الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التصريحات الكارثية لعبد العزيز الحكيم في النجف

بيان صالح
(Bayan Salih)

2005 / 8 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يمر العراق الان بمرحلة خطرة و تصاعد حدة احتمال تقسيم العراق الى اجزاء عرقية و طائفية مما يعني جعل المنطقة المحيطة بالعراق عرضة هي الاخرى لنزاعات اقليمية من الصعب التكهن بنتائجها الى زمن مجهول . أذ صرح عبدالعزيز الحكيم زعيم لائحة الائتلاف العراقي و رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في الذكرى الثانية لمقتل شقيقه محمد باقر الحكيم امام حشد كبير في النجف على ضرورة اقامة (اقليم واحد في جنوب العراق ووسطه لوجود قواسم مشتركة بين السكان في تلك المناطق) و اكد بثقة مفرطة
عدم تنازلهم عن الثوابت الاسلامية وعن اعتبار الدين الاسلامي الدين الرسمي للعراق و لا يجوز سن أي قرار او قانون يتعارض مع احكام الدين الاسلامي .

جاء تصريح الحكيم في خضم اللعبة السياسية التي تديرها الولايات المتحدة الامريكية في العراق و المنطقة لعلها تتمكن من ايجاد حل للازمة التي تمر بها في العراق امام عدم القدرة على السيطرة على زمام الامور في المنطقة نتيجة تصاعد النزاعات القومية و المذهبية والانفلات الامني الذي يعاني منه العراق و بعد مرور اكثر من عامين على وجود قوات الاحتلال , لكن ليس هناك بصيص امل بتحسن الوضع بل تزايد تدمير الوضع الامني و السياسي و الاجتماعي وتصاعدت حدة تفكيك العراق وتقسيمه. لقد طرحت امريكا حسب مصادر مطلعة عن لسان سفيرها زلماي خليل على الزعماء العراقين ضرورة اقامة نظام حكم لا مركزي في بغداد و اعطاء صلاحيات اكبر للمحافظات في ظل اتحاد فيدرالي عربي-كردي وحيث الاكراد والسنة رحبوا بالاقتراح و لكن تم رفض الاقتراح من قبل الشيعة.

الولايات المتحدة تدعم الاكراد في طرح الاستقلال كما جاء على لسان رئيس اقليم كردستان مسعود البرازاني في لقاء اجرته العربية في يوم8-8-2005 حول الفدرالية و احتمال انفصال الاكراد في حالة عدم الوصول الى حل حول مسالة الفدرالية اثناء صياغة الدستور . ورقة الانفصال تستخدمها الاحزاب القومية الكردية متى ما تشاء في خدمة مصالحها في تقاسم السلطة وبعيدا عن ارادة ورغبة الشعب الكردي . أذ طرح الشعب الكردي الاستفتاء قبل الانتخابات البرلمانية الماضية وجمع اكثر من مليوني توقيع لصالح اجراء استفتاء في كردستان وهو أما ان يختار الشعب الانفصال او البقاء مع الحكومة المركزية و لكن للاسف استخدمت نتيجة الاستفتاء تلك فقط كورقة ضغط في الحصول على كراسي الحكم في المجلس الوطني , واعتبره في ذلك الوقت زعيم حزب الاتحاد الكوردستاني الرئيس العراقي حاليا جلال الطالباني في مقابلة صحفية بانه حلم قسم من الشعب و نحن نؤمن بالديمقراطية و ندع الشعب يحلم كما يشاء. هكذا الشعب العراقي اصبح لعبة بيد قوات الاحتلال ويد الجماعات السياسية الطائفية والتي تكرس النزعات الطائفية و الدينية الضيقة الافق وسياسة الاحزاب القومية و العنصرية التي تغرس روح العداء بين القوميات المختلفة.

فالتنهض القوى اليسارية و الراديكالية و الديمقراطية من أجل التدخل بشكل فعال على الساحة العراقية والسعي من اجل عمل مشترك لحشد القوى الجماهيرية لرفض الدستور المطروح المستند الى التقسيمات الطائفية و العرقية والتي فيها نفي صارخ للهوية الانسانية للانسان العراقي وطرح وتعزيز دستور انساني علماني. فالنقف ضد فرض احكام الشريعة على ساكني الجنوب و الوسط باسم - الفيدرالية الشيعة - و الحكم الذاتي لاهالي تلك المنطقة وعدم السماح لهم باعدة بناء حكم ديني استبدادي كايران و افغانستان في مناطق الجنوب و الوسط , فالنعمل من اجل دعم بناء عراق حضاري و متمدن وعراق للجيمع بعيدا عن النزعات العرقية والدينية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك