الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش والسعودية , العلاقة المحتملة و الخطورة المتوقعة.

فادي كمال الصباح

2014 / 8 / 23
الارهاب, الحرب والسلام


داعش بحسب وصف مفتي السعودية " جماعات خارجية لا تحسب على الإسلام ، ولا على أهله المتمسكين بهديه، بل هي امتداد للخوارج الذين هم أول فرقة مرقت من الدين بسبب تكفيرها المسلمين بالذنوب ، فاستحلت دماءهم وأموالهم ".

الخوارج بالمفهوم التراثي الإسلامي ليسوا خارجين عن الدين كما يتوهم الكثيرون اليوم، بل الخارجين عن طاعة ولي الأمر.

حول تعريف الخوارج تتنوع التعريفات بتفاصيل معينة لكن أوضح تعريف ما يقوله الشهرستاني في كتابه الملل والنحل:
(كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياً، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو كان بعدهم على التابعين لهم بإحسان والأئمة في كل زمان).

جاء هذا التحذير السعودي من إرهابيي داعش بعد سنوات من الصمت على أفعالها و كثرة تداول المعلومات عن دعم سعودي للإرهابيين في سوريا و فتح أبواب السجون السعودية أمام الإرهابيين الراغبين بالقتال هناك, وحيازة السعوديين لنسبة مهمة من مجموع المقاتلين بصفوف داعش.لكنه تجلى واضحاً حين أعلن أبو بكر البغدادي أميراً للمؤمنين ولياً للأمر مفروض الطاعة.و مشروعه إقامة الخلافة على مختلف الدول العربية من ضمنها أراضي السعودية بتحدي واضح وإعلان صريح للعداوة للأنظمة العربية الحاكمة و من ضمنه النظام السعودي.
إن وصف مفتي السعودية إرهابيي داعش بالخوارج، قد يعكس حقيقة الواقع ،بكونهم خرجوا عن طاعة ملك السعودية ولي الأمر المفترض طاعته وهابياً.

هنالك خطر جدي من محاولة داعش اجتياح السعودية ,بعد دخول داعش الى الموصل وتمددها في مناطق واسعة من العراق وسيطرتها على نصف الحدود المشتركة بين العراق والسعودية , ,بما تجد لها من حواضن كثيرة في المجتمع و الجيش السعودي و من المحتمل لو حاولت أن لا تواجه بمقاومة شرسة .لاسيما أن المجتمع السعودي جرى تلقينه طوال سنوات طويلة العقيدة الوهابية المطابقة للفكر والسلوك الداعشي و ظهر في بعض الاستطلاعات للرأي ,أن نسبة مهمة من المجتمع السعودي يعتبر أن داعش تطبق الاسلام.
و يؤكد هذا الخطر المتوقع ما كشفته صحيفة التايمز البريطانية، عن تقدم السعودية بطلب لكل من الحكومتين المصرية والباكستانية لإرسال آلاف المقاتلين لحماية شريطها الحدودي مع دولة العراق.وجاء الطلب السعودي بحسب الصحيفة لحماية حدودها من تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" والذي سيطر مؤخرًا على أجزاء من دولة العراق.

تتمثل الخطورة بسيطرة داعش على السعودية ,هو امتلاك السعودية ترسانة عسكرية من أضخم وأحدث الترسانات على صعيد الشرق الأوسط، لكن لآل سعود ما يكفي من التعقل لعدم استخدامها في صراعات المحاور إذا لم تهدد أراضيهم مباشرة، فيعتمدون على الحروب بالواسطة. لكن سقوط هذه الترسانة في يد داعش سيفتح باب العنف على مصراعيه و من الصعب التوقع ما قد يفعلوه هؤلاء المجانين بها. لكن يبقى ذلك مرهون بطبيعة تعامل الدول الكبرى مع هذا الموقف لو اقترب من الحصول في الواقع.

قد تكون السعودية ساهمت بإنشاء أو دعم داعش للتخلص من الإرهابيين في سجونها و الفائض خارجها، بما يخدم محور الصراع الذي تدعمه و تشارك فيه ,عبر خلق متنفس للطاقة التكفيرية السعودية الباحثة عن ميدان و فرصة للتفجر ، وبظنها تكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد، التخلص من إرهابيي الداخل المعارضين لحكمها و استغلالهم في خدمة مصالحها داخل صراع المحاور في سوريا والعراق،...لكن كالعادة في تجارب استغلال الإرهاب الإسلامي، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل