الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات ... بين ثقافتين

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2014 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


اليوم الأحد 14 أيلول / سبتمبر هو اليوم الأخير والحاسم في الانتخابات السويدية . وقد وجدتها فرصة مناسبة لتسجيل بعض الملاحظات والفروق بينها والانتخابات العراقية التي جرت في 30 نيسان/أبريل الماضي . ***
وإذا كان صحيحا القول بأن المقارنة - لأسباب ذاتية وموضوعية - غير ممكنة وغير واردة بين تجربة عراقية ناشئة وممارسة سويدية راسخة ، ولكن أرى أن لا ضير من تسليط الضوء على عدد من (اللقطات) التي يمكن أن تمثل علامات فارقة بين ثقافتين ، بينهما فارق زمني كبير نتفق عليه مبدئيا ، ونختلف في تقدير مدته . وقد يسأل سائل : وما الهدف من هذا (اللقطات) ؟ وجوابنا لكي يطلع البعض من الجمهور ، وربما من يهمه الأمر على واقع الحال ويملك الشجاعة ليواجه الحقيقة ، ويتوقف عن خداع نفسه والآخرين ، ويعيد النظر في أحكامه وتوصيفاته ومواقفه من هذه وتلك !
في العراق
1- تم اعتماد الولاء لقادة الأحزاب في اختيار المرشحين في القوائم الانتخابية ، باستثناءات غير مؤثرة .
2- جرى تحشيد الناس عشائريا وقوميا وطائفيا ، وأطلقت وعود مبالغ بها ، ووزعت رشاوى ، واستخدام للمال العام في خرق واضح وفاضح للقانون ، وصرفت أموال مصدرها لا يعلمها غير الله والراسخون في العلم .
3- مبالغة في حملة عاطفية ومشوهة وغير واقعية للتغيير ، أساسها تحميل المواطن المسؤولية عن النتائج ، وهو الغائب عن الساحة ، والمغيب عن المقدمات ! فضلا عن تعرضه لمختلف أشكال الغش والخداع ، ومنها الدين ، مقابل صمت وتواطؤ على أعلى مستوى .
4- بدء إعلان النتائج بعد أكثر من أسبوعين على إجرائها ، وكانت بالقطارة ، ورافقها تشكيك وطعون بالنزاهة .
5- طغى على الانتخابات من البداية إلى النهائية شعار ( ماننطيها ) والولاية الثالثة ، وقد تمكن من ركوب (حمى التغيير) بعد أن شارك فيه عدد من المثقفين والإعلاميين والطبالين من عبيد المال والسلطان .
6- النتائج كانت استمرار نفس الوجوه في عملية توزيع للمناصب ومواقع القرار في السلطة والدولة ، أي (خوجة علي ... ملّة علي) .
في السويد
1- تم اعتماد الكفاءة والنزاهة في الترشيح للقوائم ، ومن كان عليه ما يشير إلى عكس ذلك فقد اضطر على الاستقالة والانسحاب ، وآخرهم إحدى المرشحات ضمن حزب (الديمقراطيين السويديين) المعادي للمهاجرين .
2- جرى تحشيد الناخبين على أساس برامج انتخابية وقضايا مهمة منها : الميزانية والضريبة – التعليم والمدرسة – الرعاية الصحية – الهجرة واللجوء والموقف من المهاجرين – المتقاعدين – الطاقة النووية – البيئة – معالجة البطالة .... وجرت نقاشات في الساحات والميادين والإعلام ومنها مواجهات حامية (بالأفكار) في نقاشات علنية بين قادة الأحزاب السياسية ، ولا يوجد أي حضور لا للدين ولا لرجاله .
3- حضور ، واحترام للمواطن الناخب من البداية إلى النهاية ، وفي كل التفاصيل ، ولم يحمله احد المسؤولية في أن يكون الحزب العنصري والمعادي للمهاجرين ، الحصان الأسود والفائز الأكبر في الانتخابات .
4- النتائج في نفس اليوم وبعد 3 ثلاث ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع ، وبدأ إعلانها تلفزيونيا على الملأ في أول دقيقة بعد إغلاق الصناديق ، مع تحليل من قبل الأحزاب السياسية والصحفيين والخبراء .
5 – الوجوه تتغير باستمرار في كل الأحزاب ، والكل يؤدي دوره ثم يرحل ، ولا يوجد في أي منها (القائد الضرورة) وابن العائلة الفلانية ، والمناضل والرمز التاريخي ، باني الحزب والوطن ، ورجل المرحلة ، ومختار العصر ، وفريد زمانه .
6- بالمناسبة هناك عدد من المهاجرين ، منهم عراقيون ، مرشحون في مختلف القوائم ، ولم نسمع ، حتى من قبل الحزب المعادي للمهاجرين ، من ينال منهم ، وينتقص من ولائهم وجنسيتهم ... وإنهم لم يأكلوا طحين الحصة !

*** كتب المقال قبل اكثر من ساعة على انتهاء التصويت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر