الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهرجان الجثث المعلقة

محمد الأحمد

2014 / 8 / 25
الادب والفن


مهرجان الجثث المعلقة

عند مدخل المدينة، باتت تطلّ عليك كل يوم جثث مقطوعة الرؤوس، معلقة، ممثل بها، مدمرة الأجساد، معلقة من أرجلها ستراها عند كل عمود يقع في وسط المدينة, احياناً تجد رؤوساً لوحدها في مكان، والناس تخاف الاقتراب منها، ليس رعباً من المنظر البشع، وانما تخاف التهمة التي قد تلقى عليهم من جراءها. باتت المدينة تشهد المنظر المتكرر والذي ابتدأ قبل ايام عيد الفطر وبقي خلال ايامه، هل هم ابناء من مدينتنا ونحن لا نعرف لانهم بلا وجوه، وكيف يتعرف عليهم ذويهم، ورائحة التفسخ تفوح منهم، وتزكم الانفاس، كانه تنتشر في المدينة لتقول انه شبح موت ناشط يطوف الشوارع، ويعلق عند تقاطعاتها الفرعية في كل مكان جثة، او اثنتين..
جثث رمادية، بعضها مشقوقة من المنتصف، وبعضها الاخر مثقب لا يمكن النظر اليها طويلاً. واخرى محززة الايدي ومشدودة الى الخلف، ومن النادر ان ترى واحدة تلوح لك بيدها وتقول يمكنك ان تتعرف الي، "لي في مكان ما أهل قد جهلوا مصيري ويمكنك ان تخبرهم بنهاية ستحار كيف تصفها".. فاي حقد بشري حلَّ بهذا البشر عندما يكرر مثل هذه الفعال في بشر مثله، من اين يأتي بكل هذا الكمّ من الناس ويحرقها ويذبحها، ومن ثم يأتي بها الى مفازات الطرق ليشهر موتها ويعلن مجهولية صاحبها، فهو لا يعلق الراس معها، يذبحها من ثل شاة استحقت الذبح، ولكنه لا يريد لحمها، يتركها مذبوحة معلقة حتى ينزل كل دمها الى الارض والى احشائها المندلقة على الارض.
اسئلة مثيرة حولها، وقلق عرم كالنهر الجارف.. هل هو هذا مصير كل ابناء هذه المدينة؟. الجثث الحاضرة هي من تسالنا ونحن نحار في الاجوبة، من اين نأتي بكل الخيال لنعرف قصة من الممكن ان نصدقها لتحكي هؤلاء الجثث المتزايدة في داخل المدينة يوما بعد يوم..
جرائم سابقة نفذت في حق الناس وتطلَّبت ان يظهر الفاعل، تلك الجرائم البشعة، قامت بها مؤسسات كبيرة، متوالية، وارادت ان تغطي على فعالها بين الناس، فكان خيارها ان تبحث عن من يتحمل عنها تلك الجرائم، فأسندت لعابري الطريق، ومن بعد تعذيب قاهر، وتسجيل اعترافات كالوهم بتلك الجرائم الماحقة بتلك الاسماء، اذ دونت لها اعترافات، ثم تمَّ تصديقها نيابياً وقضائياً بشفاه باردة، فلم يسمع صدقها احد، وباتت تسكن الهياكل، وهي تحمل اسماء تلك الجرائم الماحقة، يوم اطلاقها، تعمدوا الى الاسراع بتعليقها، بالتخلص منها الاسماء بأسماء اخرى لتحمل الجرائم، وتم التنفيذ كجرم ثان وثالث ورابع بهم كأنهم هم الفاعلون الحقيقيون، ولأجل ان تنتهي جريمة بجريمة فوقها وتموت حتى ينقطع خيطها لجرائم منظمة بجرائم اخرى بإخفاء هوية الجثث المعلقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد