الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاختلاف جريمة يعاقِب عليها الناس!!

يوسف شوقى مجدى

2014 / 8 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لقد ولد كل شخصٍ فينا مختلفٍ عن جميع الناس و هذا ليس كلام و خلاص !! بل مؤكد بالادلة العلمية "فالجينوم"(خريطة الجينات الكاملة للانسان) يختلف من انسان لانسان ولا يوجد "جينوم" يتطابق مع "جينوم" اخر !.. و كذلك ايضا فى البصمات .... و هنا تحدثنا عن الاختلاف بين كل البشر من وجهة نظر علمية و هى التى لا يلاحظها جميع الناس .. و لكن المشكلة تكمن فى الذى يراه الناس ! .. أرى ان هذا العصر عجيب جدا ! فنرى ان من يطير مسرعا فى سماء التميز .. و من يهبط بقوة الى المكان الذى ينفرط فيه جوهر الانسان ليصبح فردا بلا هويّة .. فيوجد من يمتلك وجود صادق و من يمتلك وجود كاذب .. و لعلى اذكر هنا مقولة الفيلسوف الوجودى "جان بول سارتر".. : ( يبدو ان الصدق قرارا أخلاقيا .!) و الصدق و الكذب فى الوجودية ليسا بالمعنى المعروف بل يُقصد بها الاتى و هى قطعة من كتاب مذكور اسفل المقال....(( يُعتبر الصدق من سمات الفرد الوجودى . فى الواقع..تبدو الفردية و الصدق الوجوديان و كأنهما وجهان لعملة واحدة .ففردية المرء (بالمعنى الوجودى) لا تقل عن صدقه. و لكى تكون صادقا بحق يجب ان تدرك فرديتك و العكس صحيح .كل من الفردية و الصدق الوجوديين كلمة انجاز . فالشخص الذى يتجنب الاختيار و الذى يصبح وجها وسط الزحام او ترسا فى الماكينة البيروقراطية قد فشل فى ان يكون صادقا.. و هكذا نستطيع الان ان نصف الشخص الذى يعيش حياته وفقا لأوامر أو توقعات الاخرين بأنه غير صادق))(1)
و نظرة المجتمع للانسان المختلف نظرة كلها احتقار فهم ينظرون اليه و كأنه مريض او مصاب بعيب خطير و احزن كثيرا عندما أرى الناس المختلفين يحاولون ان يتشبهوا بالاغلبية و بالقطيع فبدل ان يفتخروا بكونهم مختلفين .. يحاولوا ان يمشوا مع التيار ...!!! .. كان هناك صورة فى موقع الفيس بوك لصفحة تسمى "علمانى" هذه الصورة تعبر تماما عن كلامى.. هى عبارة عن جماعة من الناس واقفون لديهم بعض اثار الضربات فى وجوهِهم و دخل عليهم شخص وجهه سليم لا يوجد فيه اى اثار ضرب .. و بعد ما دخل شعر بالحزن لانه مختلف عنهم فضرب نفسه ليشبههم !!... فهذا المجتمع الشمولى يريد ان يضع كل الناس فى قالب واحد له صفات واحدة و للأسف عندما يرفض اى انسان القالب المفروض عليه ..يحتقره المجتمع.. و يوجد من يتأثر بذلك الاحتقار فيضطر للدخول فى هذا القالب و يوجد من يزيد رفضه للمجتمع و يتمرد عليه اكثر فأكثر .. و النموذج الاول و هو الذى يستسلم نموذج مرفوض(بالنسبة لى) تماما اما النموذج الثانى و هو المتمرد على المجتمع و يظهر النموذج الثانى انه سهل !! و لكن التمرد على المجتمع هو من اصعب الاشياء و ليس سهلا بالمرة فيقول الفيلسوف الالمانى "نيتشة" : (من يريد ان يعيش فى راحة فل يمشى مع القطيع) و على الانسان المختلف ان يختار بين النموذجين او يقترح لنفسه نموذج ثالث ان وجد !.. عليه ان يختار بين الصدق و الكذب !! فنحن نملك حياه واحدة اعطانا اياها الله او الطبيعة .. فيجب ان نكون انفسنا و نحقق ذواتنا و نكون صادقين فى وجودنا قبل ان تنقضى حياتنا ..


(1):كتاب الوجودية لتوماس ارفلين ..فصل الصدق ص:79








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيول دبي.. هل يقف الاحتباس الحراري وراءها؟| المسائية


.. ماذا لو استهدفت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟




.. إسرائيل- حماس: الدوحة تعيد تقييم وساطتها وتندد بإساءة واستغل


.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع العقوبات على إيران بما يشمل الم




.. حماس تعتزم إغلاق جناحها العسكري في حال أُقيمت دولة فلسطينية