الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ الداعشية : أو قولبة الإسلام إجراميا

حمودة إسماعيلي

2014 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


"السلام عليكم" مفردة لم يعد لها معنى أو مفهوم في ظل الحقبة الإسلاموداعشية، أصوات كثيرة تنفي علاقة داعش بالإسلام ! على اعتبار أنها جماعة تمثل الإسلام. لكن حتى لا نخلط المفاهيم ونتحايل عن الواقع والتاريخ السياسي فإن داعش جماعة مسلمة تمثل جانبا من الإسلام : مثلما تمثله السلفية والمالكية والمعتزلة والإباضية والخوارج وما سواه من الانبثاقات الإسلاموسياسية. فجميع هذه الظواهر باختلالاتها واجتهاداتها وتطرفها وحماقاتها وتفاسيرها، تنطلق من الإسلام كنص أساسي يمثله القرآن أو الأحاديث المتوارثة تاريخيا.

فمنذ هلوسات محمد عبد الوهاب ضد المذاهب الصوفية، وتواطؤ الإخوان (العصابة الروحية لمحمد عبد الوهاب) مع آل سعود لفرض هيمنة الدولة الإسلاموسياسعودية واحد وإثنان وثلاثة كأنها سنّة من سنن الوضوء ! لغاية نفث الإخوان لسمومهم في عدة منابر خليجية ومصرية، حتى أنها غسلت مخ حسن البنا وسيد قطب (المختل أساسا) ومن معه من عباقرة الفراغ والإحساس بقلة الحيلة، هذا دون الإشارة لمستشفى طالبان للأمراض العقلية بأفغانستان من جهة، ولفرقة تورا بورا من جهة أخرى. ومثلما تنقسم الفرق الموسيقية كالسيستام أوف داون System of a Down أو البلو Blue أو الباكستريت بويز Backstreet Boys، فإن فرقة تورا بورا افترقت كذلك ـ بعد سنين من العطاء والإنتاج في الروك الانفجاري ـ لتظهر فرقة داعش كمنشقة عن عائلة التورا بورا أو الظواهري نايشن (Nation) الذي خلف ملك الروك اسامة بن لادن.

إن المثير في هذا التاريخ للجماعات الإرهابية، هو أن العناصر تتكاثر كالفطر في مناطق معينة وحسب خطابات محددة : وهي المناطق العربية (خاصة شبه الجزيرة وسوريا/العراق) وحسب الخطابات الرجعية الإسلاموية (هذا إذا افترضنا أن هناك خطابات تقدمية في أي ديانة إجمالا !!). إن الواقع الصريح والمؤسف هو أن داخل كل شخص بالمنطقة الشرق أوسطية والمغاربية الأفريقية، والمعرّض للسموم الإخوانية التي وصلت حتى المنابر البريطانية ! يخفي داخله "داعشيا" : هذا الأخير الذي يلزمه ضغوطات نفسية واقتصادية وشحن أيديولوجي بالمقابل يصور له هلوسات ذات نكهة طفولية حول العالم السعيد، حتى يتم اطلاق الداعشي من داخل قنواته الإدراكية. ولا نذهب بعيدا، فكل من تابع مؤخرا تناطح إسرائيل وحماس، دون اطلاعه على أدنى معلومات حول القانون الدولي ! ـ : رأى داخله داعشيا يتحرق شوقا للانقضاض على أي إسرائيلي أو يهودي، لكن كما يقول الشاعر الماغوط "العرب كطائرة الهليكوبتر، ضجيجها أكثر من سرعتها" ! الكل يصرخ كالعاهرة (رغم أن العاهرة تظل جميلة) دون فعل شيء مفيد أو حتى قول مفيد.

إن الواحد ليشعر بالفخر، فإذا كانت مختلف أطياف العالم تقدم الاختراعات والقوانين والأنظمة السياسية والاقتصادية والأفكار والاستهلاك السخيف والبرامج التلفزيونية، فإن لنا سابقة بتقديم نوعية إجرامية لم يسبق لها مثيل، من سبق وقدم للعالم أناسا يتسابقون لتفجير أمعائهم ؟ من سبق وأظهر للعالم جريمة منظمة يديرها مرضى عقليون ؟

لهذا فنحن نشكر كل من ساهم في تربية نوعية أطفال لها قابلية كهذه.
نشكر كل من ساهم في إبقاء خطابات مساعدة لذلك.
نشكر كل من تعاطف في حالة من الحالات مع سلوكات قريبة من ذلك.
شكرا لنا، شكرا لغبائنا اللامنتهي.

يستمتع الإنسان ـ خاصة بالفترة الحالية ـ عند سماع أغاني نانسي عجرم أو شيما هلالي، بدل أن يقرأ لمحللين سياسيين يرجعون سبب ظهور داعش وأشباهها لسياسة الولايات المتحدة ! دون أنا يتساءل الواحد منهم عن ظهور مثل هذه الجماعات بفييتنام أو اليابان ؟ وهما الدولتان اللتان تعرضتا لأسوء وجه من أوجه الولايات المتحدة الأمريكية. إن الموقف واضح : وهو أننا داعشيون، أو نخفي داعشيين داخلنا. ولا تسأل(ي) لماذا ؟ لأننا نتربى على ذلك، نستنشق الداعشية، نتغذى منها وبها. نكبر على حلم صناعة دولة "معاوية" عالمية (لا مكان ل"شيعة علي" فيها !)، دولة قرآنية دستورية يخطط مدنها مدرسوا الابتدائية في عقول الأطفال المغفلين، لتكتمل القصة مع خطيب الجمعة الكسول. العالم ليس بحاجة لدول جديدة أو أنبياء أو حرب، يكفي أن يتوقف البعض عن التفوه والقيام بالسخافات، هذا كل ما يحتاجه العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط