الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظرية اللوبونية / الحلقة 1

علي باقر خيرالله

2014 / 8 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


((المقدمة))
ينظر البعض على أن التحليل النفسي للفرد هو التحليل المنطقي الوحيد القادر على معرفة ما وراء الفعل أو القول لدى الفرد وهذا صحيح , لكن كيف يستطيع عالم النفس تحليل تصرفات مجموعة مختلفة من الأفراد؟ ربما يبحث عن الأغلبية المتجانسة ويجد بعض الصفات المشتركة , المتوقعة , فيعطي لهم الخصائص التي من المفترض أن تتسم بها تلك المجموعة من الأفراد , نحن هنا لكي نثبت العكس حسب "النظرية اللوبونية" الخاصة بالجماهير التي تثبت أن أكثر الأشخاص تناقضا عندما يجتمعون ويكونون جمهوراً فأنهم يصبحون جمهوراً ذا رأي واحد وذا أنطباع واحد وبإمكان جمهور معين أن يتحول من جمهور جبان إلى جمهور شجاع أذا ماوجد مايحتاج إلية من محرضات وظروف , ويمكن لأشجع جمهور أن يتحول إلى جمهور جبان متخاذل ذو رأي محايد أذا ماوجد القائد المناسب , وأن الجمهور رغم كونه بربري وهمجي سوف يحتاج لتكوين حضارة ودين خاص به مع مرور الوقت .
-لماذا النظرية اللوبونية؟
أن هذا السؤال سوف يخطر في بال جميع من ينظر إلى العنوان سواء أكان يعلم ما المقصود باللوبونية أم لم يعلم , في الواقع أنة سؤال وجيه وجوابه أبسط من البساطة وهو أنني فسرتُ ظواهر الجماهير الحديثة في السلوكيات والآراء وحللتها تحليلاً أقرب إلى العلمية منة إلى التحليل الملازم لأيدلوجية معينة وقد كان ألأساس العلمي للبحث هي نظريات عالم الاجتماع الفرنسي غوستاف لوبون وقد أسميت هذا البحث تقديراً متواضعاً مني لمنهجيته الرائعة في التحليل , ومن الجدير بالذكر أن القارئ سوف يلاحظ تحليل السلوكيات وتفسيرها أقرب إلى نسخ منهجية لوبون وهذا لاأنكرة ولا أعدة مثلبة في نفس الوقت فبحثي ليس أختراع وأني لم أضع أسس هذه المنهجية ومن الطبيعي أن أحلل الأمور حسب منهجية لوبون التي أنا أتبناها هنا ولكني رغم ذلك لم أتفق مع غوستاف لوبون في النظرية الأصلية بأجمعها فهو قريب إلى النظرة اليمينية-المحافظة أما أنا فقريب إلى النظرة اليسارية-التقدمية , غوستاف لوبون أيضاً عنصري بعض الشيء في تفسيراته لتصرفات الجماهير ويذكر العرق كثيراً(في كتاب سيكولوجية الجماهير مثلاً) , لذا فأنا بجهدي البسيط هذا أكون مطوراً لهذه النظرية أكثر من كوني ناقلاً أو ناسخاً لها .






((المثقف الواعي والجمهور))
من المؤكد أن كل بلد تُقيم ثقافياً بتأثير مثقفيها على العالم والدور الذي يشكلونه في بلادهم وتكوينهم الجمهور المثقف الذي يقوده مثقف , أما اليوم فنحن نشهد عزلة للمثقف وقد أحتما ببرجه العاجي عن الانخراط مع هذا الجمهور الواسع الذي يؤدي أدوار سلبية أو إيجابية على حد سواء , وبالتالي تركَ الفرصة متاحة أمام الجماهير الجاهلة والبربرية إن تدير دفة الحضارة المستقبلية , وأيضاً نلاحظ ضعف المثقف أو أن من يدعى مثقف هو بالحقيقة ليس بمثقف , فالذي يملك شهادة الدكتوراه في علم النفس ويعمل أستاذاً أكاديمياً يُدرس النظريات الخاطئة دون أبداء رأي ولا يتعامل مع الطلبة بالنظريات التي تعلمها وبهذا تصبح ثقافته دون قيمة ومن نفس هذا المثال نستنتج أن صاحب الشهادة العليا الغير مستفيد من استخدامها هو إنسان جاهل الذي يكون عامل البناء البسيط في بيئته يشكل إبداعاً في مجال عملة , وبالتالي فقد أصبح المثقف كالنار التي لاتحرق ولاتدفيء ولكنها تستهلك الحطب والوقود فقط.
وبعد أن يسود الجهل بين أوساط المتعلمين الذي يكون أساء تعليمهم خاطئ مبني على الحفظ والإلقاء سوف يزداد لدينا الأوساط الجاهلة المتخاذلة التي لاتؤدي دورها , وبالتالي فأن مايدعى"مثقفين" سوف تلزم زمام أمور الدولة مثلاً ولأنهم يساوون الطبقة العاملة في الثقافة فأن مؤسساتنا سوف تفقد المهنية المنشودة من انتخاب "المرشحين المثقفين" من الطبقة العاملة التي تضن بأن المثقفين قادرين على أدراه شؤونهم لأنهم طبقة مثقفة وبالتالي فأننا سوف نصنع طبقة أرستقراطية جديدة أسوء من الطبقة الارستقراطية القديمة لأن الطبقة الجديدة تتفق مع أهوائنا الدينية أو الطائفية الخ .. ولا تتوافق مع مصالح حياتنا وهذا مايفعلة الجمهور الآن فهو جعل طبقة تساويه فكرياً وثقافية تنظر له نظرة فوقية , بهذا فنحن نتوصل إلى أن الجماهير تضحي بمصلحة أفرادها المكونين للجماهير نفسها لأجل مصلحة طائفية أو حزبية أو ....... , وهنا تبرز لدينا رغبة بعض الجماهير في العبودية لا الحقوق والحرية ولكن لو أخذنا كل فرد على حدة فأننا سوف نجدة يفكر بمصلحته الشخصية قبل كل شيء ولكن فور أنخراطة في جمهور معين فأن يضحي بتلك المصلحة لأجل مصلحة جهة معينة تمثل أفكار وآراء ذلك الجمهور وهنا تظهر قيمة اللاوعي في نفس الأفراد الذين يشكلون جمهوراً , فالفرد المنخرط في جمهور معين يرفع شعارات طائفته أو دينه أو حزبه سوف يشاركهم نفس الشعارات حتى لو أدى تطبيق تلك الشعارات إلى الضرر بمصلحته الشخصية وبهذا يتكون لدينا احتمالان لذوبان المصلحة الشخصية :-
الأول:- الخوف من صيحات الخيانة وتأنيب الضمير وهذا في الغالب يتكون في الجمهور المتجمهر على أساس ديني راسخ فموافقته على الشعارات التي تطرح (وهي شعارات تضر بمصلحته الشخصية) سوف يكون وفاء لدينه من ناحية وخوف من أعتراضة على تلك الشعارات كي لايصبح خارجاً عن الدين حسب وجهة نظر الجمهور حوله ولكي لاينعت بالخيانة , وفي الواقع أن جميع أفراد هذا الجمهور يفكرون بنفس الشيء ولكن الخوف من التصريح بهذا يجمعهم ويجبرهم الأخير بالقبول بة على حساب شخصياتهم المستقلة فكريا عن هذا الجمهور
الثاني:-التضحية لشيء أكبر من المصلحة الشخصية وهذا السبب يكون لدى الجماهير ذات الطابع الغير ديني التي ترعاه الحركات الاجتماعية الحديثة كالاشتراكية والرأسمالية الخ... , فالفرد المنطوي تحت الجمهور الشيوعي مثلاً يتخلى عن ملكيته الخاصة لأجل ضمان حالته المادية في المستقبل ولكي لايضيع هذه الفرصة (حسب وجهة نظرة) علية الذوبان في هذا الجمهور الذي ستضمن شعاراته مصلحة شخصية أكبر من المصلحة الحالية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي