء الدلال الاجتماعي والرشاوى السياسية والذين ينتظرون أدوات العنف كي يقفزوا إلى الكراسي والسلطات.
عرفت الجزائر كيف تعالج هذه المشكلة، فتوحد الشعب والجيش في نظام سياسي وطني شجاع راح يستأصل هؤلاء القتلة ومغتصبي النساء وقاطعي الرقاب، الذين أقاموا في كل بلدة إمارة، وظهر في كل مدينة خليفة من الخلفاء المارقين.
الاصطفاف القوي للشعب مع قوى الجيش والذي لم يكن سهلاً وتعرض للتشكيك من الداخل والخارج، وقام هؤلاء بخداع الشعب بكل آية، وكل أمير منهم يؤكد أحقيته في الخلافة، حتى ساح الدم في كل مكان، وأعادوا نشر كل الطوائف التي كانت في الماضي والتي راحت تقتل بفوضى عارمة.
هذا حدث في الجزائر قبل سنوات ولم يستفد المشرق من الدرس المجلجل!
جاءت ضربات الجيش الجزائري قاصمة لظهورهم، واستغرقت المعارك سنوات، ولجأ الإرهابيون إلى الجبال وخبايا المدن وخدعوا بعض السكان القرويين، حتى تكسرت أنصالهم فوق أجسادهم السياسية وذابوا وكأنهم لم يكونوا.
أعطتهم الفرصة بعض الآراء السياسية الحاكمة الضعيفة نفسها، وبرروا طائفيتهم وحربهم ضد العروبة والمجتمع، لكن هذه الأصوات خرست، وتوحد الشعب والجيش في انتفاضة عارمة طويلة وسحقتهم وجعلت الجزائر واحة استقرار وتقدم.
ليس لهؤلاء برامج إلا برنامج العودة إلى التخلف والوراء وتخريب المجتمع وتأليب الطوائف على بعضها بعضا، وكلما أعطوا الفرصة زاد جبروتهم وغرورهم، ولا يفهمون سوى لغة القوة تعيدهم إلى أحجامهم المتقزمة.
قراءاتهم للدين هذه القراءات المتخلفة غير الديمقراطية وغير العلمانية وغير الوطنية سبب دمارهم.
وغيابها ذاتها سيكون سبباً لغيابهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا