الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قاسم ششو يقود الإيزيديين لتحرير سنجار ....

جاسم ألياس

2014 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


إذ لا يزال الدواعش ينثّون سمومهم القاتلة في هواء سنجار ، شنكال ، يُطرح السؤال تلو السؤال : كيف أحتلوا المدينة .. كيف أفتتحوا جرائمهم فيها بتفجير مزار السيدة زينب فيه وقتل إيزيديين رفضوا دخول الإسلام ..؟! ما هو السر في إستيلاء هذه الحثالات الخاطف على القرى والمجمعات خلال يوم واحد ليجدوها خالية من سكانها الإيزيديين الذين نزحوا ، ربع مليون ، حال سماعهم بهجوم الوباء الخبيث ماشين ساعات وساعات في مسيرة الدموع والحسرات والغضب العارم على من غدروا بهم إلى مدن زاخو ، دهوك وسميل في إقليم كردستان ..؟ ـأيّ شرّ هذا دفع مائة الف آخر إلى قمم وشعاب الجبل ، إلى الجوع ، العطش ، والموت..، ماذا عن قريتي كوجو وقني اللتين قتل الأغوال رجالهما ، فتيانهما وسبوا النساء والأطفال ..؟ّ
أهكذا ببساطة ينقضّ علي إيزيدي ّ منطقة سنجار تكفيريون همج ، حفاة من الضمير ، أفاع ٍ خرافية لم تتحدّث عنها الأساطير ... زوائد خبيثة في جسد البشرية ..، قمامات ٌشواذ عن تناغم الفصول ودورة الطبيعة . .؟!
من أحنى عيون العصافير في بساتين بربروش ... ؟!
ينبوع حفكنيش ما له يغور في بحيرة حداد ..؟
وفي طرح هذه الأسئلة في حيرتها ، سخطها وإحباطها ، يجيب صوت قاسم ششو قائد وحدات الإيزيديين للتحرير في جبل سنجار كاشفا الحقيقة أو جوانب منها في لقاء مع قناة روناهي الفضائية . هذا البطل الغيور ، لم يهرب مثلما هرب ذوو المواكب الفارغة ، الأبراج العاجيّة ومن تلتمع على أكتافهم أقراص ذهبية خالية تماما من بريق النجوم ..، لم يهرب ، الواقع ، لم يُعرف عنه الهروب في يوم ما ....هل تهرب الأشجار من ظلالها أو البحر من شاطئه ..؟! لم يساوم ... لم يهادن ..، لنقرأ ما قاله :

× قبل اليوم الأخير .. " . . كان ثمة ما بين 8 آلاف إلى 10 آلاف بيشمركة في سنجار ...وكما يقال في العربية ، للأسف قادتهم لم ينظموا البيشمركة . أنهمكوا في السرقة والتجارة ... لم يحموا المجمعات وحدود شنكال ..انهمكوا في التجارة ، في جمع الاموال ممّا دفع داعش إلى الدخول إلى شنكال .." ."لو أعطونا السلاح الذي سلّمه جيش المالكي لهم ... ناقشت الأمر معهم عدة مرّات وأحتدَ بيننا النقاش وتخللته أحيانا كلمات مرّة ..، قلت لهم إنّ هذا السلاح ضروري أن يكون في يد البيشمركة ..في يد اهالي شنكال ..هناك قرى جمعت في 12 مجمع .. لو انّهم وزّعوا ذلك السلاح الذي سلّمه لهم المالكي ... في كل ّ مجمع دوشكا أو أثنتين ...خمسة أو ستة بي كي سي ...أثنان إلى ثلاثة قناصات ...لو لم ينهمكوا في التجارة ما حصلت هذه الفاجعة .... هؤلاء القادة في نظري لا يصلحون للقيادة مرّة أخرى ..." "....في الليلة قبل اليوم الذي هاجمونا فيه وفي حضور مسؤول الفرع ، ومسؤول المحور شيخ علو وجناب لواء سعيد ،أفندي ، وآخرين قلت : الاخ اللواء .. شهران وانتم هنا .. أمضيتم صومكم وعيّدكم بيننا ...هذه الأسلحة سلّموها لنا لنساعدكم ، لنحمي مجمعاتنا وحدود شنكال ... لكنه رمى يديه في غضب قائلا :" لم آتي لأعطي السلاح لأحد ..ما دمنا أحياء وفينا نقطة دم لا أحد يستطيع دخول شنكال " ، في اليوم التالي لم تتحرك يداه ، للأسف هرب قبل الأهالي، قبل المدنيين ، هرب أيضا مسؤول الفرع ، مسؤول الآسايش والبارستن ، لو كان ذلك السلاح الذي في يد أخواننا البيشمركة في يدنا ، مرغمون أن نقول إخواننا لأنه ثمة شرفاء دائما بينهم ، لكن قادتهم لم يكونوا شرفاء ، مرّات عديدة كنّا نقترح ، نناقش ، نقول لهم : يا أخوان ، بخق الله ، هذا السلاح سلّموه لنا ، كانوا يقولون :" أنت تنصحنا ..؟ .. نحن على وعي بالوضع ..." للأسف كان عملهم التجارة ... لعلم الجميع أيّا ً كان ، لعلم جناب الرئيس مسعود البارزاني ..هربوا قبل أي شخص .. قبل المدنيين ... البارستن هربوا ، مسؤول الآسايش هرب ...، لواء سعيد هرب ..." . " .. في المقرّ ، في اللحظات الأخيرة ، في الدقائق الأخيرة قبل هروب الأهالي ، قلت : " لواء سعيد ، مال خراب ، خراب ٌبيتك ، قل للبيشمركة أنْ يخرجوا السلاح لنحارب .." ، لكنّه لم يتكلم كحجر بارد ... لواء سعيد كان صديقي إلى حين حصول الكارثة ، كنت أودّه واحترمه كثيرا ، بعد الكارثة لا ...الإنسان الجبان الذي يترك شعبه لا يكون صديقي أو لأي آخر ...".


× نداء إلى الشباب " نداؤنا إلى جميع شباب الإيزيديين والمسلمين في شنكال الذين هربوا من القتل إلى دهوك ، زاخو ، أربيل ، وإلى سورية ، أعلم ان مجموعة كبيرة منهم هناك ..، كل اولئك الذين أوصلوا عوائلهم هناك إلى بر الأمان والستر .. نداؤنا لهم أنْ يرجعوا إلى شنكال مع السلاح كي نسترجع شنكال ..... ، رجائي إلى كل شباب الإيزيديين أنْ يرجعوا مسلحين وبإخلاص إلى شنكال .والذي يستطيع المجئ ولا يأتي ، أعتقد شنكال لن ترحمه مرّة اخرى في التاريخ ، لن تستقبله ولا تقبله الإيزيدياتي .. اليوم هؤلاء الدواعش العديمي الأخلاق والناموس ...ناموسنا قد وقع بين أيديهم ويطالبون بديننا ، من يقع في قبضتهم بقولون له إن لم تَسْلِم ْ نقتلك ،. . هؤلاء الشباب هناك ومن يقدر منهم على حمل السلاح ولا يرجع أعتقد أنه نقص كبير ...، ندائي إلى كل الشباب ، القادرين على حمل السلاح منهم أن يرجعوا كي نُعيد شنكال مرّة أخرى إلى سابق عهدها ..ونكون في ترابها المبارك ...عيب لشبابنا ، لنا جميعا أن نترك هذا التراب المبارك في يد هؤلاء ...الحفاة ، العديمي الأخلاق ، القذرين ، الملوّثين ، الذين لا يستحقون الحياة ، أن نسلّم هذا التراب لأيديهم ويصلوا إلى مقدساتنا ..... للعلم لو لم آتي . ولا سامح الله إذا وصلوا إلى مقدساتنا ، كما فجّروا مقام السيدة زينب سيفجّرون جميع مقدّساتنا وخاصة مزار شرف الدين ...لعلم الإيزديين جميعا حاولوا خمس مرّات تفجير مزار شرف الدين ..لكن الشباب الإيزيديين هناك ، زهاء مائة مع حيدر ...أقبّل عيونهم جميعا ، أفشلوا خمسة محاولات ،خمسة هجمات ... حطّموا تسعة أو عشرة دبابات وهمر ، لم تكن دبابات ، همرات وجمسيات وسيارات ... أستولوا عل دوشكاتهم .. على الأربي جي والقنّاصات وبقية المخلفات التي عطلت ... واحدى الهمرات أتى بها حيدر وجعلها هدفا في ربيئته لأن الرصاص لا يخترقها وهي في مواجهة داعش ....، نرجوا من شبابنا ان يرجعوا إلى شنكالهم ..إلى هذا التراب المبارك ...مائة عام في الغربة لا تعادل يوما في شنكال .. لو اعيش مائة عاما في الغربة .. الحياة عندي لا تعادل يوما فيها..، رجائي إلى شبابنا أن يأتوا لحماية المقدّسات والأرض المباركة كي نبني مرة اخرى قرانا ونكون في أرضنا المباركة ولا نجعلها في أيدي هؤلاء ....الحفاة ، العديمي الاخلاق ..." .

× إتخاذ إجراءات " آمل من جناب الرئيس أن يحاسب هؤلاء محاسبة شديدة كي لا يهرب الكرد مرّة أخرى من هؤلاء ...الحفاة ..ذي الملابس الرثة ، هؤلاء الذين عملهم أرتكاب الخسائس والموبقات .."

× الدعم " تلقينا المساعدة ... لكن كقتال ومقاومة ، إلى الآن يقاتل الإيزيديون وحدهم فقط.. تمت المساعدة في فتح طريق دكري إلى سوريا ، لم يألوا الرفاق جهودهم سواء بككه ، هدب أو أية جهة أخرى ، نشكر كل من يساعدنا ...فتحوا الطريق وهو امر معروف للناس ، بشكل رئيسي بيشمركة بككه أمّنوا الطريق وفسحوا المجال لجماعتنا ... من خلاله نجا الآلاف من أهلنا ..نشكر أي شخص ساعد أهل شنكال ومن أي حزب يكون ، كلنا كرد ، رجائي قبل كل شئ أن تزول هذه التفرقة ..أن ْ لا تتهجم الأحزاب على بعضها ...أن يمد كردنا أيديهم إلى بعضهم الآخر ... أن نكون قوة واحدة حتى لايأتينا فرمان أو طوفان آخر مثل هذا ..نشكر كل من دعمنا وساعدنا .. بعض الرفاق من طرفكم جاؤوا ...مجموعات كثيرة من بككه جاءت نحن نشكرهم .. أنا شخصيا حتى وقت الكارثة كنت عضوا عاملا في الفرع السابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني .. لكن اليوم نضالي ونضال جميع رفاقي هو القتال بأسم الإيزيدياتي وليس بأسم التنظيم لأن من جعلوا أنفسهم علينا مسؤولين عسكريين ، تنظيميين وسياسيين هربوا جميعا ، قتالنا ونضالنا الآن هو بأسم الإيزيدياتي ... أنا واحد كقاسم ششو قد أقسمت أن اموت ولا أترك شنكال ...آخر طلقة تبقى عندي سأوجهها إلى رأسي ...أموت ولا اترك شنكال ... إن شاء الله ورجاؤونا من الله في وقت قريب سنتمكن من تحرير شنكالنا ومجمعاتنا من هؤلاء الأشخاص ...هؤلاء الأرذال ، النتنين .."

× تحريرالأرض .." هؤلاء الذين يسمون أنفسهم داعش ، دولة العراق والشام ، لا دين لهم ولا أخلاق ...كلهم لصوص وجواسيس وقد دخلوا المنطقة .. ، أحدهم قد أطلق لحيته ، وآخر لبس السواد .. يقتلوننا للأسف بالسلاح العراقي ...حصلت تلك الكارثة في الموصل وأستولوا على ذلك السلاح القوي ... لو لم يكن الجمسي والهمر في أيديهم ، والله كنا نخرجهم بالكلاشنكوفات من العراق .. إلى ان تأنينا الدوشكا، الأر بي جي والصواريخ القوية لا نستطيع التغلب عليهم .. لدينا منه .. لكن لا يكفي لإخراجهم من المنطقة ...طلبنا من كل أخواننا الكرد ، كل القيادات الكردية ، حتى المالكي أن يصلونا بهذه الأسلحة ......حين تصل أملنا في الله ، في شباب إيزيدية شنكال ، في كل الشباب أيزيديين ، مسلمين ومن أية ملة ...كل من يأتي للمشاركة ويقاتل معنا في الجبهة كي نحرر شنكال من هؤلاء الهمج ، العديمي الأخلاق نشكره ، أملنا قوي في وقت قريب سنحرر شنكال من هؤلاء اللا اخلاقيين ، الأرذال ...." .
.

× شكر وتقدير : " تحياتي وتقديري إلى كل كرد العالم وخاصة في اوربا ، وجميع الإيزيديين وأي مخلص ..، نقدر ونشكر كل من خدم في الإنترنت ، الفيسبوك ، في مسيرة ، في مظاهرة ... تحياتنا وإحترامنا لكل الإيزيديين ، لكل كردي مخلص ونظيف ..."

إنّ الحقائق االتي وردت في حديث قاسم ششو والتي عبّر عنها في إخلاص وحماسة، في أسى وتصميم على إرادة التحرير تشير بوضوح إلى مسببات حصول الفاجعة ، المسبّبات التي تكمن أولا وأخيرا في تخاذل المسؤولين العسكريين ، الحزبيين ،والأمنيين في سنجار ، في رفضهم تسليح العشائر إضافة إلى غياب الحيطة والحذر من قبيل : تنظيم البيشمركة ... توزيع مدافع في الجبل ...حفرخنادق ومتاريس واقية حول مدينة سنجار والمجمعات خاصة بعد سقوط تلعفر ووصول المجرمين إلى مخفر أم شبابيط الذي كان يشكّل نقطة تماس مع قوات البيشمركة . الذين يبرّرون الكارثة من باب تواضع عتاد البيشمركة أمام سلاح العدو ينسون أو يتناسون أن أقرانهم الشجعان في بداية ثورة أيلول حملوا فقط بنادق البرنو ، بها لاغير دحروا حملات عسكرية عالية التسليح معطوفا عليها نيران الطائرات سواء في المناطق الجبلية أو في السهول ، معارك سهل هولير مثلا .في معركة مزار شرف الدين قبل أسبوع هزّم الثوّار بأسلحة خفيفة وقديمة الدواعش خمسة مرّات مستولين على عتادهم الثقيل . وقاتل بعتاد الكلاشنكوف في بطولة خارقة التكفيريين إلى آخر رصاصة في قرية سيبا شيخ خدر رجالها الشجعان ومعهم بيشمركة أبطال من دهوك رفضوا ترك مواقعهم . ويدحر ،ويدحر الأشاوس داعش في قرية آمرلي المحاصرة منذ سبعين يوما . تؤكّد هذه الامثلة الحيّة حتمية هزيمة الفواحش في سنجار لولا هروب أولئك المسؤولين أخذين في نظر الإعتبار تدخل القوة الجوية العراقية ، وما كان سيردهم من مدد من الإقليم ، ناهيك عن دعم العشائر . للأسف لم يطلق المتخاذلون رصاصة واحدة ، وبهذا سبّبوا وقوع النكبة وأهوالها التي شجعت دون شك داعش للتقدّم بإتجاه أربيل ، سهل نينوى ، وبالتالي نزوح أعداد غفيرة اخرى إلى كردستان .
إن كارثة سنجار هي كارثة الإيزيديين وإن حاول أعلاميون تعميمها دون أن ينجو منها الشيعة الكرد والتركمان والمسيحيين الذين عاشو ا بين ظهرانيهم وجوارهم لمئات السنين في رباط أخوي متماسك ، ودون أن ينجو منها أيضا مناضلون كردستانيون بشتى مذاهبهم يدينون داعش جملة وتفصيلا . في حروب الإبادة التي واجهوها عبر تاريخهم العريق وإلى آخر حملة في 1918 م ، لم يترك الإيزيديون سنجار ، صمدوا وقاتلوا العدو لانهم امتلكوا السلاح وشموخ الجبل وقبلهما شجاعة فائقة ويقين مطلق في منظومتهم الروحية . في حملة الانفال هذه الخامسة والسبعين ، خلت منهم القرى والمجمعات ليس لزوال مفردات الشجاعة وصلابة المبادئ ، لكن لأنهم عُدٍموا السلاح الذي طالبوا به دون جدوى رغم توفره لدى القادة المحليين ، وهو ما دفعهم إلى النزوج الجماعي حفاظا على دينهم ، . رغم ذلك ، لم يذعنوا ، قاد البطل قاسم ششو كوكبة منهم أخذت على كاهلها درء هجوم الإرهابيين عن آلاف المحاصرين في الجبل ، ونقل الآلاف منهم إلى ملاذات آمنة عبر عملية إنقاذ يشارك فيها بيشمركة أحزاب كردستانية مناضلة . دون شك ، ظهر قاسم ششو ورفاقه في الوقت المناسب ، في لحظات انهيار المعنويات .. في لحظات الرعب من فقاعة نتنة أسمها داعش ، وبهذا أحيوا الآمال وإرادة البقاء التي كانت في طريقها إلى التلاشي .. إنّ حلقة الثوّار تتسع يوما بعد يوم ..شجاعة الآباء والاجداد تتواتر... تتواتر مبادئ شمّاء خلّدت الإيزيديين عبر صفحات التاريخ ..جعلت من عاشروهم في الجيرة واماكن العمل يشيرون إلى خصالهم العالية التي يتحلّون بها ، خصال الوفاء ..الصدق .. نقاء السريرة ..الإخلاص وغيرها من القيم النبيلة ...، مبادئ حالت دون إنقراضهم بين مخالب السفّاحين في قرون الدولة العثمانية وقبلها ، مبادئ مثمرة دائما ، صادحة أبدا ، مبادئ عصماء دفعت شهداء قرية كوجو إلى أن يعلوا أمام أخسّ ، أرذل ، أحط ّ، أجرم ، أشرّ هياكل بذيئة ، ومن يكونون غير الدواعش الذين خيّروهم بين دخول الإسلام أو القتل ، رفضوا في إباء مدهش ترك جذورهم ، رفض ثمانمائة شيخ وكهل ، شاب وفتى وأستشهدوا ،اكّد هذا أربعة نجوا من المجزرة ، رفضت النساء والأطفال أيضا وسيقوا إلى المجهول . بهذا اليقين المطلق في ثروتهم الروحية ، ثروة التوحيد ، جمال القيم ونبلها خرج الكوجيون من الدنيا فراقد تضئ ظلمات الكون ، خرجوا دلالات سامية ترمز إلى تتابع العراقة وقوة التشبّث بحرية الإختيار في الجيل الحاضر والمقبل وما يليه عبر إلغاء ال"أنا " ليستمر ال" نحن " الأصيل الإيجابي ، ألم يقل السيد المسيح :" ماذا يهم إن خسرت نفسي وربحت العالم .." ، بيد أنّ سؤالا واحدا لا غير كان يقضّ رباطة جأش شهداء قبيلة المندكان وهم يواجهون رصاص الكائنات الموبوءة : مَن ْللأطفال والنساء ..؟ مَن ْينقذهم من أنياب هؤلاء العراة من الأخلاق والدين والشرف ..،
أن قلوبنا تدمى لك يا صديقنا أحمد جاسو ..، تدمي لعشيرتك الجريحة التي قدتها حكيما ، شجاعا في أحلك الظروف وأسوءها ... ،
تدمي للنساء الأسيرات والأطفال الأسرى ،
لمن علوا كي لا يُذلّ الأحياء في سيبا شيخ خدر وتل عزير، في تل قصب وسنوني ، في قني وخانصور... في كل قرية وزاوية من الأرض الجريحة ...،
تدمي حسرات متتالية وكمدا ً لا يلين .... ،
لكم جميعا تدمي ... ،
للرضّع من أجل حفنة ماء يبكون بين إنهمار دموع الأمهات فوق قمم الحبل وفي شعابه ويرحلون وتقبّلهم أمنا الأرض بين يديها الوادعتين ،
لمسنّين ، لمرضى ، لذوي إحتياجات خاصة يعبرون إلى الضفة الاخرى ظامئين أو جائعين بيين شعاب الجبل الحزين ،
للجموع الغفيرة مشوا غرباء عن البدايات العزيزة .. ،
يا للعقوق.. غدروا بكم وأنتم زهرات الود وحمامات المحبة ؟! نرجسات كَرْسي ومزامير العين البيضاء ...،
أهكذا تستباح دماء ورثة ثقافات بابل ونينوى ، سومر وآشور ، ورثة نابو ومعبد إيزيدا على ضفاف الفرات ، ورثة الفلوكلور البهي ، ورثة مثرا ، ورثة الموحدين الاوائل في وادي الرافدين ...؟! ،
هل تراجعت ركائب الضوء في زمن الانوار ...؟!
هل ضاقت الارض بنا ...؟!
لا..لا تضيق .. تضيق حين تنحسر الرؤيا ...حين تمتدّ تتسع ...،
لا تضيق .. إنّ الاحرار في ميادين شنكال ينتصرون ..،
إنّهم يقاتلون ويندحر الطاعون ...،
إنه الوطن بين الحين والحين نرغم على وداعه ، ويلاحقنا في عربات الأحلام ، في الازقة التي مادت فيها مواكب الشبيبة وطبول الأخيلة الجامحة ..،
يلاحقنا والها ًبين فجوات الشبابيك والأبواب ، أمام عيون المقابر حيث جلال الأبدية وأشجان الذكريات..، قبالة فتائل المزارات الناطرة إلى نسائم الطقوس وهي تعزّز تماسك القلوب الواجفة ، دافنة الخوف واليأس بين مآزر تأمّل متأنٍ تتدلى
منه عناقيد الإنتصار ..،
أنفاس الوطن نورانية تحملها حكمة سقراط ، تضمّخها أفاويف لالش الطالعة من لآلئ قبة شي شمس ،
الوطن نحمله ويحملنا ،
ناقوس ُالحق يأمر أن لا نتركه وحيدا في طريق الجلجلة مثلما لا يتركنا فرادى في حومة الأحزان والمسرّات ، ما قيمة الإنسان دون
جذر ييتكّئ عليه طاردا وحشة الروح التي طالما أبكت المشرّدين والغرباء ،
سلاما أيها البطل قاسم ششو حاملا بندقية العزّ والشمس ، ملتفعا بطقوس الإنتماء اللاهب ..، ،
سلاما حيدر قاهر مركبات الموت في وادي شرف الدين ....
سلاما كل ّتلك الأسماء الساحرة في الخنادق ، والدالة على عظمة الأنغماس في فيوض الهويّة العامرة ...
جامع سنجار العريق سلاما ً... إليك أنت الآخر أمتدت معاول الأرذال ،
كنيستها الحاملة نسائم الصليب القدسيّ سلاما ،
سلاما مزار السيدة زينب الطاهرة .. هدموك َ...لا تُهدم.. صرحك باقٍ في الأفئدة ، قريبا ونعيد إليك أحجارك العلياء واحدة ، واحدة ....
سلاما شعلة الحرية تنتصرين .. دائما تنتصرين في نهاية المطاف ....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
× لغة اللقاء هي اللغة الكردية ... ترجمت من قبل كاتب هذه السطور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف