الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلاعب المسلمين على أنفسهم : بين الآيات الشيطانية والداعشية

حمودة إسماعيلي

2014 / 9 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في سنة 1989 أصدر الخميني كأشهر أغبياء رجال الدين، فتوى دينية/سياسية بقتل سلمان رشدي وذلك لتأليفه رواية "آيات شيطانية" التي تضمنت إساءة للديانة الإسلامية. وهي الرواية التي تم منعها من التداول والنشر في العديد من الدول بالعالم، وكذلك مثلت دافعا لخروج الكثير من المسلمين للاحتجاج ضد الرواية وإساءتها بالعديد من الأقطار، من ضمنها بريطانيا حيث يقطن الكاتب. والأجدر بالذكر هو أن أغلب المتظاهرين والمفتين لم يضطلعوا على الرواية، ولم يتوقف الأمر هنا بل حتى النقاد الذي تناولوا الرواية بالنقد والتجريح اكتفوا بما حدث في الشارع من ردود فعل وببعض المقتطفات من الجرائد والصحف العالمية لبناء مقالاتهم النقدية وتعليقاتهم حول النص.

في سنة 2005، تكرر سيناريو الآيات الشيطانية، عندما قامت صحيفة يولاندس بوستن الدنماركية بنشر مجموعة صور كاريكاتورية للنبي محمد، الأمر الذي سبّب ضجة اعلامية واجتماعية اتخذت حتى ابعادا سياسية واقتصادية، ويمكن متابعة ما نتج عن هذه الحادثة من ردود فعل دولية ـ سنظل طوال اليوم هنا إذا رغبنا بذكر فقط البعض منها ـ بموقع ويكيبيديا : الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لمحمد في صحيفة يولاندس بوستن.

ولا يزال الأمر مستمرا كل حين، حينما يصدح أحدهم ـ من المسلمين طبعا ـ بأن أغنية ما أو فيديو كليب أو فيلم ما، يتضمن إساءة للمسلمين، فكاتي بيري ونيكي ميناج وبروس ويليس وقطاع هوليود وموقع يوتوب وغوغل وكل "من" أو "ما" حصل على نسبة من الشهرة ولم يشكر أو يتعاطف مع المسلمين أو الإسلام فهو مسيء للإسلام.

إن أغرب ما في الأمر، هو أنه كلما بدى أن إساءة ما تلمس الديانة الإسلامية، إلا وانتفض الجميع متظاهرا ومقاطعا ومتوعدا ومتهددا حتى تتم إعادة الكرامة للدين أو تقديم اعتذارات. لكن وكما هو حاصل الآن، من شبه اتفاق جماعي بأن داعش تسيء للإسلام نتيجة أيديولجيتها وسلوكاتها تجاه العالم والناس، مدعية تمثيلها للإسلام، فلم نرى أي احتجاج أو انتفاض أو ما سواه مما يمارس إذا ما تم وأتت الإساءة من موقع غربي ! هذا لا يعني أن المسلمين متعاطفين أو متفقين مع الأهداف الداعشية، هذا يعني أن المسلمين تحركم دوافع اضطرابية عند التعامل مع التهديدات بخصوص الهوية والكرامة والأنا.

لم يقم أحد بما سبق ذكره من ردود فعل أمام الإساءات الغربية مقارنة بإساءة داعش، والتي تصور المسلمين ككائنات شاذة وجوديا ! ولفهم السبب، فما يحرك الدوافع الإسلامية هي الإهانة التي تأتي من الغرب الذي يعتبر عدوا أمام الشرق (وخاصة العرب/المسلمين)، ومتفوقا تكنولوجيا وسياسيا ينظر للشرق ودياناته نظرة دونية ! ما عدا ذلك إذا أتت الإساءة من "ابن البلد" أو الشبيه الذي لم يبرز أي تفوق ولم يقم بتحليل أو تصنيف أو التعالي أمام الشرق والعالم الثالث، فهذا لا يستحق أن نبادر بتلقينه دروس في الاعتذار ورد الاعتبار.

عندما تجد في إحدى المؤسسات أو العمارات السكنية، حارسان، وظهر أن الحارس الجديد أخذ بكسب ودّ المتواجدين هناك والتفوق على زميله القديم، فإن هذا الأخير (الزميل القديم) لن يجد أمامه من وسيلة للعبور واعادة الاعتبار لذاته إلا ترقب أي إساءة أو زلة يقوم بها الحارس الجديد حتى ينقض عليه بالدروس الحسنية والإرشادات. الغرب والشرق (خاصة العالم العربي) يعيشان مثل هذا الوضع في المؤسسة العالمية التي تضم الجميع ! الشرق يشبه الحارس القديم !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي