الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاع عن السخرية!!

يوسف شوقى مجدى

2014 / 8 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كيف نناقش الافكار ؟!... او... كيف نضع المعتقدات تحت مجهر الجدل ..؟! وجهة نظرى انه هناك طريقتين لنقاش الافكار .. طريقة مثالية و طريقة أخرى ليست مثالية و لكنها تُستخدم كثيرا و تُعد طريقة جيدة للنقد.. .. الطريقة المثالية هى "الجدل" و كما يذكر لنا الفيلسوف الاغريقى "أفلاطون" فى محاورته الشهيرة محاورة "فايدروس" ان هناك مهارتان فلسفيتان للجدل .. أول مهارة هى تجميع الحقائق و العناصر و الدلائل المتناثرة لتكوين حقيقة فلسفية مفيدة و يتم تشبيه هذه المهارة "بصنع الضفيرة" و المهارة الثانية هى تفكيك الشىء المعقد الى عناصر صغيرة و تناول كل عنصر للنقاش و يتم تشبيه هذه المهارة "بفكّ الضفيرة" ! ..
و لم اقصد من "عرض ما هو الجدل؟ " تعريف الجدل و اعطاء معلومات عليه و لكن المقصد الاساسى لى هو ان ابين ان استخدام الطريقة المثالية و هى الجدل يتطلب مقومات صعبة ليس اى احدٍ مؤهلا لكى يمارس مهارة الجدل .. فيجب على اى شخصين مختلفين فى الرأى ان يكونوا مؤهلين ثقافيا و نفسيا للجدل اولا : يجب ان يكونوا على درايا كاملة بما يعرف بالمغالطات المنطقية لكى لا يخدع احد الاخر حتى بدون قصد.. ثانيا : يجب ان يكون كل منهم على قدر كاف من "المرونة الفكرية" التى تؤهل الانسان للاعتراف بخطأ فكرته و عدم التعصب لها او عدم تقديم مبررات عديمة الفائدة للفكرة .. و هنا اريد ان أسأل هل كل بالبشر يمتلكون هذه المقومات ؟؟ - بالطبع لا!! اذا هذه الطريقة المثالية لا يجب ان تستخدم مع كل الناس .. و هناك الطريقة الاخرى التى ذكرتها فى بداية كلامى و هى الطريقة التى ليست المثالية و لكنها تستخدم كثير و أرى انه هناك عددا كبيرا من الناس يتكلمون عن هذه الطريقة .. هذه الاداة تسمى "بالسخرية" او "النقد الساخر" على الرغم من ان هناك الكثير يتكلم عن سلبيات السخرية و اضرارها و لكن بالطبع هناك جانب ايجابى فى قضية السخرية .. فى البداية يجب ان نعلم جيدا انه ليس من الصواب ان نستخدم مع عامة الناس (الذين يشكلوا الاغلبية الاعظم فى كل مكان و اقصد بهم هنا "فى هذا المقال" الناس الذين لا يمتلكوا مقومات الطريقة المثالية فى النقاش و الجدل و التى ذكرتها ) الطريقة المثالية لانهم سيجاهدوا لاثبات صحة فكرتهم بالمغالطات المنطقية و التعصب الفكرى .. اذا كيف سيتم النقاش ؟! .. هل من الممكن ان نستخدم السخرية ! .. من وجهة نظرى هناك جوانب ايجابية للسخرية .. اولا: ترفع الحجاب عن اى فكرة مقدسة او اى فكرة ممنوع تناولها للنقاش .. و هذه النقطة خاصة بالفكرة ذاتها .. ثانيا: جعل "معتنق الفكرة" يفهم و يدرك بان فكرته هذه مجرد فكرة عادية و ليس لها هالة نورانية حولها .. و هذه النقطة تخص معتنق الفكرة .. ثالثا : السخرية من الممكن ان تؤهل معتنق الفكرة للنقاش المثالى لانه من الممكن ان يشعر بالذنب لان تعصبه قد ادى الى السخرية و الاهانة من فكرته العزيزة عليه فيتحول من وحش متعصب! لانسان متفتح يتقبل النقاش الموضوعى..
لا اود ان احرض للشتم و السب بين الناس فالسخرية من الاشخاص و اهانتهم شىء مرفوض تماما و لكن السخرية من معتقد الناس و من افكارهم لا يضر لان قيمة الانسان فى جوهرِه و ليست فى معتقده .. احزن عندما ارى الكثير من المثقفين يتكلمون حول موضوع احترام و تبجيل المعتقدات .. بهذا قد ربطنا بين شيئين لا يجب ربطهم ببعض و هم : الانسان و معتقده فالانسان اعلى و اسمى بكثير جدا من المعتقد هذه اهانة عظيمة للانسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبدالله خلف ( 2014 / 8 / 20 - 00:24 )
الإلحاد = اللا إنسانيه .
يتساءل الأستاذ | عبد الواحد (العدل هو وضع الشيء في محله , و محل الأحداث في عالم الإلحاد, هو نفس المحل الذي تحدده القوانين الفيزيائية. و بما انه لا توجد ذرة تخالف تلك القوانين, إذاً كل حدث في الكون المادي قد وُضِع في محله المادي. و لذلك لا يوجد في الفكر الإلحادي ولا في الكون المادي ظلم. فمن أين جئت بمفهوم العدل أيها الملحد؟) .
هنا, إذا كان الإلحاد إقتصر على المنهج المادي الموضوعي, فكيف له في ظل التفسير الإلحادي للحوادث والأفعال أن يقول أن فعل الإغتصاب مُجرّم في ظل (عدم وجود ذرة تخالف القوانين المادية إذ أنً كل حدث في الكون المادي قد وُضع في محله المادي)؟ .
الاغتصاب , مثلا, هو متسق مع (البقاء للأصلح), و يزيد عدد أفراد النوع , و عليه , لماذا ترفضه المجتمعات البشريه؟ .

اخر الافلام

.. إنسحاب وحدات الجيش الإسرائيلي وقصف مكثف لشمال القطاع | الأخب


.. صنّاع الشهرة - تيك توكر تطلب يد عريس ??.. وكيف تجني الأموال




.. إيران تتوعد بمحو إسرائيل وتدرس بدقة سيناريوهات المواجهة


.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ