الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حفنى ناصف قاضيا بقنا

عبدالمنعم عبدالعظيم

2014 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


حفنى ناصف فاضيا بقنا
كان النقل الى الصعيد والى قنا واسوان بالذات عقوبة المغضوب عليهم من الموظفين باعتبارها منطقة نائية مهملة معدومة الخدمات ولا تتوفر فيها ابسط الحاجات الإنسانية
لكن الشاعر والقاضى الفاضل حفنى ناصف لم يتمرد على نقله لقنا واعتبرها ترقية وبالرغم من ان وزير الحقانية نقله بناء على طلب اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى انتقاما من موقف حفنى ناصف فى تشجيع إقامة الجامعة الأهلية الوطنية عام 1908 التى تبرع لانشائها بالمال وتطوع للتدريس بها
وذهب حفنى ناصف الى قنا أبيا رافع الرأس شامخا لم يكترث بالفرار واعتبره ترقية فارسل الى وزير الحقانية قصيدته الخالدة لتى يقول مطلعها الذى يعتبر قمة فى السخرية ومن اجمل ما كنب حفنى ناصف
رقيتنى حسـا ومعنى
فلفضلك الشكر المثنى
وجعلت رأس الحاقدين
بمصر من قدمى ادنى
وجعلت سدة منزلى
من أسقف الهرمين اسنى
اسكنتنى فى بفعة فيها
غدوت اعز شانا
ثم يعدد مزايا المكان الذى نقل اليه ويعتبر نقائصه أفضالا
كان حفنى ناصف يمارس عملية نفسبة وهى اعتبار المرفوض مقبولا والمفروض مختارا عملية يسميها أهل الاختصاص فى علم النفس بعملية التوحد بالمعتدى كحل يحفظ للذات اتزانها فى مواجهة عدوان كاد ان يدمرها يقول ناصف
قالو شخصت الى قنا
يا مرجبا بقنا واسنا
قالوا سكنت السفح قلت
وحبذا بالسفح سكنى
قالو قنا حر فقلت
وهل يرد الحر قنا
سر الحياة حرارة
لولاه ماطير تغنى
كلا ولا زهر تبسم
ولا غصنا تثنى
والحى بدء حياته
بعد التزام البيض حضنا
تتدفق الأنهار من
حر وتزجى الريح مزنا
هاقد امنت البرد
والبرداء والقلب اطمأنا
ووقيت أمراض الرطوبة
واستراق الريح وهنا
القى الهواء فلا أهاب لقاءه
ظهرا وبطنا
وأنام غير مدثر شيئا
اذا مالليل جنا
قد خفت النفقات اذ
لا اشترى صوفا وقطنا
وفرت من ثمن الوقود
النصف او نصفا وثمنا
فالشمس تكفل راحتى
فكانها امى واحنى
فاذا لى حاجة فى الغسل
القى الماء سخنا
او رمت طبخا او علاج
الخبز الفى الجو قرنا
سكنى القرى تدع السفيه
موكلا بالمال مضنى
اى الملاهى فيه يصرف
ماله ومتى وانى
كل امرىء تلقاه
من يعد الطهيرة مستكنا
بجد الحليب بعينه لبنا
وتلقى السمن سمنا
عش فى الفرى راسا
ولا تسكن مع الاذناب مدنا
واربأ بنفسك ان ترى
مستمرئا فى العيش جبنا
فى كتابه عن حفنى ناصف يقول الشاعر محمود غنيم ان حفنى ناصف حول مساوىء قنا الى محاسن ومفاتن ففيها علا مكانه وعظمت مكانته وحوها الحار صحى واستغنى فيها عن اشياء كثيرة اعتبرها مغانم وكسر حفنى ناصف بقصيدته الخوف من النقل الى قنا وحبب الموظفين فى العمل بها وفى القرى عموما واعتبر ان سكنى المدن هو العقاب
وكان حفنى ناصف من ظرفاء مصر فى وداعه على محطة القاهرة كان يرتدى بذلة بيضاء فنبهه احد زملائه القضاة ان البرتوكول يقتضى ان يلبس القضاه على منصة الحكم بدلة سوداء فقال له لاعليك عندما اصل قنا ستكون تحولت الى سوداء
وقال له قاض اخر/ لاتغضب ان كنت قاضيا بفنا فالله بقنا قاض
فرد عليه حفنى / ليس الله بقنا القاضى ولكنه رئيس الدائرة
سرعة بديهه وتوريه
ومن قصيدة لحفنى ناصف فى هذه الفترة قال
ركبنا البحر من إسنا لادفو
فهبت الريح من ادفو علينا
فاتفو يا رياح عليك اتفو
لقد اراد وزير الحقانبة التنكيل بحفنى ناصف ولكن حفنى ناصف بقصيدنه نكل بوزبر الحقانبة واللورد كرومر واعاد الاعتبار لقنا
عبدالمنعم عبدالعظبم
مدير مركز دراسات نراث الصعبد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى