الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان والخداع السياسي

عبدالله خليفة

2014 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


عاشت الامبراطورية العثمانية على سيطرة إقطاع عسكري سياسي متخلف أبقى المسلمين قروناً من التخلف.
لهذا كانت عظمة كمال أتاتورك في التصدي للغزاة وتحرير تركيا وتطويرها وتحديثها، فقام بمهام تاريخية جسيمة لم يستطع أي زعيم عربي في عصره القيام بها.
تحطيم العسكر العتيق وقواه من المتصوفة والدراويش كانت ثورة عصرية، لكنه لم يستطع استكمال مهام الثورة الديمقراطية بتحرير الفلاحين وتغيير ملكية الأرض، ولهذا فإن تركيا لم تغير بناءها الاجتماعي كلية، ودفعت الملايين من شعبها للهجرة وخاصة الى الغرب.
واعتبر الدينيون ذلك تغرباً على مستويين وجناية من جنايات الحداثة!
الاتاتوركيون رغم دورهم التاريخي تلاحموا مع القوى الإدارية الغنية وأخمدوا التحولات النضالية على مدى عقود، ولم ينشروا فكراً ديمقراطياً شعبياً مما جعل النزعات اليسارية والدينية المتطرفة تنشط وتخرب!
وجدها الدينيون فرصة في الاستغلال السياسي والقفز إلى الحكم، ووجدوا في اردوغان قائداً مغامراً تصدى لذلك بعكس زعمائهم المعتدلين الذين تخوفوا من آثار هذه الألعاب السياسية.
تلاعب أردوغان بالمشاعر واستغل فترة سجنه الضئيلة (أربعة شهور) في الدعاية، وقال انه صمم برامج لإخراج تركيا من أزمتها، مركزاً على الطابع الإيديولوجي، فيما كانت مشكلات تركيا بنيوية عميقة وتخلفا تاريخيا وتدفق الفلاحين الفقراء على المدن وتدفق العمال على أوروبا.
التلاعب بالشعارات وتحويلها إلى حماس جرّ الكثير من الفقراء للانخداع وصوتوا له، ولكن التغييرات العميقة لصالح القوى الشعبية لم تأت، ثم تشكلت فئة إدارية فاسدة جديدة إضافة الى القديمة.
فدخلت تركيا في أزمة داخلية مركبة، وانشطار في رأس الدولة وتفكك للمجتمع.
واستغل أردوغان ذلك في الانتشار في البلدان العربية واستغلال التحولات النفطية لصالح جماعته السياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أودوغان داعش تركي
حميد صيادي // كركوكي ( 2014 / 9 / 14 - 10:42 )
كل مستجدات الساحة السياسية تسدعي السؤآل التالي:- من أين يدخل داعش إلى سوريا وثم العراق؟ هل من السماء؟ أم من إنطاكية والحدود الهشة الشمالية السورية؟؟ علما إن مبلغ الرسوم للدخول إلى سورية من تركية لداعش واحد إرتفعت من 15 دولار إلى 25 دولار أخيرا! لأنهم شددوا على داعش للتجاوب مع أوباما الأحمق!


2 - بلا مبادئ إنسانية
أنيس عموري ( 2014 / 9 / 14 - 16:49 )
أردوغان انتهازي لا علاقة له بالديمقراطية ولا بالعلمانية. هو شخص بلا مبادئ إنسانية حقيقية. تخيلوا أردوغان كان قد قبل تسلم جائزة القذافي الدولية لحقوق الإنسان، وما أدراك! وقبل ذلك نال جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام، وكأن خدمة الإسلام تنسجم مع خدمة حقوق الإنسان.
الأديب الأسباني خوان غويتيسولو اعتذر عن تسلم جائزة القذافي لأنه دكتاتور يضطهد شعبه.
وشتان بين الثرى والثريا!
تحياتي

اخر الافلام

.. حماس تواصلت مع دولتين على الأقل بالمنطقة حول انتقال قادتها ا


.. وسائل إعلام أميركية ترجح قيام إسرائيل بقصف -قاعدة كالسو- الت




.. من يقف خلف انفجار قاعدة كالسو العسكرية في بابل؟


.. إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان أي علاقة لهما بانفجار بابل




.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان