الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظرية اللوبونية / الحلقة 4

علي باقر خيرالله

2014 / 9 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع




((النسبة والتناسب بين الوعي و الكم في الجمهور))
من المعروف أن الانسان البدائي كان يعيش بمفردة , يعيش لنفسة وبنفسة , ويحمي نفسة وحيداً لكن مع التطور النسبي الحاصل بمرور العصور ظهرت الغريزة الانسانية التي تتمثل بالبقاء مع الجماعة لتوفير الامان وبهذا فقد ترك الانسان العزلة وتحول الى العيش مع الجماعة ليس حباً بها بل لما توفرة من أمان وتمنحة الثقة ومع تعود الانسان جيلاً بعد جيل على هكذا عيش ترسخت بداخلة العقائد الخاصة بتلك الجماعات , وهذا هو أول ترسخ فكري بعقل الانسان الذي منحة أول جرعة من اللاوعي الجماعي وهنا نبتدأ بالمقارنة بين حجم الجماعة التي يعيش فيها وحجم الثقة واللاوعي الذي يمنحة دوافع التبرير لافعالة مهما كانت طبيعتها لانة ليس الوحيد وأنما حالة كحال البقية , بهذا فأن حجم الجمهور (الجماعة) يمنح الفرد داخلة ثقة ولاوعي أكبر كلما أزداد حجم الجمهور (أي أزداد عدد أفرادة) وبعد مرور فترة قصيرة سوف تترسخ الثقة ويزداد مع ترسخها اللاوعي الجماعي خصوصاً بالافعال والسلوكيات التي لايستطيع الفرد فعلها منفرداً عن الجمهور , لأنة بدون الجمهور لايملك الثقة الكافية للأقتناع بأن مايفعلة هو الصحيح والاهم من هذا أنة خرج من حالة اللاوعي الجماعي التي تمنحة قوة داخل الجمهور .
من ما سبق نستنتج مايلي :-
• تتناسب حالة الثقة عند الفرد داخل الجمهور مع زيادة حجم الجمهور تناسباً طردياً.
• تتناسب حالة اللاوعي عند الفرد داخل الجمهور مع زيادة حجم الثقة المترسخة لدية تناسباً طردياً.
• تتناسب حالة الخوف عند الفرد داخل الجمهور من الافعال الخاطئة مع حجم الثقة واللاوعي الجماعي تنسباً عكسياً , فكلما زادت الثقة وحالة اللاوعي الجماعي قلَ خوف الفرد داخل الجمهور من الافعال الخاطئة والمحاسبة عليها.














((خصائص الجمهور))
تتنوع خصائص الجمهور بأختلاف طبيعتة الجغرافية والتاريخية , ومدى تَدين الجمهور أو مدى تحررة ولكن مهما وصل الجمهور الى التحرر سوف يشترك مع الجمهور المتدين او الملتزم بعقائد وعادات وتقاليد في كثير من الخواص والصفات ونحن هنا ندرس الخصائص العامة للجمهور مهما كانت خلفيتة التاريخية من دين وعقيدة وفكر ..الخ وهي كالاتي :-

• الجمهور قابل للتحول من حالة الى أخرى بأنفعال وبصورة متداخلة حسب نوع المحرض.
• يتأثر الجمهور بكل شيء من حولة مهما كان بسيطاً , وهو ساذج جداً يصدق كل مايسمعة ويقبل أي أقتراح حول ذلك ويلهث خلفة ويدخل بحالة الهلوسة الجماعية التي تحول الجمهور من حالة التأثر الى حالة الممارسة.
• قوة العاطفة لدى الجمهور ضخمة جداً وقوية التأثير لكنها بسيطة التحليل مما يحول أفرادة الى بشر بدائيين يقبلون بأي شيء يلامس عواطفهم .
• وضوح طابع التعصب فية وعدم قبولة لأي نقاش منطقي ,عقلاني ويكون مستبداً بآرائة لايستمع الأ رأي محرضة ومهما كان الجمهور ذو أفكار تقدمية فهو يعود الى النزعة المحافظة بتعصبة وبأستبدادة.
• يغلب على تصرفاتة طابع النزوات التي توهمة بالاشياء الخاطئة كأنها صحيحة وهو يلهث خلف الغرائز الجماعية.
• يغلب على تصرفات-أكثرها-صبغة عدم الاحترام لأي قانون او ظابطة , وهي لها القدرة للوصول الى أنحطاط أخلاقي لايوصف , كما أنها قادرة على أرتكاب أبشع الجرائم بكل سهولة دون أن تشعر بالذنب.
• غالبية ماترتكز علية الجماهير هي قضايا ذات طابع ديني او تاريخي طويل مترسخ , يليها الطابع الوطني ثم الطابع الاقتصادي .

أن سرعة أنفعال الجمهور وتجاوبة مع كل الصور والمناظر التي يشاهدها والكلمات التي يسمعها هي التي توقعة في المتناقضات فهو يتجاوب مع كل الآراء التي تطرح ويصدق الرأي ونقيضة بدون "محاكمة عقلانية" وبقبولة بكافة الاقتراحات فهو يحول الافكار والمحرضات الى أفعال وممارسات ملموسة وبهذا فهو يعود الى تكوينة الاصلي بحالتة البربرية الهمجية التي يغلب عليها الانصياع لرأي واحد وهو لايعلم صحتة من خطأة , فهو متعصب لا يرى ألأ مايعجبة ولا يريد سماع ألأ من يؤيدة , فيتحول من حالة التعصب الى حالة الاستبداد بالتدريج السريع فمع ترسخ أفكارة وتعصبة لها يصبح طامحاً للأكثر وهو أرغام الجميع على التصفيق لة ومساندتة والاعتقاد بما يعتقدة .
حتى لوكان الجمهور ذو طابع تقدمي ومهما كان بأطرف أطراف اليسار فبدخولة الممارسة وتحولة من جمهور ذو رأي الى سلطة ذات ممارسة يعود حينها الى نزعتة المحافظة اليمينية لان وقت تقدميتة أنتهى بنقطة تحولة من التأثر والرأي الى الممارسة والسلطة وبالتالي فنجدة قد غاص كثيراً بالمشي وراء نزواتة الفئوية ونزواتة ذات طابع"الانا الفوقية" دون أن يعلم , وهو بصورة طبيعية عند وصولة لهذة المرحلة يصبح ذات مستوى أخلاقي متدني جداً يؤدي إلى عدم احترام أي طرف من الأطراف حوله فيغتر بنفسه وثقته ويمارس الجريمة بشتى أنواعها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص