الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحت قبرة الخوف

مالكة حبرشيد

2014 / 8 / 19
الادب والفن


كأني ضعت مني
مهما التقطت نثارملامحي
لا أعرفني
المرآة الحفاظة تفاصيلي
ضاع منها تاريخ ميلادي
والكثير الكثير من لحظات اشتعالي
مهما أفلحت في فتح حوار
بين أجزائي المتنافرة
أعاق الصمت تيار الكلام
صار التيه محور القضية
ظلي ألـ كان يلازمني
لم يعد يأبه لذهابي ولا إيابي
مستلق عند ناصية الهروب
يدرك تماما أن ملاذي هناك
تحت قبرة الخوف
حيث أحيك للأيام الهاربة دوني
رداء يقيها شر أنفاسي
وغبار الأمس
حجاب الغيم
يحول دون ارتواء الغد
بزخات تجعل الأمل يزهر
من عمق المستنقع

بأعماقي رقعة سوداء
وسطها أتمدد كل ليلة
أقتات الحسرة
والخيبة تقرضني من كل الجهات
حتى أغدو نقطة معلقة في الفراغ
أحتاج امتدادا لأنفاسي
لألمي وانهزامي
لأدفيء رعشة تعاستي
أضخ النبض فيما تبقى
الأحلام هاجرة
الأماني نافقة في باحة جمجمة
علاها الصدأ
مازلت رهينة الشاشة
أتابع مجازر الفجر
بين إعلانات الفنادق
عطور باريس
وجوائز الردح
من ينتشل عيوني
من مستنقع الدم
لأبتسم بمرارة
على حافة التلفاز
أقرأ أشعاري
على مسامع الفراغ؟

كل التظاهرات التي طوعتني
انتهت بين خلايا الصمت
الغضب المشتعل على الرصيف
انطفأ في برودة الزجاج
حتى الأمواج الراكضة
تكسرت على جبهة الخوف
ثياب العيد الجديدة
تمرغت في برك الدم
الكعك جف ..
في معاجن الحسرة
والقوارير نواح يستدرج الأعمار
نحو حتف هاديء
مزين بأشلاء البراءة

أيها المتسابقون نحو المنابر
المتنافسون في سباق التنظير
هل تجيدون العد ؟
أخبروني كم شهيدا سقط هناك
كم عجوزا انتهى تحت الأنقاض
كم أما ثكلت أبناءها
وكم طفلا شاخ قبل الأوان؟
للفضائيات أن تبث دمها البارد
ولنا أن نسكر حتى
تنتهي نشرة الأخبار
نتهادى ضحكا أمام
"أفيشات" رمضان
أو نرقص على شواطيء الخذلان
لن يطلع الفجر لعبارات التنديد
تستدير الشمس..
لصدور تحمل صور جيفارا
ولن يرتفع البحر بعد ..
أمام شعاراتنا المستعارة
ما رأيكم في انتحار جماعي
ينهي موتنا السريري
يضع حدا لمهزلة الأنساب
ويقطع دابر الخيانة ؟
أعرف جيدا أننا
قطعان تساق مغمضة العينين
إلى حيث يشاء الراعي
هناك ينتظر الذئب الأجساد ..
الساكنة مروج الظلمة
الأرواح المتلاطمة
عند أقدام الذل اللذيذ

دعونا الآن من الجلابيب
ترنحات التهاليل
الظهيرة استشرست
كشرت عن أنيابها
كشفت عوراتنا للريح
تضرب مليا في ردهات الجسد
لن تسطع الأرواح بعد
الذوات مشروخة
والأنات أعياها التكاثر
بين الهاء والواو الساكن
فلننفخ في التيه ..
عل الطريق يرتسم
في ذبول العيون
أو على جبهات الركع
بين قدمي كرسي
قد ندرك التسلل
من بين المرايا
وتواريخ الهزائم
وقد تتسلل الأجساد
من بين لهبان حمى
تقود التاريخ صوب النار !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81