الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عمر حمَّش .. مزجُ الواقع بالخيال!
عمر حمَّش
2014 / 9 / 20الادب والفن
عمر حمَّش .. مزجُ الواقع بالخيال
**دراسة تحليلية لنص (رصاصة واحدة تكفي! ) للقاص الفلسطيني عمر حمش :
زينب البوادي .. الجزائر
النص : حشا مسدسه برصاصة واحدة ، وضع فيها عقله ، صارت من صدر إلى صدر سهما يجري ، وهومن على وسادته يمارس الإبتسام ...بارتياح!
**العنوان : جاء العنوان جملة ولم يقتصر فيه الكاتب على كلمة واحدة كعهد العناوين ، كان جملة خبرية لولا علامة التعجّب التي جاءت بالأخير لتقلب موازين الفهم عندي وتجعل من العنوان أشبه بالتساؤل ( أمعقول أن رصاصة واحدة تكفي ؟) ، إنّها الرصاصة وحكاياها ليست غريبة على من يعايشها يوميا وهو يرى قتلاها بكل مكان ، انها الأنثى الشرسة التي ارتبط اسمها بالدم ، يتردد ذكرها كثيرا ، الأنثى التي حرّكت الأقلام لتذرف كما العين حبرًا ينزف ، تكتب سطورا من دم وحزن وكفن من جرح ، وقد كتب على سياق هذا العنوان الكاتب رابح فيلالي ،كما رواية عبد القادربوضربة ( رصاصة واحدة لاتكفي ) وهناك من استنبط من العنوان عناوين كثيرة ك( امرأة واحدة لاتكفي ) وقد تسطع امرأة لتكتب مناكفة للرجل بل ( امرأة واحدة تكفي ) ، وتبقى الرصاصة موضوع الكثيرين فماكان قصد الكاتب حين تحدث عنها بالنص لندخل النص لسبر أغوره
** تحليل النص :إبتدأ القاص النص بجملة فعلية وهو يعلم دور هذا النوع من الجمل في جعل النص متسلسلا مترابطا ، واعتماده عليها يجعل القارئ أيضا دوما متوثّبا ينتظر ما سيتمخض عن النص من أحداث ، ( حشَا مسدّسه ) البطل هنا يضمر لشيء ويخطط له ، ( برصاصة واحدة ) لمَ واحدة ولم يملأه كله ؟، هل لقدرة البطل على اقتناص ضحيته برصاصة واحدة ؟ ، أم لأنه لايملك غيرها ؟ ، لنتابع المشهد الموالي عسى بالقادم تفسير، ( وضع فيها عقله )، أمعقول أن نحشو المسدس عقلا بشريا ؟ ، أم هو ترميز والمقصود به أنّه وضع كل تفكيره وحشد كل مابه ، الفعل المتوقع هو تنفيذه لمخططه لكن الجواب كان غير ذلك ( ثم نام ) ، هنا العبارة تظهر أنه أعدّ العدّة ، ليقـوم بمناوراته حيث هو السيّد هناك بدنيا الأحلام ، حال الضعيف غيرالقادر على تغيير واقعه ، يرى بالحلم ملاذه ، الحالمون يملكون أحلامهم يغزلونها بخيوط الأمل ، والبطل حشا مسدسة برصاصة من عقله ، والعقل أشد وطئا وألما من رصاصة ، لذا عمد الطغاة دوما على ترسيخ عقائدهم ونشر خرافاتهم وإفساد المجتمعات بأفكارفقط يبثّونها ، ترى إلى أين مضت الرصاصة ؟ ( صارت من صدر الى صدر )،رصاصة غريبة وعجيبة تصيب ألف هدف في وقت واحد ، وبما أنّه حشاها بعقله فهو يرنو إلى الأفكار ومدى إيمان الناس بها وحيثما انغرزت الفكرة بالقلب وآمن بها أبصر بها ودافع عنها ، وصارت كما ذكر بالنص ( سهما يجري ) ، إنها لاتتوقف تصيب أهدافا عدة ، رصاصة امتزجت بالغضب والثورة ، ومال لهذه الثورة سكون عند الضعيف إلا بالأحلام ، وهاهو يعلن ارتياحه هناك ( وهو من على وسادته يمارس الابتسام ) هو يقضي عليهم جميعا برصاصة واحدة ويجلس بعيدا يبتسم ، تتناغم حركة الجسم مع الحلم كيفما كان ، والبطل سعيد بما حققته رصاصته ، بليغ جدا لفظ ( يمارس الابتسام ) لكأنه فعل مصطنع ، والمقصود به السخرية منهم ، يقتلونه بالواقع ويقتلهم بالحلم ، بعد نقاط الحذف الثلاث ، يختم كلامه بارتياح ، كيف لايرتاح ومهمته اكتملت كما يريد وكما يتمنى ، لاداعي إذًا لكل رصاصات العالم لإنهائهم ودحرهم ، فرصاصتي الوحيدة تكفي لقتلهم جميعا ، وهنا يظهر التفاف النص ودائريته وهنا تكمن احترافية الكاتب في جعل القارئ يلفّه الاستغراب ، ها قد عاد إلى العنوان ، وهاهي الاجابة بالبداية وضعت كعنوان للنص ، نص رائع لكاتب رائع متمكّن محترف ، شكرا لكل الدرر التي تتحفنا أستاذنا عمر حمش ، كل التحايا
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة
.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية
.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر
.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة
.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي