الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التكبيرة الثالثه قصة قصيره

محمد عبد الله دالي

2014 / 9 / 11
الادب والفن


التكبيرة الثالثة
حملت بندقيتها ،وربطة جعبة العتاد على صدرها وتوجهت الى جيرانها تحثهم للدفاع عن أنفسهنً ضد العدو الغادر القادم من الخارج .
وقف شيخ العشيرة بوجهها قائلاً : ــ
ـــ أليس في الناحية رجال يدافعون عنها ؟ وأنت تحملين السلاح ،و تحثين النساء للدفاع عنها ؟ أجابته : ــ
ــ هل الدفاع عن النفس يحتاج لنخوة يا شيخ ؟ وهل الدفاع عن الشرف يحتاج الى رجال فقط ؟ ربيت أبنائي لهذا اليوم .
وقف الرجل مذهولاً لجرأتها وشدة بأسها وعزيمتها . خاطبها بهدوء بعد أن راى إصرارها وشهامتها : ــ
ـــ اختي الشباب بهم الكفاية ، ولك الحق إذا قَصر أحدٌ منهم ، أو تخاذل في الدفاع عن الناحية . أجابته قائلةً : ــ
ــ يظهر الشيخ لم يقرأ التاريخ جيدا ، نحن أبناء اللواتي جاهدنً وكافحنَ وصبرَنَ في زمن الطغاة وناضلنَ مع الأنصار مع أزواجهنً وأبنائهنً في الجبال ،دعنا يا شيخ نشدُ من عزم ازواجنا وأولادنا .
بعد سماعه ردها لاذ بالصمت ثم نظر اليها قائلاً : ـــ
ــ حيّك الله يا بنت الصول .
غادرهنً والعزيمة تملأ كيانه عنفواناً وزهواً وهو يقرا شريط التاريخ بكل تفاصيله ، نادى رجاله للاجتماع في ديوانه هذه الليلة .
استعان بمن لديه خبرة ومعرفه بالقتال ، والذين خدموا بالجيش ، وضعوا خطة محكمه ، للدفاع عن ناحيتهم ، جمعوا عدتهم وعتادهم واستعدوا للقاء العدو ،من بناء مواضع ومؤمن . تفاجئوا عندما شاهدوا مجموعة من النساء ، وهنً يحملن السلاح ويرافقهنً أزواجهن وأولادهن متجهين إلى الساتر الأمامي ، أستقبلهم المسئول عن الرجال مرحباً .
ـــ مُرحباً بهم .. أهلاً وسهلاً بالنشامى ..أجابته :: ـ
ــ أهلاً بالمهلين ؟
تفرقنَ بين مواضع الرجال ، وحفرن موضعا شقيه ، وأعددنَ أنفسهنَ لملاقات العدو ،وهنَ يشحذن همم الرجال ، نظر الشيخ لكبيرتهنَ وهي تُعد شاجور البندقية( المخزن ) وأبقت رصاصة واحدة وأخفتها في جيبها . سألها الشيخ : ـــ
ـــ يا بنت الحلال ، لماذا أخفيت رصاصة واحده في جيبك ؟ لدينا ما من العتاد ما يكفي ؟ أجابته : ـــ
ـــ هذه الرصاصة لي ، لن أسمح لأحد أن يأسرني ويمس شرفي ،ويبيعني كسلعة في سوق النخاسة كما باعوا البعض ، عندما ينفذ عتادي سأضعها في البندقية وأوجهها نحو صدري ، وأنام في هذا الموضع .ووصيتي لكم إن استشهدت فموضعي قبري ،وهذه ذمة في أعناقكم .
وقف الشيخ مذهولاً يملأه الفخر لشجاعتها وانحنى إجلالا لهذه القامة الشامخة كشموخ باسقات العراق وبالهمة التي لا تتوفر عند العض ،حياها وقبل جبينها غادرها وهو مطمئن على الرجال .
نظر إلى الأفق ،رأى الساتر يعج بالحركة ، والترقب والهدوء والعيون لن تغفوا يتبادل أصحابها النظر لخط التماس بين العدو الوحشي القادر .
وفي هدأت من الليل ، ضج الساتر على طوله بكلمة واحده وبخط نار كثيف ( الله اكبر ) زلزلت الأرض واشتعل الساتر ناراً بوجه من يدعون ــ دولة الإسلام تكفيري العصر ووحوش الكهوف.. دواعش الظلام ، وفي الضياء الأول من الفجر هدأت جبهة القتال بعد أن أجبر الدواعش على الانسحاب مخلفين قتلاهم وهم يجرون ذيول الخيبة .
تفقد الشيخ ومن معه مواضع القتال . وقف صامتاً ولمعة عيناه وانحنى إجلالا وإكراما للمرأة المخضبة بدمائها وهي تتوسد سلاحها ،والرصاصة بيدها ، دعا الشيخ أخواتها قائلاً : ــ نفذوا وصيتها ، وليكن هذا الشق الصغير ، مثواها الأخير إنها أم المناضلين ، أخذ الرصاصة من يدها وهو يهزج ويؤشر بيده الى الشباب والى الرايات التي ترفرف في فضاء الناحية ( ربيتي ولوليتي اذوله )
الكاتب والقاص ــ محمد عبد الله دالي ـــ 10 /9/ 2014
************************************************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في