الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سايكولوجيا الحرف- 19

سامي فريدي

2014 / 9 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سامي فريدي
سايكولوجيا الحرف- 19
لفظ الجلالة (محمّد)..
محمد اسم صفة من الثلاثي المجرد [ح م د]، والفعل منها [حمد- يحمد- حامد- حمّاد .والاسم منها (الحمد)] وهي مفتتح سورة الفاتحة [الحمد لله ربّ العالمين]. الحمد لفظ من باب الشكر على الشيء أو الهبة، ولكنها أرفع مكانة وأعمق معنى من مجرد الشكر، وقد اقترنت في غالب استخداماتها بالربّ الخالق [حمدت الله، أحمد الله، الحمد لله حمدا كثيرا]، ولا تقترن لفظة الحمد بشخص مخلوق، وهو مما تستهجنه العرب. ويعتقد ان كلمة الحمد مشتقة في معناها عن العبرية [يهوذا] والمشتقة بدورها أو المبنية من نفس أحرف الجلالة [يهوه]، وتلحق بأسماء الأشخاص للتفاءل والبركة مثل [يهو آش، يهو رام، يهوشافاط، يهو نادات، يهو ياكيم] ومنها [يهوذا، يهودا] وهي من الأسماء الثقيلة عند اليهود، لمخافة الناس من لفظ أحرف اسم الجلالة كاملة على ألسنتهم، و-لك من علائم الاجلال والتعظيم والتقدير، لذا يشاع عند اليهود الاكتفاء بحرف من أسم الجلالة للبركة والتبرك سيما في وضع الاسماء، ومنها الاقتصار بحرف الياء أو الهاء في الاسم مثل [يشوع، يكنيا، أشعيا، أرميا، أمصيا؛ (أو): هاجر، هوشع، هيروديا]. وتقبل اللغة العربية الابدال بين صوتي [الهاء والهمزة]، و-لك لتمييز نفسها عن طريقة تلفظ الارامية والعيرانية.
فالحمد من الألفاظ السامية الخاصة بخطاب لفظ الجلالة، واختصاصه بها وبأغراضها ومعانيها وأفعالها دون سواه. ولا يجوز نسبتها لشخص مهما كان، لأنه لا شريك للخالق في ذاته أو طبيعته أو صفاته.
والاتجاه الوحيد لاستحدام اللفظ هو صدوره من الانسان وتوجيهه للخالق صاحب العظمة. ويمكن للمرء أن يكون [حامدا، حمّادا]، ويكون الله هو [المحمود، المحمّد].
فاطلاق اسماء [محمود، محمد] على أشخاص، هي من باب الشرك بالها والتجاوز على لفظ الجلالة وصفاته التي لا يشاركه فيها أحد.
*
على أهل اللغة والدين من العرب التمييز والفصل بين أسم الفاعل واسم المفعول في صوغ الأسماء من صيغ المبالغة المشبّهة بالفعل، وعدم الافراط أو التفريط في قواعد الأفعال وأصول المعاني.
كل ما هو مقصود بالحمد والمجد والخلق والانشاء وكل ما يدخل في صفات الألوخة واختصاصاته، وما يتعلق بها لفظا أو معنى أو إشارة أو كناية، يقتضي الحرص والتمييز والقداسة، وإلا.. عدّ في باب الشرك الصريح. وفي مقدمة تلك التجاوزات الوثنية وصف أفراد الناس بالمحمود والمحمّد، وأصحاب الجلالة والسموّ.
لفظة (مجمود) هي صيغة مبالغة في باب اسم المفعول من الفعل – حمد يحمد حامد والمقصود به والمشمول بمعناه (مجمود)!
لفظة (محمّد) هي صيغة مبالغة في باب اسم المفعول من الفعل – حمّد- بتشيد عين الفعل، - حمَّد يُحمّد فهو حمَّاد، والمقصود به المشمول بمعناه (محمَّد)..
وكلا الاسمين- يجري استخدامهما بين العرب لتسمية البشر، مما يعتبر شركا صريحا وتجاوزا فظل على اسم لفظ الجلالة وصفاته.
*
لقد رد| السيد يسوع المسيح أحد الناس لأنه دعاه (الصالح) كما في النص التالي: [وسأله واحد من الرؤساء قائلا: أيّها المعلم الصالح، ماذا أفعل لآرث الحياة الأبدية؟ ولكن يسوع قال له: لماذا تدعوني الصالح؟.. ليس أحد صالحا إلا واحد، وهو الله!]- (لوقا 18: 18- 19). ويعرف العرب أن اسم (صالح) يطلق على كثير من البشر قي لغتهم، بما فيهم نبي ثمود صاحب الناقة [هود11: 61- 62، الشعراء 26: 142].
ولقد ارتبط اسم (محمَّد) بشخص نبي الاسلام الذي يقترن دائما باسم الالوهة في لفظ شهادة المسلم، وهو بذلك يخصص له الحمد لفظا ومعنى. ويجعل من شهادة – التوحيد- تأكيدا للشرك. وفي حين يعتبر الاسلام نفسه داعية للتوحيد الالهي، وعدوا للمشركين بالالوهة، ها هو يمارس الشرك بدء بشحص النبي وليس انتهاء بمن يحملون اسماء [محمد، محمود، صالح]. وقد ورد اسم (محمد) في القرآن (عنوان السورة 47- مدنية) إضافة إلى [آل عمران 3: 144، الأحزاب 33: 40، محمد 47: 2، الفتح 48: 29] – وهي مدنية. فكيف يمكن التساهل في استخدام لغوي أساسه غير صحيح ولا يتفق مع المنطق [العقلي أو الديني]. والعرب مايزوا أنفسهم عن سابقيهم باللغة (اللسان) واعتبروا القرآن معجزة لغتهم [النحل 16: 103، الشعراء 26: 195].
لقد جرى وضع اسم (محمَّد) في وقت لاحق من تاريخ النبوة، بدل الاسم الأصلي للنبي والذي جرى تعويمه في الكتابات العربية والاسلامية. لكن ما يهم هنا، ليس تغيير الاسم، ولكن معنى الاسم ومضمونه الشركي في دين يزعم مكافحة الشرك. وهو مغالطة لاهوتية في البنى الأساسية للاسلام، مما لا يعرف سبب تساهل اللغويين والفقهاء في هذا الأمر. فالمجامع والجامعات اللغوية والدينية مدعوة اليوم لمراجعة ما جرى تغافله وتجاهله والتستر عليه، وكشف الغبار والستار عن الحقائق الالهية والدينية والاصول المنطقية للاخلاق والقيم الاجتماعية الصحيحة.
ان استمرار تسويغ هذه الأسماء، بما تعنيه من شرك واضح، انما هو عمليه مقصودة لقلب قواعد المنطق وأصول التفكير، في مجال العقل والحياة والسلوك.
نسبة (الحمد) لشخص نبي الاسلام، بدلا من الله تعالى، تناقض بنيوي آخر، يضاف إلى جملة التناقضات الفكرية والدينية الموجود في القرآن والاسلام والثقافة الاسلامية، التي حان الوقت لكشفها واتخاذ موقف منطقي عقلي واضح وصريح منها، لوقف المراوغة والتدليس والمكر. وفتح الباب لتحرير العقل العربي والاسلامي من عبودية الجهل والخديعة.
.. لعلهم يعقلون!..
الخامس عشر من سبتمبر 2014











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س