الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سورية مسألة اسرائيلية والاثم الفلسطيني

فراس سعد

2014 / 9 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي







الهجوم على لبواني

الشعور بالاثم تجاه فلسطين كلما فتحت سيرة اسرائيل من قبل سوريين هو المحرّك الاعمق لمواقف الشعب السوري وبالاخص المعارضين السوريين الذين يركض البعض منهم للتعلّق بهذه الحجّة الواهية"اسرائيل عدو" من اجل تبييض صفحته التي سوّدها فساده وغباءه وعمالته لأنظمة عربية لا تريد الخير لسورية، منتزعاً كمة "وطني" من نفوس وألسنة العامّة، ففلسطين ليست تجارة رابحة مع النظام بل هي تجارة رابحة ايضا مع المعارضة بسبب هذه التجارة لم يتم الحديث عن اي تفاوض او حاور مع اسرائيل حول سورية حتى الآن من قبل المعارضة السورية .

من الغريب هنا في مواقف معارضين من لبواني واسرائيل ان هؤلاء لم يفعلوا شيء للوقوف في وجه مؤتمرات طائفية واثنية تعمل لها مجموعة عمل قرطبة في توجه مشبوه اقله يؤسس لسورية الكانتونات والكيانات بحجة الفدرالية، ولم يفعلوا شيء في اسلمة الثورة وفي المال السياسي الفاسد الذي دمر المعارضة والناشطين والثورة ، ولم يفعلوا شيء في خطاب اعلام الثورة الذي انحرف الى الطائفية الملعونة، لكن ان ينبري رجل لفتح ثقب في جدار فهذه مصيبة في عقلهم الطفولي المكوّن بعثياً وممانعاتياً ...


السياسة الامريكية تجاه سورية اسرائيلية:

رغم ان اسرائيل هي اكبر المعنيين بما يجري في سورية ورغم ان كل ما يجري في سورية يمر برضى وموافقة اسرائيل المبدأية ، ساد الصمت الاسرائيلي الخبيث منذ اول الحرب لكنه صمت غير بريء بل هو دليل على ان ما يجري يتم برضى الجارة وضمن ماهو مسموح به اسرائيلياً

فلا سياسة امريكية تجاه سورية الا عبر اسرائيل اي ان السياسة الامريكية تجاه سورية هي سياسة اسرائيلية اولا واخيرا، والمساحة الوحيدة التي تستطيع ان تلعب فيها امريكية باستقلالية بسيطة عن اسرائيل في سورية وجوارها هي قضية الارهاب،


الاثم الفلسطيني:

نعود الى الاثم الفلسطيني في العقل السياسي السوري المعارض هذا الاثم صنعه سياسات البعث ومن بعده الاسد ومن قبله وقبل البعث السياسييون التجار السوريين من الحكام الذين تارجوا بفلسطين لأسباب غير وطنية سورية

بحيث صار كل حديث عن اسرائيل يقتضي حديث عن فلسطين بالضرورة (المحتلة من اسرائيل) .

لم نتعامل مع القضية من منطلق واقعي ولا سياسي وإنما من منطلق اسطوري عاطفي ماضوي. حتى هذه اللحظة يتعامل العقل الاسطوري السوري مع اسرائيل على انها كيان وانها غير موجودة ويحاول البحث عن مخرج لهذه النظرة غير الواقعية بالقوال ان اسرائيل كيان اغتصابي وغير قانوني وقائم على ارض ليست اسرائيلية وهي دولة الغت حق شعب، كل هذه اشياء صحيحة حقيقة لكنها دليل كاف على وجود اسرائيل الواقعي، من هنا على العقل السياسي السوري ان يتعامل مع اسرائيل كموجود وواقع، هذه اولى الخطوات ليتخلص هذا العقل من اسطوريته

بعدها يمكن الحديث عن عقلنة النظرة الى اسرائيل بالنسبة لعقل السياسي السوري....


السوري كفلسطيني:

(في كل سوري فلسطين صغيرة)

لقد كان السوريون يفكرون باسرائيل كفلسطينيين وليس كسوريين، وهذا يعني انه لا حل ابدا للمسألة السورية الراهنة، كما لم يكن هناك حل للقضايا العالقة بين سورية واسرائيل وفي طليعتها قضية مرتفعات الجولان ....

هكذا فالاثم الفلسطيني حال كل اثم يشل صاحبه ويمنعه من التفكير الصحيح ومن العمل الصحيح لأنه يسيطر على شعوره وعواطفه ويكبله تاركاً اياه في اجترار الالم تحت وطأة الشعور بالذنب والتعاطف الصادق او الكاذب لكن المحصلة هي الشلل والعطالة والموت

في الحالة السورية اليوم يمنع الاثم الفلسطني اي سياسي سوري معارض من التفكير واعلان ما يفكر به تجاه اسرائيل ودورها في حل المسألة السورية الكارثية، وهذا يعني ببساطة وبدهية ان هناك فلسطينات قادمة امرّ وادهى...

الاهم إن الاثم الافلسطين لم يكن يوما طريقا لحل قضية فلسطين ولن يكون كما ان هذا الاثم لم يكون طريقا او عاملا في حل المسألة السورية لاسابقا ولا راهناً ,,,,,

في كل سوري فلسطين صغيرة تمنعه من التنفس من التعبير من الحركة فلسطين صغيرة تقبض على انفاسه وعلى روحه إنها فلسطين الاسد فلسطين الممانعة فلسطين الخميني

..........

فلسطين ضحية فلسطين الاسد الممانعة


لم تكن غزة سوى مثال فاقع وربما المثال الاول الواضح كفضيحة عن الاثر الاسدي في العقل العسكري الاسرائيلي، هذا العقل الذي كان يمتنع الى ماقبل الحرب السورية الاخيرة عن ارتكابات معينة وكان يحتفظ بخطوط حمر في ممارسات قمعه واضطهاده

لكن قمع وجرائم ومجازر الاسد والممانعة تجاه الشعب السوري حرروا العقل العسكري الاسرائيلي من خطوطه الحمر تجاه الفلسطينيين فصار الجيش الاسرائيلي حراً في قصف وقتل كل شيء دون ان يؤنبه "ضميره الاوروبي" من احتجاجات الاعلام والرأي العام، هذا الاعلام والرأي العام الذي صمت تجاه مجازر الأسد بحق الشعب السوري

فلن يكون بوسع ابو مازن ومنظمة التحرير لوم اسرائيل في ذبح شعبهم وهم الذين وقفوا الى جانب الاسد في ذبح شعبه، ولن يكون بامكان الممانعة وايران وحزب الله لوم اسرائيل وهم الذين بيدهم يذبحون شعب سورية كذا بالنبسة لاوروبا امريكا وسواهم ....

إن فلسطين الاسدية في عقلنا السياسي ادت في نتائجها على الارض الى ان ذبحت فلسطين علنا في غزة بعد ان ذبحتها في السر طوال نصف قرن

فالممانعة التي بنيت على فكرة الصراع مع اسرائيل لتحرير فلسطين هي الممانعة التي ذبحت شعب سورية ولبنان والفصائل الفلسطينة باسم تحرير فلسطين وهي التي قتلت شعب سورية في الحرب الاخيرة وهي التي منحت الحق والمبرر لجيش اسرائيل كي يدمر غزة ويذبح شعبها

افلا يكون من الواجب علينا ان نقتل فلسطين الممانعة فلسطين الاسد ونخطو باتجاه حوار مع اسرائيل ينقذ معاً سورية الآن وفلسطين غداً ؟

هل ستخافون من كلمة حوار ام من اسم اسرائيل ؟

(كتب هذا المقال في ضوء النقاشات حول مسألة كمال لبواني واسرائيل)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على