الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظرية اللوبونية / الحلقة 3

علي باقر خيرالله

2014 / 9 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


((أنطباعات الجمهور))
أن أحد الصفات الفكرية لدى الجمهور هي "الانطباع القشري" عن المقترحات او المحرضات فهو لايفسر المطروح على أساس المنطقية او المصلحة الشخصية على الاقل بل أنة يحكم على الشيء المطروح حسب أنطباعات قديمة مترسخة وقد يجد الشيء المطروح حالياً هوشيء أضرة بالماضي وفي الحقيقة أن لاعلاقة لة بالماضي وأنما تتشابة ألفاظة و صياغتة مع شيء سيء الصيت لدى الجمهور لذى يجب أن يحذر كل مخاطب للجمهور وأن يختار جملة وعباراتة بعناية فائقة وأن يكون عارفاً بتاريخيات هذا الجمهور والاحداث المؤثرة علية في الماضي وهاهي أنطباعاتهم الدينية والعقائدية والفكرية وأن الواضح لنا أن أغلب الجماهير لديها نفس الانطباعات حسب رقعتها الجغرافية , فكما عرفنا أن الجمهور مجموعة عشوائية من الافراد بعد تعايشها الدائم في رقعة جغرافية واحدة سوف تتقارب الافكار وتتوحد وتصل الى مرحلة الترسخ الكامل اما في الاصل فأن كل فرد من الجمهور هو مناقض للفرد الاخر او مختلف عنة على الاقل ولكن الظروف المعاشية او الجغرافية الطويلة جيلا بعد جيل سوف تجعل الافراد على خط واحد عندما يكونون جمهوراً لانهم مروا بنفس الظروف الحياتية والبيئية ويدخلون تحت قانون الوحدة العقلية للجماهير الذي وضعة لوبون.
قاعدة لوبون للوحدة العقلية للجماهير فهي بسيطة وسأبسطها أكثر :-
قاعدة الوحدة العقلية للجماهير : عندما يتجمع أفراد بصورة عشوائية متناقضين كانوا او مختلفين او متشابهين , عاشوا نفس الظروف , وتجمعوا لظرف معين فأنهم يكونون جمهوراً يختلف عنهم تماماً بالصفات والاراء وكأنة شيء جديد وهو أقرب ألى المعادلة الكيميائية للماء .
H+O2=H2O
فالاوكسجين والهيدروجين عنصرين مختلفين في الصفات لكن مايجمعهم ظروف غلافهم الالكتروني ولأنهم الاثنان غازات فأجتمعوا لكن عندما أتحدوا فأنهم كونوا شيئاً جديداً وهو سائل الماء –مركب , وبهذا تتقارب صورة أجتماع أفراد مختلفين في ظروف واحدة عندما يكونون جمهوراً.
ومن الامثلة التي توضح أن الافراد الذين يمتلكون نفس الخلفية التاريخية الدينية او الفكرية هم أفراد يتشابهون في الاراء أكثر مما يختلفون مهما كانت درجة التباين بينهم من الناحية العلمية او الثقافية او الطبقية :
عالم فيزيائي مشهور ≠-;- سائق سيارة أجرة
من الناحية الفكرية والعلمية والقدرة على الابداع والفرق في الاهمية والتأثير .
ولكن المدهش أن :
العالم الفيزيائي المشهور = سائق سيارة الاجرة
عندما يكون الامر متعلقاً بالعقائد والعادات والتقاليد والدين فهم يمارسون نفس الطقوس الدينية رغم أختلاف مستواهم الفكري ورغم قدرة الفيزيائي على الاكتشاف والابداع الا أنة يساوي سائق السيارة في التمسك بعادات الاسلاف وتقاليدهم , وعند الخوض في البحث عن المتشابهات والمتساويات في ما بينهما وأحتمالاتها فأننا نجدها أضعاف أضعاف المختلفات في مابينهما فالسائق والفيزيائي أختلفا في أستيعاب نظرية الجاذبية الارضية ولكنهما تشابها في الاراء الدينية , الطائفية , الثقافة المجتمعية,التوجهات السياسية , التعصب, التساوي في الجهد المبذول في العمل ..... , وهذه بعض المتشابهات فالمكان لايسعها جميعاً ! .
يتوضح لنا مما سبق أن الجمهور المكون من أفراد لهم نفس الخلفية الدينية او الفكرية سيكونون جمهور أواصرة قوية ذات تعصب شديد لاتقبل النقاش والنقد وهم قشريون في أكثر الاحيان أي أنهم لايحتكمون الى التحليل والتفسير بل يحتكمون الى مقارنة الماضي بالحاضر ويحولون تشبية أحداث الماضي بالاحداث الجارية وبهذا فأن ردود أفعال الجمهور تكون معروفة مسبقاً وتلقائية أي أنها جاهزة في عقولهم التي يحكمها اللاوعي الجماعي ومن أمثلة ذلك الانطباع الذي أخذة العراقيون عن كلمة "أشتراكية" بعد سقوط صدام حسين ويهاجمون أي منادي بها بدون أن يفرقوا بين أنواع الاشتراكية وهم حتى لايعرفون ماهي اصلا! ولكن مجرد أنطباع.














((خصائص الفرد داخل الجمهور ))
كما أوضحنا في ماسبق أن الفرد عن أنخراطة في أي جمهور فأنة يتخذ طباع جديدة تتناسب مع طبيعة الجمهور ولنعرف كيف يحدث ذلك علينا معرفة خصائص الفرد المنخرط في الجمهور .
الفرد داخل الجمهور ذا شخصية غير واعية مهما كان يمتلك من ثقافة ووعي فردي , فالجمهور هو شريحة عشوائية وقائد الجمهور ربما يكون أقل وعيا من بعض أفراد الجمهور ولكن هؤلاء الافراد يرون القائد أعظم منهم لان الذين حولهم أقل وعياً منهم وهم غالبية وبما أن الذين حولهم هم في حالة اللاوعي الجماعي مع القائد فأنهم يرون نفسهم سواسية مع الاغلبية الجاهلة وبهذا يفقدون الوعي الفردي ويفقد الوعي الفردي قيمتة لانة قورن بمجموعة كبيرة من الوعي الجماعي فيتكون خط واحد جديد يربط الجميع حالة حال الخط الديني او الفكري يتساوى فية الفيزيائي مع السائق , أذن فالافراد داخل الجمهور غير واعين وبالتالي فأنهم يسيرون بأتجاة واحد وسرعة واحدة وهذا الأتجاة يحدد الاهداف والنوايا وهي قابلة ان تكون أفعالا غير واعية حسب نوع المحرض وحجمة وهي على الغالب نوايا تخريبية محضة , أما توحد التفكير لدى الجميع فهي تحددها قوة أنتشار العدوى فكلما زادت سرعة وقوة أنتشارها زاد لاوعي الجمهور أكثر والعدوى مقتصرة في ردود الافعال ذات البعد العاطفي لدى الجمهور أي أنها ردود أفعال تحولت من فكرة مجردة ألى فعل ملموس ممارس على ارض الواقع وهي أشبة بالنهي عن المنكر هذه الايام , فالفرد بمعزل عن الجمهور يشعر بتأنيب الضمير لقتلة أبسط حشرة قذرة ولكن فور دخولة في الجمهور فهو يصبح آلة ميكانيكية لاتملك للرحمة سبيل فتقطع الرؤس وتقطع الايادي وترجم الخ .. من أفعال يندى لها الجبين وهي تبجل بأسم ربها ويطير الفرد داخل الجمهور فرحاً بتنفيذ هذه الافعال على من يجدة جمهورة خاطئاً ,والعدوى سلاح تحريضي دائماً وقد يكون لها صور مختلفة فمثلاً الفرد الذي يرى نفسة قوياً يرى أن الاضعف منة قادرين على المبارزة بالسيف ففوراً تجدة قد أقتنع بأن من الواجب علية المبارزة بالسيف لأثبات بأنة الاقوى وبهذا تكون عدوى تنافسية ,أما الاسلوب الاذكى على الاطلاق في أستخدام العدوى ما فعلة المسلمون أثناء معاركهم فالقادة الاذكياء قد أرسلوا بعض نساء المحاربين معهم ولأن الرجال كانوا يشعرون(ومازالوا) بدونية المرأة في سوح المعارك فقد أستفزهم هذا وجعل عدوى عدم التراجع تدب بينهم حتى أصبح واحدهم يُقطع أشلاءاً ولايعرف سبيل للفرار لكي يثبت قوتة , وبهذا فأننا نرى خاصية جديدة لدى الفرد داخل الجمهور وهي "القدرة على التضحية" والتضحية تختلف دوافعها ولكنها تبقى تضحية فالفرد داخل الجمهور لايفكر بالتضحية لمصلحتة الشخصية لان معنى التضحية ينفي وجود المصلحة الشخصية تلقائياً , ويكون أنعدام الرأي واضحاً في الفرد المُحَرَض داخل الجمهور فهو أشبة بمن وضع أمام الامر الواقع فرأية لايقدم ولايؤخر في ما حصل وهذة الخصلة مفيدة لقادة الجيوش(جيش=جمهور) أما الخونة وهم الافراد الشاذون عن الجمهور فهم منبوذين حتى من الافراد الذين يتمنون الفرار وهذة الحالة هي عجز عقلي عن أسباب الخيانة أولاً , ولانهم يرون التضحية شيء لازم ثانياً , والجمهور في هذة الحالات يكون أقوى أنواع الجماهير وأشدها ويكون الانفعال في هكذ نوع من الجماهير خطراً للغاية وأذا ماوجد المحرض المناسب فهو قادر على تغيير التاريخ فهو يكون سريعاً وقوياً يضرب ضربة رجل واحد يركز فيها كل قوتة ولهذا فأننا نجد أن الجمهور الذي أسقط دكتاتور بسرعة ونصب غيرة تحتاج مدة طويلة لعودة عافيتها الانفعالية ذات القوة الضاربة .
أما الشيء الملازم للأنفعال السريع دائماً فهو المبالغة , المبالغة بالقسوة أو الرحمة , المبالغة في العواطف او المبادئ . وتُزَوِد هذة المبالغة الجمهور بأجوبة لتأنيب الضمير الفردي لكل فرد في الجمهور مما يعطي لأفراد الجمهور الشرعية لكل أفعال الجماهير القبيحة,للأسف, ولايلومهم التاريخ لأن كُتاب التاريخ هم أفراد من ضمن ذلك الجمهور على الغالب , وتكون الصفات التي ذكرناها متواجدة ومتساوية لدى أفراد الجمهور بمختلف طبقاتهم ومستوياتهم.
وبهذا نصل الى تعريف الفرد في الجمهور كالاتي :-
فرد فاقد للوعية الفردي , فاقد للرأي المستقل , لايملك المناعة الكافية ضد العدوى , سريع الانفعال , عاجز عن تفسير الامور بالمنطق , وهو فرد آلي قابل لتحويل أفكارة المشتركة مع الجمهور الى ممارسة وفعل , يبالغ في عواطفة , ويتساوى مع جيمع من حولة .
وخلاصة موضوعنا تنحصر بالنقاط الاتية (للأختصار والفائدة) :-
• جميع الافراد في الجمهور معرضون لعدوى ممارسة الافكار.
• جميع الافراد في الجمهور سريعوا الانفعال لما يحدث حولهم أو مايسمعوة.
• جميع الافراد في الجمهور هم أشخاص غير واعين لما يفعلونة ويون أفعالهم كلها صحيحة.
• جميع الافراد في الجمهور يبالغون.
• جميع الافراد في الجمهور لايملكون الرأي المستقل أو الشجاع للخروج أو الاحتجاج على أفعال الجمهور.
• تختفي الفوارق العمرية والفكرية والطبقية لدى الافراد داخل الجمهور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟