الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رومانسية الموت العراقي المزمن

واصف شنون

2014 / 9 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كرد فعل ضد غارات الشرطة الأسترالية على مشبوهين بالإرهاب ،،خرجت مظاهرات لمتطرفين إسلاميين في منطقة محددة من سيدني وهم يرفعون شعارا يقول :كفى ارهابا للمسلمين ..!!.
الحكومة الاسترالية قالت : نحن لسنا ضد اي دين وليس ضد الحجاب او البرقع او النقاب لكن ضد - الجريمة - فقد افشلنا مخططا إرهابيا يستهدف الناس الابرياء .
وفي الغارات تم اعتقال امرأة قامت بتحويل مبالغ كبيرة الى داعش عبر مكتب تحويلات مالية تملكه وزوجها يقاتل في العراق وقام بتجنيد العشرات من الشبان المتطرفين .
المثير للاسف ان زملاء اولادي من بعض المسلمين في المدرسة يقولون ان اليهود قاموا بشن غارات علينا،وان الميديا كلها يهودية ...!! والمعنى ان بذور التطرف قد بذرت وتم سقيها..، وحتى كتابة هذه السطور تم قتل شاب مسلم "18 سنة" في ولاية فيكتوريا بعد أن هاجم شرطيين وطعنهما عدة طعنات بسكين أثناء التحقيق معه في مركز للشرطة ، الأمر مقلق ، وربما الأهل يتحملون المسؤولية أكثر من اي جهة أخرى.
*****
ابان الثمانينات وحين كنت فاراً من الحرب ،كدفاع شخصي نقي وخالص عن الذات وليس بسبب توجهات ايدولوجية او سياسية او ادعاءات وطنية ،كنت أتأمل سيارات الاجرة ذات اللون البرتقالي والابيض وهي تحمل نعوش الشباب أمثالي وﺃ-;-تفحص اللافتات السود على كل جدران الاحياء الفقيرة ،كان شعوري مختلطا بالسخرية والتآسف من ضحايا تلك الحرب الغبية ،فمثلا كان كل قتيل يطلق عليه تسمية شهيد ولأهله قطعة ارض وسيارة تويوتا وحوالي 30 الف دولار ،حتى تمنت بعض العائلات ان يموت أولادهم غير النافعين كي يصبحوا شهداء ...!!
الان وأنا ارى هذا الزخم العشوائي من القتل والقتلى وانواع الموت ،اشعر بالرعب الشديد ،بحيث تصبح فترة حرب الثمانينات كمرحلة رومانسية في الموت العراقي المزمن .
*****
مفردة ضحية وجمعها ضحايا في اللغة العربية ،لصقت في ذهني منذ الصغر ،فطالما تخيلت رجلاً يذبح ابنه بسكين من اجل عبادة الرب ،وحين كبرت وأدمنت على كتب والدي ثم كتب المكتبات العامة ومكتبات بيع الكتب التي أختارها ثم انشغالي الكبير بالسينما العالمية والفنون التشكيلية ،عرفت طلاسم الحقيقة المخفية حول كل ذلك ،ثم وقعت بغرام كتابات الدكتور علي الوردي ومحاولاته لتسخيف وتفكيك القيود الإجتماعية والدينية والعشائرية التي يفرضها الوعاظ وأصحاب الجاه والنفوذ، حينها بدأت في السخرية والتمرد على ظواهر وسلوكيات أعدّها غير نافعة ومشينة للعقل البشري ، وها نحن نرى كيف تم استغلال الدين وعبادة الرب في حزّ الرقاب وسبي النساء وتشريد الآمنين بأسم الرب ،وكأن الرب يكره موجوداته وينتقم منها شرّ انتقام ..!!
*****
لاحظت خلال الايام الاخيرة ازدياد كلمات ونعي الشباب القتلى في العراق ،ويبدو ان حجم الإبادة والكارثة اصبحت شاملة ،بينما رد الفعل العام يتم اختصاره بكلمات مثل : الله يرحمهم ،الى جنات الخلد ،حسبنا الله ونعم الوكيل ...الخ من العبارات التقليدية المقرفة التي تستسلم للموت والخراب والعجز والركود ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - داعشي ويتشرط!!
عامر سليم ( 2014 / 9 / 24 - 12:59 )
عندما ينتشر مرض الكوليرا تقوم السلطات المختصه بتهيئة اللقاح الخاص بالكوليراوتطعم البشر بالمصل المطلوب اي انها تقوم بالاجراء المنطقي وليس الاجراء اللامعقول كأن تطعم البشر بمصل الجدري او السل مثلا ولكن جماعة خير امه اخرجت للناس تريد اللامعقول فكلما تم استهداف وملاحقة الارهابيين في دول الكفار ينتفض المسلمين ويولولون بانهم مستهدفون دون غيرهم يابه مو هذا الارهاب لونه اسلامي ويطالبون بعظم لسانهم الجايف شريعه وقتل الكفار وغزو ( يعني من هاي المنوعات الاسلاميه الحلوه) شلون تريدون الشرطه تطار السيخ لو الهندوس لو الشيوعيين لو البوذيين لو جماعة الدلاي لاما والله بلوه!!!


2 - الى بدر الداعشي
عامر سليم ( 2014 / 9 / 25 - 07:06 )
الى العاوي
عندما تسمح مملكة داعش السعوديه بالهجره اليها من المسيحيين وغيرهم وتمنحهم جنسيتها والاعانات لكي يعيشوا بكرامه كما تفعل دول الكفار للمسلمين حينذاك اذا قاموا بالارهاب وطالبوا بشريعتهم فمن حق المهلكه مطاردتهم وابادتهم والى ذلك الحين ليس هناك اي كلام اخر معك يعني بالعراقي انجب واسكت!!!

اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح