الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاجر والمنحل

جرجس نظير

2014 / 9 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(تنويه لابد منه)
يحكي أن طبيبا انجليزيا لاحظ في أواخر القرن التاسع عشر أن الجذام
ينتشر في بلدة النرويج التي يعتمد أهلها في غذائهم الاساسي علي السمك
فقال أن أكل السمك هو سبب الاصابة بمرض الجذام , ووافقه علي هذا التفسير الساذج كثيرون وفات هذا الطبيب المتسرع وأتباعه ان الجزام كثيرا ما يصيب من لا يأكلون السمك الا نادرا ,وأنه كثيرا ما ينجو من الاصابة به سكان المدن الساحلية, الذين يسرفون في أكل السمك.
سردت هذه القصة لانني لا أريد ان أقع في دائرة التسرع في التعميم والحكم التي هي من العوامل الذاتية للوقوع في خطا التفكير المنطقي
واعترف بأن هناك رجال علمانيين شرفاء اصحاب رسالة جواهر
براقة علي صدر الحوار المتمدن والعالم العربي ويوجد ايضا من هم
في الغرب اصحاب نهضة عرفنا منهم معني العلمانية الراقي
واعترف ايضا بأن هناك أيضا رجال دين كل ما يشغل تفكيرهم هي الحياة السامية والعالم الاخر وأعترف أيضا بأن الامثلة الراقية قليلة
جدا جدا جدا..................................
وما اذكره في مقالتي هي أمثلة موجودة بكثرة في حياتنا




طفت في شوارع الكتب وجلست علي ارصفة المراجع ,وتسلقت اشجار دوائر المعارف واتكأت علي اسوار المكاتب , طفت في الندوات الفكرية وتسكعت في حواري الادب والفكر والعلم .
لاهثا وراء رجل دين ومتطفلا علي مفكر علماني ليبرالي, من الجائز ان نقول باحثا وراء رجل الدين ونقيضة الفكري ان صح هذا التعبير.
محاولا اقتحام عالمهما الداخلي وهتك عرض جدار افكارهما, تارة تحدو بي امواج الحياة علي مفكر علماني اخوص معه في الوان الحديث واجاذبه اطرافا من القضايا ثم اجدني اتساءل هل هو بحر يسبر غوره ام هو ليل لا تنجلي ظلمة كنت محموم القلب ساهر الليل , وكانت تعتمل فيّ فكره ساذجة للغاية الي الان لا اعلم ما هم سبب عمق سذاجتها او سبب تطرف غبائها او ضحالتها مفدي هذة الفكرة
ان المفكر متطابق مع افكاره ومنسجم معها هو صاحب رسالة فكرية علمية انسانية تقدمية صاحب منهج علمي له اخلاقيات الكاتب المحترم من ثبات علي الفكر والمبدأ
يتسم بالموضوعية وامانة البحث العلمي تص رفاته تقارب افكاره وتتبع منهجه العلمي النزيه الموضوعي الشفاف الصادق.
ثم تجد الواقع يصدمك فتجده مخادعا مختالا كذابا مزورا منافقا محششا مجنونا بالعظمة وهلاوسها.
منحلا من كل الاشياء التي تنبعث منها قيمة اومبدأ او فضيلة فتهرب منه سريعا لتجد نفسك في احضان رجل الدين فتلوذ به وتأمل فيه وترجو منه رجاء
ترمي عليه امالك وتعلق عليه احلامك الساذجة الغبية ولسان حالك يقول ها هو رجل يعرف الله جيدا
ها هو القائد والمعلم والمرشد هذا ما تجد عنده الكلام الطييب الهادي الوديع المريح
وتقترب منه اكثر واكثر واكثر وتسقط الاقنعة كما تسقط تماثيل الطين وتجد رجل الدين لا يختلف عن هذا العلماني قيد انمله نفس النمط ,نفس المضمون ,نفس الفحوي
كلاهما تاجران وكلا منهم يعرض تجارته بحرفيه وبمهارة شديدة يخدع بها مريديه
رجل الدين يستخدم الجنة والنار والنصوص الدينية في تسويق تجارته كسب لقمة عيشه
وفي اثناء مسيرته يكذب ويخدع وينافق وينصب ويضلل يفعل كل ما يفعله غيره
وعنده المبرر وعنده الدليل وعنده الستار لكل افعاله وتسأل نفسك اذا كان مؤمنا
حقيقيا بالصواب والعقاب لماذا افعاله وافعال من يتبعونه مشينة لماذا لا نجد منهم قدوة واسوة حسنة تدفع الناس للبر بل علي النقيض فعندما يخطأ رجل الدين يقول لنا البشر جميعا يخطي وعندما يأخذ صلاحيات كثيرة ومميزات جمة يقولون لنا رجل الدين وهذا حقة, منتهي التناقض وهناك نوع اخر وفئة اخري تقتل وتنهب وتسرق وتغتصب تحت ستار الدين والضمير مستريح يكفي انه مؤمن بالله واتساءل ما هو الفارق بين النوعين
اجد الاجابة الفئة التي تقتل وتسرق وتزني بفجر سافر باسم الدين هي اكبر واكثر من اي فئة اخري -علي الاقل لا يوجد تنظيم علماني يقتل اعدائهم بحجة انهم اصحاب الخرفات- حتي عند اعدائهم الذين يسمونهم الملاحدة لا يشرعون القتل مثل هؤلاء
ولا يعطون له شرعية مقدسة ولا يفرشون طريقهم بالورود وبنعيم السماء
انهم من الممكن ان تجد فيهم المنحل ولكن لا تجد الفاجر
بعيدا عن الموضوع
عندما ترتفع امواج بحر الحياة علي الانسان فيشكو
هناك من يشكو القدر كما قال الشاعر ابو قاسم الشابي ويقول
يا ليلُ! ما تصنعُ النفسُ التي سكنتْ, هذا الوجودَ، ومِنْ أعدائها القَدَرُ؟ ترضى وَتَسْكُتُ؟ هذا غيرُ محتَمَلٍ!
وهناك من يشكو حظه كما قال الشاعر حافظ ابراهيم
إن حظي كدقيق فوق شوكٍ نثروه .. ثم قالوا لحفاةٍ يوم ريحٍ اجمعوه
وهناك من يشكو اله السما كما قال ابو العلاء المعري
إذا كان لا يَحظى برزقك عاقلٌ. وتَرزقُ مجنوناً وترزقُ أحمقاً. فلا ذنب يا ربَّ السماء على امرىء. رأى منكَ ما لا يشتهى فتذندقا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س