الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القول والفعل

مصطفى بالي

2014 / 8 / 21
القضية الكردية


الأفكار،القناعات،الأخيلة،هي ليست سرابا على دروب العقل في قيظ ظهيرة الجسد المتعطش للحلم الوردي،هي مخلوقات عضوية مثلنا،لها قامة أجسادنا،لها أعينها،أحاسيسهاألها هيكلها المتكامل كما نحن،باختصار الأفكار لها هيئة الفعل،إن تجلت في ممارستنا لها وما عدا ذلك فهي تخرصات تتعفن داخل قلوبنا وعقولنا فتصدر رائحة العفونة لتزكم انوفنا قبل غيرنا وتحول الحياة إلى رتابة مملة كما عقارب الساعة التي لا تجيد التوقف أو الإسراع كونها مقادة مسيرة لا قائدة مخيرة.
في الخامس عشر من آب ملتهب،كان الجلاد يشرب الأنخاب احتفالا بإفناء أمة كاملة وتذويبها في كأس نخبه كما تذاب حبيبات الملح في كأس من الخمرة لتزيد السكرة نشوى،وكان مطمئنا تماما أنه لم يعد هناك رؤوس تتجرأ على النهوض كون عباءة الخلافة قد اهترأت منذ أمد بعيد ومنجل اليسار قد ثُلِمَ بينما مطرقته أصبحت في يد الشغيلة معولا لهدم أمجادها الزائفة.
خرج شاب قروي،ممشوق القوام،طبع على صفة اليوم ابتسامة السخرية وأطلق وابل آماله وأحلامه على حفلة الشواء البشري ليصرخ فيهم(أن لا تفرحوا كثيرا فنحن ما زلنا نتربص بكم في تشققات أرضنا العطشى لدمائنا)وكان عكيد فلم الرعب الهوليودي على المحتفلين،كان البوصلة التي وجهت أنظارنا إلى شواطئ الخلاص وأفقدهم رشدهم وصوابهم.
حينها قالوا ان السويعات كثيرة على هؤلاء وتناوبوا على منبر الكذبة يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة في إثر سنة دون ان يشرحوا للمستمعين على مدرجات مسرحهم الهزلي أن السويعات قد تكون ثلاثين سنة أو يزيد،ودون ان يشرحوا إن السويعات قد تزيد الشعاع انطلاقا نحو أفق ليس في متناولهم.
لجؤوا إلى الخطط البديلة وسوقوا لشخصيات ثلجية باسم الكرد وقدموهم على أنهم قادة للكرد لتوجيه أنظار البسطاء من أبناء الأمة عن قادته الحقيقيين لكن هؤلاء كانت أفكارهم تتعفن في ذاكرتهم وتصدر رائحة العفونة فيهرب البسطاء منهم،وتردادهم لجملهم التي حفظوها عن ظهر ارتزاق ما كانت كافية لإنقاذهم من سيل الربيع الكردي،سرعان ما كانت تذوب أكاذيبهم وشخصياتهم تحت أشعة الحقيقة الحارقة،وازداد الفلم رعبا يقترب من أسرة نومهم ويقض مضاجعهم.
فرح نسل طوران باستشهاد القائد بينما كان أبناء النار والشمس يحتفلون باستشهاده ويرفعون شارة النصر،لم يفهم حينها أحد لما الاحتفال بفقدان قائد بهذه العظمة،لكن فيما بعد عرف السبب وبطل العجب،فالكرد منذ أول خيبة وحتى المس القريب جدا لم يتعودوا من قادتهم إلى أن يكون أبناء البطون الفاخرة،يوجهون(ثوراتهم وجنودها)كما يوجه طفل نزق ألعابه بالريمونت كونترول،وإن حدث وبدأت ملامح الهزيمة في الأفق فإن اول إجراء يتخذه ابن البطن الفاخر هو تأمين ملاذ آمن له ولعائلته(ولتذهب الثورة إلى الجحيم)فهناك متسع من الوقت للبحث عمن يحتضنه ويعيده قائدا على هؤلاء المساكين.
لكن هذه المرة كان القائد مع جنوده وارتقي بينهم قائدا وشهيدا وستكون هذه الشهادة منعطفا في ربيع الكرد كما كان أزيز رصاصته الأولى منعطفا.
بعد ثلاثين أنة مخاض في في ملحمة انبعاث الحرية،بقي عكيد بقامته الرعب المستمر والكابوس المؤرق لنومهم فكان هذه المرة أن أطل عليهم بتمثاله الذي لم يتوقعوه وسط أعتى ثكناتهم بما أنهم حولوا كامل الوطن ثكنة لجحافلهم،وقف شامخا بين أبناء ثورته،شامتا بجبروتهم،ساخرا من جدران حصونهم الآيلة للسقوط ،هم لم يتحملوا هذه الصفعة الثالثة من قائد أصر أن يذلهم حيا وأن يذلهم ويستمر في إذلالهم وهو شهيد مجهول القبر حتى تاريخه.
في لجة الآمدية،ابنة قورقماز البارة بقائدها سقطت أسطورة اتاتورك هذه المرة مدوية صاعقة أفاقت معها النائمون في سباتهم الطويل ومؤكدة لهم ان الكلام يبقى كلاما لا معنى له إن لم يرتدي الفعل ثوبا له أناقة الحلم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل


.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة




.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا