الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رسالة الى النخبة المثقفة في العراق
كاظم الفياض
2014 / 9 / 21مواضيع وابحاث سياسية
أصدقائي الأدباء والكتاب
هناك ثلاث منظومات ضابطة لسلوك الفرد العراقي: منظومة الحلال والحرام الدينية ، ومنظومة العيب العشائرية ، ومنظومة السلوك الحسن الإنسانية وهذه خاصتكم، ولهذا أتوجه إليكم بخطابي ، فإنه منذ احتلال العراق في الحرب العالمية الأولى ، وسقوط إرادتنا أمام عزيمة الجيش البريطاني الغازي ونحن في فوضى مميتة ومفقرة ، وقد أثبتت الحوادث والأيام أن بلدنا لم يدر شؤونه أبناؤه وفق مصالحه ، بل بإرادة بريطانية معلنة أو سرية ، حتى مع إعلان العراق دولة مستقلة لها ملك هو فيصل الأول . وأريد أن ألفت نظركم إلى أن تسنم الدكتور حيدر العبادي السلطة التنفيذية ، وهو المواطن البريطاني ليس دليلنا الوحيد ، كما إن سحب الجنسية البريطانية منه ، لا يعني انتهاء الاحتلال البريطاني للعراق .
ولما كان أغلب الشعب العراقي مسلما ، والبريطاني مسيحيا فلا يمكننا محاورتهم على أساس ديني ، ولا عشائريا لاختلاف النسيج الاجتماعي بين الشعبين ، ولكن يمكننا أن نحاورهم على أسس القيم الإنسانية ، ونحن المعنيون الأول بالاضطلاع بهذا الدور امتثالا لعناويننا الاجتماعية ،وصفتنا الثقافية تجعلنا سدنة المصالح الحقيقية للشعب ، وأرى إنه من واجبنا أن نتحمل مسؤولية هذه المحاورة .
وإني اقترح تشكيل لجنة تضع خارطة عمل تمكننا أن نطرح على الدولة البريطانية ، ملكة وشعبا ، أن يختاروا واحدا من ثلاثة خيارات:
أولا – أن تعلن العلاقة بين شعبينا بصفتها الحقيقية ، وأنها علاقة احتلال ، فتكون لشعبنا حقوقه المنصوص عليها في مقررات الأمم المتحدة ، بوصفه شعبا محتلا من دولة أخرى .
ثانيا – أن ننضم كشعب إلى المملكة المتحدة ، فتكون لنا حقوق الشعوب الأخرى ، ومنها ضمان المحافظة على الهويات العرقية والدينية ، لجميع مكونات الشعب . ونستطيع أن نتأكد أن ذلك الإتحاد لا يضر الإسلام وقد وعد ربّ القدرة بإظهاره على الدين كله . كما إن عملنا هذا لا ينافي العمل بالآية الخامسة من سورة المائدة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) ذلك إن العمل وفق هذه الآية يفترض القدرة على الاختيار وليس لنا هذه القدرة فنحن شعب محتل ، مغلوب على أمره ، حالنا كحال المسلمين الذين يقطنون المملكة الآن ، وهو أفضل من حال اليهود تحت حكم فرعون وأمر موسى وهارون عليهما السلام أن (فقولا له قولا لينا) في سورة طه المباركة .
ثالثا – أن يكون استقلالنا تاما وحقيقيا ، وأن تنظم العلاقة بين شعبينا بعهود ومواثيق واضحة ومعلنة ، يمكنها أن تحفظ مصالح المملكة المتحدة دون أن تضر بمصالحنا .
كاظم الفياض
بغداد
11/9/2014
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف
.. القيادة الوسطى تعلن تدمير 4 طائرات مسيرة للحوثيين كانت تستهد
.. ميليشيات إيران في سوريا.. قصة عقد وأكثر | #الظهيرة
.. السلطات الأردنية تؤكد أن التضامن مع غزة عبر مسيرات شعبية لا
.. السلطات الأوكرانية: ثلاث محطات طاقة أوكرانية استُهدفت بقصف ر