الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذلك هو الدُبْ ..لا لا ها هنا أثَرَ عُقبَيهِ

محمد صادق

2014 / 9 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


حِكمه كرديه تقول بما معناهُ ( ذلك هو الدُب الذي نبحثُ عنهُ , فَيَرُدُ عليه صاحبِهِ لا .. لا أُنظر هنا أثَرَعُقبَيهِ ) ! عُقبَيهِ تَعني باطنَ قَدَمَيهِ أي أخمَصيَة
رغمَ إنني لاأتَذَكَّر قصة هذا الدُبْ بالتفصيل لكن يبدو ومن دلائل الكلمات ومعانيها , إنَّ دُباً قد إستَوحَشَ على أهل قريةٍ جبلية في كردستان في غابر الأزمان وأهلَكَ الناسَ ومُمتَلَكاتِها ومواشيها وَقد أزعَجَهُم قِهقاعَهُ ( صَوتَهُ ) الصارخ المُخيف ولفترة طويله مما أجبَرَ أهل القَرية بتَطَوع بعضَهُم لقتل هذا الدب الهالك وإنهاء مأساة القرية التي أُبتُليَت بها , فقامَ المُتَطَوِّعون بإقتفاءِ آثارَ أعقابِ الدُب أثراً أثَراً ولما وصلوا الى آخر أثَر لأعقابِهِ , هَبَّ احدَهُم مُؤَشِراً إنَّهُ الدُب فقد رآهُ بإمَّ أعيُنِهِ على بُعد خطواتٍ منهم , فكرَّرَ على المجموعه وأكَّد لهم ذلك هو الدُب الذي نبحثُ عنه والذي أرهَبَ قريتنا , لكن أحد المُتَطَوعين ربما كان يَخافُ من مواجهة الدب أو ربما كانَ له مُتَجراً لبيعِ أسلِحَةٍ جارِحه ويخافُ على تجارَتِهِ الرابِحَه أوربما لسبب مَخفيٍ آخر, أراد إلهاء المجموعه بالبَحثِ عن آثارَ أعقابِهِ فَرَدَّ على صاحبهِ الذي يَرى الدُب قائلاً له : لا ... لا .. مُشيراً بأصبِعِهِ ها هنا أثَرَعُقباه , فذاك يَرى الدُب ويُؤَشِّر بإتجاهِهِ وَصاحبنا لا زالَ غير مُقتَنِعاً ويَبحثُ عن آثارٍ جديدة لِعُقبَيهِ , لذلك يُقال عندنا نحنُ الكُرد ( ذلكَ هو الدُب .... لا .... لا ها هُنا أثَرَ عُقبَيهِ ) .
يبدو لي إنَّ مَثَلَ أمريكا والغَرب في كيفية مُكافَحَة الإرهاب ألمُتَنامي في العالَم كَمَثَلِ ذلك الذي يَبحثُ عن آثارِ أعقابَ الدُب وليسَ كَمَثَلِ الذي يراهُ وَيصرخ إنه هو هذا الدُب الذي عاثَ في الأرضِ إرهاباً وَتَهلُكَةً كما في قصتنا أعلاه , إنَهُم يُعالجونَ الأعراض الآنيه وَيَهمِلونَ الأسباب الحقيقية التي صَنَعَت وأدامَت هذا الإرهاب , فهذا الدُبُ قد أنهَكَ المَعمورة وخاصة شعوب الشرق الأوسط المَغلوبَةُ على أمرِها ولفتراتٍ طويله على مَر التأريخ , هذا الإرهاب الدموي الذي خَلَّفَ وراءَهُ ملايين الضَحايا من القَتلى والمُعَوقين واليَتامى والأرامل والأمَهات الثَكالى والمُشَرَدين والمُهَجَّرين والعاطلينَ والمَرضى النَفسيين وخلق جواً من الكآبَةِ المُزمنه تُخَيمُ في سماء الشَرق الأوسط وساهَمَ في ديمومَةِ إنتاج الجَهل والفقر والمَرَضَ والفَسادَ وعدم المُساواة واللاعَدالَة , كل هذه الأسباب لايَحسونَ بها ولايَرونها كصاحبنا الذي لايُريد رؤية الدُب , لكنهُم يَبحَثون بأستمرار عن الأسواق وآثار أقدام الوحشِ لتصريف الآلة الحربيه ومخازن الأعتدةَ المُتَكَدِّسَه عندَهُم , فأصبحنا نحنُ شعوب الشرق الأوسط أداواتَ مُختَبَرهِم المَيداني يَختَبِرون أحدث ماتَوصَلَت اليه أبحاثَهُم التكنولوجيه في المَجالات العسكريه , إنَّهُم سَيتركونَ الدبَ حراً طليقاً يَعبَثُ بنا وَبِجيلِنا القادم وأتوَقَع لَهُم مصائبَ أعظَم , حيثُ يَبدو إنَّ لهذا الدُبِّ المُتَوحِش كوارِثَ وَمَهامٍ أخرى لم يُنَفذها لهُم بَعدْ !

محمد صادق
11 - 9 - 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن