الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطأ في حسابات امريكا وحلفاءها في المنطقه

محمد عبد الله دالي

2014 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


خطأ في حسابات أمريكا وحلفاءها في المنطقة
منذ أن أزاحت أمريكا نظام البعث في العراق ، لأنه أصبح خطراً عليها وعلى حلفائها في المنطقه ، وهو الرجل الذي اختارته ودعمته وهيأته لقيادة المنطقه ، لكنه انقلب عليهم كما انقلبت طالبان وغيرها وكان لهذا الحدث تأثيراً كبيرا على خارطة المنطقة ، حيث وَلًدَ ذهاب نظام صدام فراغا أمنيناً أدًى الى تحرك كل القوى المجاورة للعراق والبعيدة عنه ، أن تأخذ مواقف منها سلبية وإيجابية ..نظراً لموقف الولايات المتحدة من النظام السوري اغتنمت سوريا الفرصة بقيادة بشار الأسد ان تقلق أمريكا وتحرجها في العراق درأً لخطرها المحتمل ،وذلك بتدريب المتطوعين من السلفيين والتكفيريين ومن أزلام النظام السابق المقيمين في سوريا في معسكرات خاصة ، مما أدى الى إثارة الرعب والفوضى والقتل بين المواطنين المسالمين ،وقد اغتنمت إيران الفرصة لغرض سيطرتها على الواقع السياسي والاجتماعي ، مستفيدتاً من التقاء الفكر المذهبي لأكثرية الشعب في الجنوب ، وكانت بصماتها واضحة على الوضع السياسي والاقتصادي ،فاستغلت العجز الاقتصادي وعدم إيفاء الدوله بمتطلبات الشعب فركزت على الجانب التثقيفي الديني والاثني وزيادة ميزانها التجاري لصالها ،حيث اثر بشكل واضح على الصناعة والزراعة في العراق وعلى اثر الانهيارالامني والسياسي و الاقتصادي تدخلت وبشكل سافر كل من تركيا والسعودية والأردن والكويت لملأ السوق بالبضائع، لتدمير الاقتصاد في البلد بحيث توقفت جميع الانشطه الصناعية والزراعية وصرفت أموال كثيرة لتعطيل البنى التحتيه ،وكان هذا هدفا لتدمير النظام الجديد أما لكونه ينتمي للمذهب الشيعي او لكونه يبشر بنظام ديمقراطي جديد خوفا من انعكاساته وتأثيره على الدول المجاوره
فاثارة ـــ كما قلنا في بدية الحديث ـــ المشاكل على الساحة العراقيه ، من قبل ايران وسوريا وبعض الدول التي لها مصلحه بتخلف العراق ، فساندت هذه الدول عن طريق مخابراتها بإحداث فوضى في البلد من قتل ممنهج وتفجيرات مستمرة وكان لبغداد الحصة الاكبر من هذه الانفجارات ، مما وَلًد تذمرا واسعا في جميع المحافظات ، وزيادة مطالبات الجماهير لتحسين الوضع الامني والاقتصادي وقد سحبت ايران وسوريا البساط من تحت أقدام أمريكا وحلفاءها ,مما أثار حفيظتهم ، اما خوفا من تمدد ايران والمد الشيعي او سيطرت ايران وسوريا على السوق العراقيه فكانت هذه الدول مجتمعه لها تاثير على الوضع الأمني والسياسي في العراق ، والرغم من كل العراقيل التي وضعت في عجلة الحركة السياسيه والاجتماعيه والدينيه إلا ان ما يحدث الآن في البحرين من تحرك للقوى الديمقراطيه للمطالبة بحقوقها وتحرك القوى الديمقراطية في الكويت والأردن واليمن ،واغلب بلدان إفريقيا .
أما الولايات المتحدة وحلفاءها الأساسيين يتحملون المسؤولية عما يحدث في العراق ،حيث تنصلوا بتعهداتهم أمام الحكومة العراقية ،وتأخرهم في تطبيق الاتفاقية الأمنية . لأنهم خرجوا من العراق تحت الضغط الحاصل عليهم من بعض الفصائل المسلحة ، التي تعمل على الساحه العراقيه ،منها شيعيه وأخرى سنيه ، تابعة لحزب البعث السابق ،مما أثر على سياسية أمريكا في العراق ،وإنها شعرت بأن غالبية الشعب العراقي ترفض بقاءهم ولو لبعض جنودهم لحماية مصالحهم وسفارتهم ،مما أدى هذا العمل إلى أن تتخذ الولايات المتحدة ، سياسة أخرى لمعاقبة العراق وحكومته ،وتركعيها وسحب دور إيران من الساحة لعراقيه
حَرَكتْ أمريكا وحلفاءها آل سعود وقطر وإسرائيل ، المعارضين المتشددين ، وأثارت الطائفية وتزويدها بالسلاح والرجال المتطوعين من كافة الدول ،وقد اختارت ودربت رجال متخلفين وحاقدين وتكفيريين كما فعلت بأفغانستان والشيشان وباكستان وبعض دول آسيا وإفريقيا ، وإلا بماذا نفسر إن الارهاذيين من جماعة داعش يمتلكون أحدث الاسلحه المتطورة والسيارات ذات الدفع الرباعي بالمئات .
إضافة الى خيانة بعض ضعاف النفوس والمتاجرين بارواح شعبهم بتسليمهم تجهيزات ثلاث فرق عسكريه وهروب قادتها ، حيث ُ أُعلنت دولة العراق والشام ( داعش )دولتهم الاسلاميه وعاثوا في الأرض فساداً وأحرقوا الأخضر واليابس ، وإن استفحال هذه المجموعة الارهابيه الاجراميه في شمال العراق ، أثار حفيظة وتذمر المنظمات الانسانيه ومنظمات المجتمع المدني وخوف بعض الدول من انتقال العدوى اليهم ، على الفعل الإجرامي التي تقوم به هذه المجموعات الأجراميه المسلحة في شمال العراق تحت غطاء الإسلام من ذبح وقتل وسبي النساء وتهجير وتدمير للأثار والرموز الدينيه ،وفرض نظام متخلفا لا يمت للانسانيه بأي صله ..كل الذي يجري تحت سمع ومشاهدة أمريكا وحلفاءها .
وبعد أن نضجت طبختهم السياسية التدميريه ، دخلوا للمنطقة وبالتحديد لحماية مصالحهم وخبرائهم في كردستان ،بحجة أن الحكومة العراقيه لا زالت في دور الصراع لتشكيل الحكومه الجديدة .وعندما اشتد الخطر عليها وعلى حلفائها أحست ان تدخل هذه المرة للعراق بطريقة شرعيه ،فدعت الى مؤتمر لمكافحة الارهاب
في جده والآخر في باريس ، وأشترك حلفاءها بالتحرك لمساعدة العراق خاصة الكورد فبادرة فرنسا وأوكرانيا والسويد وبعض الدول الأخرى لتقديم المساعدات الفنيه واللوجستيه ومساعدة النازحين .لكنها ترفض ان تتدخل بقوات بريه خوفا من تكرار الخطأ السابق حيث خسرت الآلاف من جنودها فاقتصرت مساعدتها فنيا بالسلاح والضربات الجوية والاستخباريه وبالمقابل تدخلت إيران فورا فقدمت يد المساعدة للبيشمركه في كردستان ،وهيأت نفسها للدخول إلى العراق إذا اقتضت الضر وره لذلك .
ومن الطرف الاخردخلت تركيا لحماية مصالحها ، فدربت وجهزت الأرهابين وإرسالهم إلى العراق عن طريق سوريا إنها رفضت كما أكدت وسائل الإعلام الاشتراك بمؤتمر جده ضد الإرهاب . فمرة أخرى أخطأت الولايات المتحدة وحلفاءها وخاصة إسرائيل والسعودية وقطر حساباتها في إدارة المنطقة ، وها هي داعش أساءت لسمعة أسيادها واستفحلت على من ساعدهم على دخول شمال العراق وقد انكشفت عجيزتهم امام شعبهم وفضح طائفية البعض من القياديين من كل المذاهب على الساحه العراقيه ,التي دمر لحمة الشعب العراقي ان هؤلاء الانتهازيين اللاهثين وراء مصالحهم والتشبث بالكراسي ومصالحم الشخصية .
والسؤال ..هل تتمكن أمريكا وحلفاءها ..إصلاح أخطائها في العراق والمنطقة ؟ او تزيد الطين بلة لتحتل العراق بطريقة شرعيه أخرى إن الأيام ستبين ذلك .

الكاتب والقاص .... محمد عبد الله دالي الرفاعي
في /12 /9 / 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر