الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة الروح

بيان بدل

2014 / 8 / 25
الادب والفن


بعد عمل شاق وطويل وفي ساعة الظهيرة حيث الشمس تلامس جدائل السماء وتلسع الارض بسياط القيظ ، استلقت على اريكتها وارخت ازرار تعبها لتحظى بالراحة بعد عناء ، تاركة قلبها الصغير الكبير يستمع لها وهي تخاطبه :

_ الى متى ستبقى تنزف ايها القلب الذي احمله بين اضلعي ويمدني بالحياة اما ان لك ان تهدأ ؟

قبل ان يجيب القلب على سؤالها هذا ، سمعت صوت رنين الهاتف الذي قطع عنهما لحظة العتاب .

حملت جسدها المنهك الهزيل بشق الأنفس، ورفعت سماعة الهاتف :

_ الو

_ الو كيف حالك ؟

عرفته ، انه هو من جلب لها متاهات القلب وحرمانه من العيش في سلام

_ كيف كان يومك ؟

_ أنت بخير ؟

رشقها بوابل من الاسئلة التي كانت تتطاير شررا من فمه وهي تنصت له وقلبها الصغير يبكي بصمت .

لكن لم يكن لتلك الاسئلة سوى الصدى الذي ارتطم بجدارن غرفتها دون جواب

كيف كان نهارك ؟

ببساطة أغلقت الباب على الماضي الذي قتلته بيديك دون رحمة .

استيقظت باكراً اليوم وكنت قد ازمعت على تناسي الماضي

فانا منذً الصباح أنظف وارتب وأغير أشياء وأزيل أشياء.

منذً الصباح و أنا منهكة ومنهمكة في إزالة غبار تراكم لسنين طويلة، دخلت كل زاوية في شقتي الصغيرة، في محاولة مني لتغيير كل شيء مهما كانت التفاصيل صغيرة أزلتها .

لا أمانع في أن انهي يومي بمحو كل ما ی-;-تعلق به، كل متعلقاته، حتى بصمات أصابعه، لأني بذلك أزيل ألماً وجرحاً واستعيد روحاً ضيعتني وضاعت مني !!

أنظف دون كلل أو تعب وكأن أحدهم كان هنا و عبث بمملكتي وبعثر أشيائي ومزقها كما بعثر روحي، أحاول أن ألملمها أعيدها إلى ما كانت عليه.

وكأن أحدهم دخل صومعتي دون استئذان تركته يعبث ويعبث، تركته يبعثر ويبعثر روحي وحياتي لسنين وسنين.

الآن أنا مسترخية، مستلقية.

أنا في مكاني المفضل.

اتأمل وانظر إلى كل زاوية، كل شبر أحسه لي وحدي، إنها جنتي. أغمضت عيني وحلقت بجناحي في فضاء اللحن العذب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قفزة في التعبير الفني 1
فادي يوسف الجبلي ( 2014 / 8 / 26 - 00:17 )
احس بانه هناك قفزة في التعبير الفني في قصتك هذه قياساً الى القصص الاخرى
سأحاول ان اقتنص الايجابيات والسلبيات في القصة كما يلي
1_اعجبتني عبارة (وتلسع الارض بسياط القيظ) واحس فيها قوة في التعبير الادبي يرتقي الى لغة كبار الادباء والاديبات
2 ( الى متى ستبقى تنزف ايها القلب الذي احمله بين اضلعي ويمدني بالحياة أما ان لك ان تهدأ)
هذه العبارة غير موفقة اذ ان مخاطبتها لقلبها توحي بأنها تخاطب (كائناً ) بعيداً ثم نجدها تشير الى مكانه وهو قريب منها .
3_(الذي قطع عنهما لحظة العتاب)
هنا يوجد اجحاف بحق قلبها تضورين الامر وكأن العتاب متبادل بينها وبين قلبها مع انه في الصل هناك عتاب لها فقط لقلبها


2 - قفزة في التعبير الفني 2
فادي يوسف الجبلي ( 2014 / 8 / 26 - 00:18 )

4_(كيف كان نهارك)
جميل العبارة ... العرب يفضلون عبارة (كيف كان يومك)
5_ (استيقظت باكراً وكنت قد ازمعت على تناسي الماضي)
في هذه الجملة وما تليها تقع الكاتبة في فخ الضمائر
فبعدما كانت في بدايتها تروي القصة على لسانها (هي) نجد هنا وما يليها تحشر نفسها في القصة
6_هناك عبارات قد لا تقع ضمن السياقات والتعابير الفنية الادبية ولكنها تضيف جمالاً الى النص وهنا يكمن ابداع القاص عبارة (وبعثر اشيائي) نموذجاً
7_ ليس فقط المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين بل العلماني ايضاً لا يلدغ من الجحر مرتين وعليه كيف تركت باب صومعتك مفتوحاً على مصراعيه كي يدخله احدهم ويبعث فيها بعد ان كنت قد نلت من من دخل صومعتك قبلاً

اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق