الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموتُ من جديد! قصة قصيرة

عمر حمَّش

2014 / 9 / 7
الادب والفن



رمتني الطائرةُ ببرميلها ... قمتُ من غباري، جمعتُ من لحمي ما تسنى، وهرولتُ، كانت الناسُ تجري خلف الناس، ويتحلّقون من بعدها أمام بيتي، في الطريق قابلني فتيةٌ بنعشي، فثرثرت وأنا أبتعد: كم كنت حملتك يا ذاك النعش!!
عند عيادة وكالة الغوثِ، حيثُ كانت أمّي وضعتني، ومن حيثُ كنتٌ ناديتُ الشمس؛ هناك جاءت أمي تروي: لم أجدك، فعوضوني بطفلٍ غريب، صرختُ؛ حتى أعادوك، بحثوا في الأسِرة، قالوا: هذا؟ قلتُ نعم.. وهدأت!
تقول: أبوك قال: نعود إلى المخيم.
أصرّ من قبل بزوغ الفجر، مشى في عتمة ليلة عيد فطرٍ، ليهويَ بك من على عتبة العيادةِ العالية.
هنا إذا جثا...!
قالت: جذعُه سقط، فتلقفك بذراعين مثل فأسين.
قالت: سجد على ركبتين مثل جذعي جميزتين ..
الآن أنت تحملُ لحمك .. تسابقُ جنازتك، وجنازات الحروب مهرولةُ بلا طقوس .. ترى فتيةً الحيِّ في الزقاق يغافلون الطائرات، ويأتون بعلم .. يسرعُ قلبك ينادى البحر، والبحرُ إليك يسعى، أقام موجه، وحورياتُه تقافزن مثل شموعٍ، ألقمن صغار الماء أثداء النورٍ، وابتسمن، فسكبتَ أنت دمع المودعٍ، وألقيت سلام المفارق .. مضيت، ترى، وتشمُّ .. هذا آخر عهدك بالرؤية، وبالشمّ .. ستغطي عينيك التربةُ !
أولادُ قرب الباب كانوا يتتبعون زغردة النسوة .. فعدت افتقدتَ أمّك قبل أن تدهمك الغيبوبة، والسواد يغطي بئرك - .. أنت تموت .. فتزود بما شئت، ها هي الطائرةُ تعود .. وأنت قطعٌ محمولة .. أنت هتافٌ يصيح .. وطائرةٌ تصيح .. وموتى جددٌ يصيحون ... أنت تغادرُ لوحك الخشبي، تتحسس عيونا تصيح .. تلمّ أطرافا تصيح ... تستحضرُ أمّك .. تحضنك، وهي تصيح، وأنت تصيح في دنيا تغادرها صائحة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا