الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعث وداعش فاشيون قدامى وجدد، أحدهما يكمل الاخر

ابو حازم التورنجي

2014 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


البعث وداعش فاشيون قدامى وجدد، أحدهما يكمل الاخر
ابو حازم التورنجي

تعلمنا التجارب التاريخيه للشعوب التي ابتلت بدوامة المآسي والكوارث ، حقيقة مره وقاسيه هي ان توالي المأسي والكوارث على شعب ما ، في الازمنة العصيبه ، يؤدي الى ظهور الكثير من الظواهر الاجتماعيه ، ويخلق مسارات جديده لانماط التفكير ،
وما يعنينا هنا من تلك الظواهر الاجتماعية ، ظاهرة تصدع وتأكل الذاكرة الجمعيه تحت ضغظ تزاحم المصائب وتواليها، اي ان المصيبه الجديده تلغي التفكير بالمصيبه التي سبقتها ، ومن المؤكد ان شعبنا العراقي من هذه الشعوب التي أبتلت بتوالي الكوارث واالمآسي عليها ، فمراجعة بسيطه لتطورات الاحداث خلال النصف قرن المنصرم تبين لنا هذه الحقائق بصوره جليه، كم من الانقلابات الدمويه التي هدر الدم، وازهقت الارواح فيها( والبعثيون ابطال تلك الانقلابات الدمويه بامتياز لا يضاهيهم بها احد )وكم من الحروب العبثيةالهمجيه ، الداخلية والخارجيه ، ومصائب كل حرب تسقط كل التساؤلات المحيره والاسئله الكبيره عن كل ما في الحرب التي سبقتها ،واقول جازما ان كل الحروب اندلعت وتصاعد وطيسها وتعمقت مآسيها في عراقنا الدامي ، قد كانت في ظل سلطة البعث الفاشي الذي ابتلى شعبنا العراقي بسياسته المدمرة الحمقاء منذ سنواته الاولى ، فما من جريمه تاريخية ارتكبت بحق الشعب العراقي الا وكان البعث الفاشي وراءها ويتحمل القسم الاكبر من المسوؤليه فيها
واخطر ما مايميز سياسات البعث هو تحالفاته الثعلبية الماكره الغادره كمن يتمسكن حتى يتمكن ، وحين يتمكن يبطش بلا ادنى رحمه ، ومغفل من يأمن ذئبا، البعثيون بلا سلطه هم غيرالبعثيين في السلطه ،لكنهم يبقون الرصيد الاحتياطي للبعث الحالم والساعي للسلطه بأي ثمن ، حتي ولو مشى على طريق معبد باكداس الجثث وضاعف المقابر في الارض العراقيه اضعافا واضعاف ، فالمهم لهذا البعث الفاشي هو العوده للسلطه، السلطه هدفا ووسيله، ، ومن يراجع تاريخ صعود البعث في انقلاب القصر 17 تموز 1968 ، متحالفا مع اوسخ العناصر الرجعيه والملطخه ايادها بالدم في الموؤسسة العسكريه ، ولينقلب عليها لا حقا ، مواصلا تراجيدا ليالي السكاكين الطويله في التصفيات الدمويه ، والتي تكررت تابعا وحسب منطق الحجاج بن يوسف الثقفي ( ارى روؤس قد اينعت ..الخ ) من البربريه الساديه
ومن يتأمل الطاقم القيادي الحالي لعصابات داعش ويبحث في تاريخهم سيجد ان الغالبيه العظمى من هذه القيادة قد كانوا من قيادة البعث الفاشي في الجيش والمخابرات والاستخبارات اي ان اغلبهم من اوسخ الموؤسسات القمعيه للنظام الدكتاتوري اي انهم تربوا وتتلمذوا في احضان موؤسسات الموت الصداميه من عتاة المجرمين والقتله
احتلال الموصل قد اعطانا صورة واضحة عن طبيعة البعث الفاشي (مع انها معروفة سلفا لدينا) وتحديدا عن طبيعة تحالفاته،
فالبعث الفاشي الذي طبل وزمر طويلا عن طبيعته العلمانية (الزائفه) , وعلى انه فوق الطوائف والاديان ( حزب لكل العراقيين !!!)قد جسد كل ما في الشوفينيه والعنصريه الفاشية من معنى على ابواب الموصل ، اي البعث الداعشي الذي تداخل وتزاوج مع داعش والنقشبنديه ليقود اوسخ حملة دمويه في الموصل وسنجار وبقية مدن الشما والشمال الغربيي ...هو ذاته البعث الفاشي مجوم المقابر والجماعية وحروب الابادة والانفال والتهجير والتغيب القسري والقصف الكيمياوي …
وذا كان هنالك من يريد نسيان وتغافل هذه الحقائق تحت ضغط المآسي الجديده المتواليه ، فهذا شأنه وهو حر في خيارته ..
لكننا لا زلنا نمتلك ذاكرة متقدة ونعي الماضي ونستشرف المستقبل ، ولا نريد للمآساة ان تتكرر لتزيد من عمق مآسينا
وعليه لإنني ارى الدعوة الحالية لاعادة تأهيل وتسويق البعث والبعثيين مهمه غير وطنييه بل وغيرشريفه ، تحت ايه يافطه او واجهة او مبررات
لست من نافخي في نار احقاد الماضي ، بل انا من يستحضر الماضي بكل عبره وتجاربه ومآسيه التي عشناها ولامسناها عن قرب ،، العفو والتسامح مطلوب وتستحضرني هنا حكمة المناضل العظيم نلسن مونديلا في الصفح عمن يقر ويعترف ويتعاون من اجل تحقيق العدالة الانسانيه بالحدود المقبوله ، وتجارب جنوب افريقيا رائدة في هذا المجال ،،،،ادعو للصفح والتسامح ، لكني في ذات الوقت لست من الداعين الى مؤاخاة الذئب وهو يتقمص جلد خروف، والحديث لا يجري عن حالات فرديه هنا وهناك لصغار البعثيين ممن كانوا مجرد براغي تافهة في ماكنة فرم البشر ، بل اتحدث عن البعث كفكر وممارسه واقطاب ، تلك الاقطاب التي تسللت الى موؤسسات السلطات الطائفية التى نصبها المحتل الامريكي بعد غزوه للعراق 2003 ، وهي ( اقطاب ورموز البعث الفاشي )تسحب معها كل مكونات تربيتها العنصريه الشوفينيه ، وتبني لها مجدا ! من نوع اخر تحت مظلمه احزاب العمليه السياسية الامريكيه ، وبما يعطي للبعث الفاشي صفة اخرى تضاف الى الصفات المعروفه عنه ، تلون الحرباء وتحرك البكتريا الاميبيه ، اي لاثوابت لها و لاقيم مبدئية ثابته على الاطلاق، وطنيه كانت ام انسانيه ، او حتى قوميه مثلما يدعي زورا ، بل حزب تحركه غريزة الشهوة للسلطة ، من اجل الانتقام و القهر والارهاب ، ا قترانه بعصابات داعش الاجراميه وتداخله معها غير دليل على ذلك
ليست دعوة للانتقام ، بل دعوة لوضع الامور في نصابها الصحيح واحقاق كل ذي حق ، فمن غير المقبول ، ان يخرج علينا من يدعي اليساريه بمديح هزيل لهذا البعثي السابق او ذاك ممن تحوم حوله الف تهمة وشبه سابقة وحاليه، تحت هذه الذريعة الواهية او تلك

ولشعبنا الامن والسلام
غوتنبرغ ايلول 2014











































































التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة