الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روبرت فورد الحاضر رغم الغياب

علي مسلم

2014 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الثعلب الامريكي المخضرم روبرت فورد الذي شغل منصب السفير الامريكي في سورية ابان الثورة السورية والذي استقال مؤخراً بسبب اعتراضه على السياسة الامريكية المترهلة حول سورية وثورة السوريين ,يبدو انه عشق البوادي السورية ولا يستطيع مغادرتها أو الابتعاد عنها فهو ما انفك يقدم الاقتراح تلو الاخر بغية الخروج من الازمة السورية المتفاقمة , عمل كأحد المهندسين اللامعين في ترتيبات ولقاءات جنيف , عشق السوريين جميعاً وعشق سوريا وفق المنظور الامريكي الماكر للعشق , التقى الثوار على الارض السورية اكثر من مرة حاورهم عن كثب تفهم لمعاناتهم وما لاقوه من غبن وتجاهل والتقى الساسة السوريين في الداخل والخارج وفهم ما يرمون اليه وما يعانون من قصر في النظر وبدائية في التفكير , حضر المظاهرات في دمشق وحمص وحماة واستفز النظام في عقر دار النظام وتلقى بسبب ذلك أكثر من تهديد بالقتل لكنه ظل يحب سوريا والسوريين , حيث بقي يعمل وفق استراتيجية السياسة قبل العسكرة بل ربما السياسة بديل العسكرة حين يتم ممارستها بشكل لائق ووفق المقتضيات , فهو بات يعرف بعمق اكثر من أغلب الامريكيين طبيعة الصراع في سوريا وضرورة اشراك الجميع دون استثناء في اللعبة السياسية والتي من الضروري أن تقود الى بناء سورية مختلفة تكون بمثابة عرين للجميع على حد سواء وهو ربما يعارض الضربات الجوية والتي يتم التحضير لها في اروقة الناتو على تنظيم الدولة (داعش ) هذا التنظيم الغامض الذي تحول الى قوة عشعشت في نفوس بعض سنة سوريا والذين يشكلون أغلبية طاغية اذا تم اخذ المفهوم الطائفي كمقياس وللديلي بيست، قال فورد: “لا أعتقد أن ضرب أهداف معينة للدولة الإسلامية في سوريا سوف يحل المشكلة. ربما سوف يساعد بطريقة تقنية جدًّا في بعض الحالات. ولكن الحل على المدى الطويل في سوريا، كما في العراق، هو أن تكون هناك حكومة جديدة قادرة على حشد أغلبية كبيرة من السوريين في المقاومة والقتال، وفي نهاية المطاف في احتواء والحد من جاذبية هؤلاء المتطرفين”. حيث اشار بجرأة إلى أن الولايات المتحدة الامريكية قادرة على توجيه دفة الاحداث نحو ذلك بحيث تقوم القوى السياسية السنية المعتدلة للتواصل مع بعض الاوساط العلوية من ضمن النظام للوصول الى تفاهمات مشتركة واستغلال ما تم من تباين في الموقف العلوي ابان الاحداث الاخيرة التي حصلت هناك حيث أكد فورد أن الشقاق والغضب من عائلة الأسد وصل إلى نقطة اللاعودة بين العلويين. وفي 12 أغسطس، بدأ بعض الناشطين العلويين حملة توعية عامة مناهضة للنظام تسمى “صرخة الأمة”، والتي يقال بأنها تحصل اليوم على تأييد مرتفع بين أفراد طائفة الأسد نفسها. كما نوه بأنه على المعتدلين السنة أن يوفروا خارطة طريق سياسية تتضمن خطة للمصالحة وتشكيل حكومة ما بعد الأسد. وأضاف: “على المعارضة السورية أن تضع برنامج سياسي يروق لشريحة من العلويين. حيث أعتقد بأن كثير من العلويين على استعداد للقفز، إذا ما كان لديهم شيء للقفز من أجله”. كان عاتباً على سلوك الثوار في الاشهر الاولى من عمر الثورة كونهم فشلوا منذ البداية للوصول الى أية صيغة وطنية تكون بمثابة مشروع للإنقاذ الوطني بحيث يسطيع استقطاب كل المكونات نحو مفاعيل الثورة بالإضافة الى اخفاقهم في توحيد صفوفهم وارتهانهم بعفوية لتطلعات نهج الاسلام السياسي مما اضفى بعض الغموض على استراتيجيتهم الثورية والذي شكل مانعاً للتعاطي الدولي معهم من جهة تقديم الدعم اللوجستي والمعنوي لهم , لكن واقع الثوار على الارض قد تبدل مؤخراً خصوصاً بعد الضربات الجوية الامريكية على دولة داعش في العراق باتوا يميلون نحو توحيد صفوفهم والتوجه بجدية نحو التأسيس لحالة وطنية شاملة وباتوا يشكلون حالة ثورية مغايرة قد يناط بهم مسؤولية الامتداد على كل الارض السورية لاحقاً . تنويه - للضرورة تم اقتباس بعض الفقرات التي وردت في تصريح فورد الاخير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على الحرب في غزة تتحول لأزم


.. هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تعود إلى الواجهة من جديد بعد




.. التصعيد متواصل بين حزب الله وإسرائيل.. وتل أبيب تتحدث عن منط


.. الجيش الروسي يحاول تعزيز سيطرته على شرق أوكرانيا قبيل وصول ا




.. مع القضم الإستراتيجي والتقدم البطيء كيف تتوسع إسرائيل جغرافي