الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُذكرات حزينة على هامش دفتر الوطن.

الحكيم البابلي

2014 / 9 / 26
سيرة ذاتية


مُذكرات حزينة على هامش دفتر الوطن .

غيمات السود
*********
مدينة المأمون الأولى (بغداد جانب الكرخ) كانت تحتوي على (120) داراً تم بناؤها في الزمن الملكي ووُزعت بالقرعة على صِغار الموظفين وبأقساط مُريحة على مدى 20 عاماً
كان والدي الراحل أحد هؤلاء المحظوظين بالقرعة، من الذين أحسوا بالطمأنينة والأمان والإستقرار العائلي بسبب إمتلاكهم داراً لعوائلهم ولأول مرة في حياتهم، إذ ليس هناك ما هو أثمن بالنسبة لرب العائلة من أن يكون له بيتٌ يضمن له بعض أسباب سعادة عائلته وأطفاله
كانت مدينة المأمون تتألف من (12) محلة بُنيت كل محلة على شكل نصف قوس وتحوي (12) بيتاً. وكان يحد المأمون  يميناً شارع مبلط وخاص يؤدي إلى الإتصال بكل الشوارع الفرعية النصف دائرية، وتتصل به وعبره كل البيوت، ومن جهة اليسار - خلفية المدينة- فكان يقع شارع أبو غريب الشهير، والذي على جانبه الآخر بُنيت مدينة المأمون الثانية بعد فترة زمنية قصيرة
كانت كل محلة قد تم صبغ بيوتها بلون مُختلف عن بقية المحلات، مثل الأزرق الفاتح والبُني والرمادي والرصاصي والأصفر الفاتح  الخ، أما لون بيوت محلتنا فكان الوردي الفاتح، وكانت كل تلك الألوان منتقاة بذوق جديد لم تعهده الذائقة العراقية الشعبية التي لم تكن الألوان الجذابة الحلوة تعني لها الشيئ الكثير، بل كان الناس في غالبيتهم يخجلون من إختيار الألوان الجذابة حتى في ملابسهم!!، حيث كانوا يختارون أما الأسود أو الأبيض أو الرصاصي الغامق، وعلى سبيل المثال ... كان الشاب الذي يلبس ثياباً بألوان زاهية جميلة يُتَهَم بالميوعة والتخنث!!!!!!!، حتى لو كان إبن عبدِكة أو أبو الهوب 
 وكان قد تم ترقيم البيوت حسب موقعها، من الرقم (1) وإلى الرقم (120)، أما بيتنا فكان يحمل يومذاك الرقم (77)، ولا زلتُ لحد اليوم أختار هذا الرقم في كل مناسبة أو أمر يستدعي مني إختيار رقم ما، فهو رقم السعد والحظ والتفاؤل والمسرة والسعادة بالنسبة لي، رغم كوني لستُ من ضمن الناس الذين يتشائمون ويتفائلون
 Superstitious

تشاء الصدف أن يسكن البيوت ال  12 لمحلتنا، المُسلم -السني والشيعي- والمسيحي والصابئي، العربي والكردي والكلداني والتركماني، وسياسياً.. الشيوعي والبعثي والقومي والمُحايد.. وفيما بعد ظهر من يدعي الإنتساب لما يُسمى بحركة ألأخوان المسلمين!!. كل هذا التنوع العشوائي كان محض صدفة غير مقصودة وفريدة جداً مقارنةً مع بقية المحلات الأخرى لمدينة المأمون الأولى، ولهذا كُنا نطلق على محلتنا تسمية (العراق الصغير)!!، طبعاً عراق أيام زمان، عراق الخير
من الجهة الثانية لشارع مدينتنا كانت تقع مدينة المنصور الشهيرة والكبيرة المساحة، وعلى أرضها كان يُقابل بيتنا وعلى بعد مسافة ميل أو أكثر نادي سباق الخيل الشهير (الرايسز)، والذي سُمِيَ فيما بعد بنادي الصيد العراقي!. كذلك كان يُقابل محلتنا من جهة المنصور أيضاً (شارع الأميرات) الشهير الذي كانت تُظلله عشرات من أشجار الكاليبتوس والأثل العملاقة، وكُنا نُسميه (شارع العشاق) أو (شارع الضباب) حيث كان هناك دائماً عُشاق يقطعونه للنزهة اليومية وفي أغلب الأوقات وبدون حرج

كانت يفصل مدينة المامون عن مدينة المنصور تُرعة او ساقية للماء بعرض أربعة أو خمسة أمتار (ترعة الملك فيصل) والتي اُقيمت في زمنٍ مضى على مرتفع أو سدة تُرابية أعلى من مستوى أرضية شارع مدينتنا، وكان يصل إرتفاعها إلى متر أو مترين عن مستوى سطح الأرض المحيطة بها، وكانت تلك الساقية تبدأ مشوارها من ضِفاف نهر دجلة في بساتين مدينة الحارثية حيثُ كانت تستقي مياهها، وتنتهي حيث تصب مياهها في مزارع  وبساتين منطقة (أبو غريب) على مبعدة عشرات أميال من مدينة المأمون
كانت تقع على جانِبَي تلك الساقية أشجار التوت ( التُكي )، أشجار ضخمة كبيرة وارفة الظِلال تُكثر بين أغصانها أعشاش الطيور المتنوعة وخاصةً عصافير الدوري، كذلك كانت على جوانب الساقية أشجار ( السيسبان ) الجميلة ونوعٌ آخر من الأشجار التي لم أعد أذكر أسمها اليوم
بدأت صداقتنا الطفولية مع الساقية وأشجارها وطيورها وضفادعها منذُ اليوم الأول لإمتلاكِنا تلك الدور الجديدة التي صبغت حياتنا وأيامنا بألوان قوس قزح وجعلتنا نتنفس سعادة وحياة جديدة المذاق لم نكن نعرف طعمها قبل تأريخنا مع مدينة المأمون الأولى. وبمرور الأيام أصبحت أشجار ( التُكي-التوت ) العملاقة بمقام أُمهاتنا، والساقية الصغيرة التي طالما صخبنا ومرحنا وسبحنا في مائها أضحت مرتع طفولتنا وصِبانا ومُراهقتنا، بالضبط كجبل (التوباد) الذي تتكلم عنه القصيدة العربية لأحمد شوقي، والتي لحنها وغناها الراحل الكبير المطرب محمد عبد الوهاب 
جبل التوبادِ حياكَ الحيا 
وسقى الله صِبانا ورعا 
فيكَ ناغينا الهوى في مهدِهِ
ورضعناهُ فكنتَ المُرضِعا 

كانت قد تولدت بيننا وبين تلك الساقية وأشجارها علاقة أكبر من الحب، كانت نوعاً متيناً جداً من الإحتياج والراحة النفسية التي لم تكن تستطيع توفيرها حتى اُمهاتنا!!، حيث كُنا نلجأ للساقية وأشجارها كلما كانت تتلبس طفولتنا الأزمات االنفسية التي يُعاني منها أي طفل في المجتمع الشرقي، لهذا كُنا نقوم بالإعتناء اللازم بهذه الأشجار الكبيرة، من ( تزبير ) لأغصانها وفروعها إلى قطع الأجزاء الميتة منها، إلى تنظيف قاع الساقية من مخلفات الطمى والشوائب الأخرى الكثيرة وذلك في الأيام التي لا يتم فيها ضخ الماء عبر تلك الساقية لأسباب لم نسأل عنها ولا تهمنا تفاصيلها ما دام الماء سيتدفق عِبرها في اليوم التالي
كان أغلب سُكان مدينة المأمون يمدون خراطيم المياه المطاطية السوداء ( الصوندات ) من الساقية وإلى بيوتهم لتزويد حدائقهم بالماء ( الخابط ) والذي هو أصلح بكثير لأشجار ومزروعات حدائقهم من الماء الصافي، إضافة إلى أنه كان يوفر لهم -شهرياً- بضعة دنانير تحتاجها العائلة
في العصاري الحارة اللاهفة كُنا نرش بالماء ما حول تلك الساقية من أرض،  والتي كُنا قد عملنا منها مُدرجات مُنظمة زرعناها بالحشائش (الثَيَل) وسميناها ( كهوة الطرف ) أو ( كهوة العزاوي ) تيمناً بالأغنية البغدادية التُراثية اللذيذة (يا كهوتك عزاوي… بيهة لمدلل زعلان). وكان بعض كِبار السن من أهالينا يجلبون من بيوتهم كُراسيهم المفضلة أو ( البارية ) أو ( الحصير ) أو ( الجودَلِية ) أو حتى ( التختة ) ليفترشوا بعضها قرب الماء الذي ينساب برقتهِ المعهودة على مقربة منهم، كانوا يتسامرون ويُناقشون أمور الحياة والمجتمع والسياسة بينما قشور الحَب والكرزات ( النقل ) تتطاير من أفواههم، والنساء ينقلن من البيوت ( قواري الجاي ) و ( لفات ) الجبن مع الكعك والبقصم وما تبقى من كليجة العيد، بينما الأطفال والصبيان من الجنسين يتلاعبون ويتصايحون بفرح حقيقي وهم يأكلون كل ما تصل له أيديهم من ثمار (التُكي - التوت) اللذيذ بأحمره الحامض وأبيضه الذي كان أشد حلاوةً من العسل، حيث كان يصل حجم بعضه لحجم التمرة العراقية أحياناً، وكان ذلك التوت يتساقط تلقائياً من أشجاره بعد نضوجه، ويجري مع إنسياب ماء الساقية، وحين يمر بِنا نلتقطه بواسطة ما يشبه المصفاة المُشبكة والتي كُنا نُسمرها في نهاية خشبة طويلة لا يفلت منها شيئ 
كان أطفال محلتنا والمحلات الأخرى قد ترعرعوا مع طيور وضفادع وأشجار الساقية، لِذا كانوا يبتنون بيوت خشبية صغيرة بين أغصان تلك الأشجار، مُزاحمين الطيور والعصافير في الفيئ والظِلال والأمان، وكانوا ينصبون أراجيحهم لتتدلى من فروع تلك الأشجار العملاقة، وكان بعض المُراهقين في محلتنا يحفرون بالسكاكين الصغيرة (الجاقوجة) أسماء َحبيباتهم فوق جذوع تلك الأشجار (( قمر وسرور وهند وكوثر ومريم ولمياء وسهى وفاتن وبلقيس ))، وكان الشبان يُنظِمون شعراً تحت أفياء تلك الأشجار، ولطالما شَهَدَت تلك الأفياء مطارداتهم الشعرية الجميلة التي ساعدت بعضنا على أن يكونوا شعراء وكُتاب المستقبل


في بداية الستينات ولا أذكر بالتحديد في أي سنة، سمِعَ أهالي مدينة المأمون إشاعة ثقيلة الدم ومُعَكِرة للمزاج تقول بأن السلطات المسؤولة ستقوم بإلغاء ( تُرعة الملك فيصل ) هذه وقطع أشجارها من جذورها !!!!، ولكن … لم يُصدق الناس ذلك الخبر المزعج حد الكابوس، فالحِكمة والعقل والمنطق يقولون دائماً ( إزرع ولا تقطع )!!، ثم .. هل هناك أي أبله في طول العراق وعرضه يقوم بإلغاء ساقية ماء تمد أراضي الدولة والناس بأطنان وأطنان الماء كل يوم ولمسافات بعيدة لتروي أراضي وبساتين زراعية تمد المواطنين بكل ما هو خير من مزروعات وثمار وخيرات !!!؟.. وكيف نُصدق بأن أي مسؤول مهما بلغت درجة غبائه وحماقته سيقوم بتدمير أشجار رائعة ربما يصل عمر بعضها لعشرات السنين!!؟. ولا بد أن كل ذلك إشاعة لئيمة مُغرضة للنيل من سعادة مواطنين أبرياء من أمثالِنا
لكِننا فوجِئنا بعد عدة أسابيع بإنقطاع الماء عن ساقيتنا الحبيبة لمدة عشرة أيام أو أسبوعين لم نحصل خلالها حتى على خبر واحد عن ما يحدث في الخفاء من أمور يُفترض بنا أن نعرفها على أقل تقدير
ثم جاء اليوم الأسود الذي أصبح فيما بعد كابوساً لا زال -ولحد اليوم- يُخدشُ مشاعر وذكريات الكثير من المواطنين وأنا منهم!. وبدون سابق إنذار تقدمت عدة ( بلدوزرات ) ومكائن أخرى لم نكن نعرف لها إسماً، لتسوية تُراب  ومُرتفع الساقية وجعله بمستوى أرضية الشارع !!، وكان يُصاحب هذه المكائن العملاقة عشرات العمال الإختصاصيين الذين راحوا يقطعون أشجارنا الحبيبة من جذورها وكأنهم يقطعون أعناق أُمهاتنا وأخواتنا وحبيباتنا
خرج سُكان مدينة المأمون عن بُكرة أبيهم والعجب والدهشة تعقد السنتهم وهم غير مُصدقين ما تراه أعينهم من قسوة وبشاعة ولا تحضر وغباء !، وخلال دقائق بدأوا يَعون المشهد أمامهم، وبدأت عدة أصوات مُتذمرة ولعَنات وشتائم ثقيلة ترتفع من هنا وهناك، ومن بين الجموع قذف أحد الصبية بحصاة من (مصيادته) اليدوية لتُصيب سائق (البلدوزر) البريء الذي صرخ بألم والدم يتدفق من جبهته!، تلا ذلك تدافع وإشتباكات صغيرة بالأيدي بين رجال مدينتنا وبعض العمال، وعبثاً حاول ( الفورمن ) المسؤول تهدأة الناس وإقناعهم بأنه وشغيلته إنما يؤدون واجبهم فقط، وأنهم غير مسؤولين عما يحدث من إنتهاكات بالنسبة لسكان مدينة المأمون عن طريق إلغاء الساقية والأشجار!!، ولكن .. الناس كانت على قدر كبير من الهياج والإحتجاج مما دعى ( الفورمن ) لإعطاء أوامره لشغيلته للتوقف عن العمل -بعد إتصالهِ بالمهندس المسؤول- ولو بصورة وقتية وتلافياً لما هو أعظم وأخطر من مشاكل مُحتملة بين الناس والشغيلة
بعدها … وخِلال أقل من ساعة إمتلأ المكان برجال الشرطة والأمن وجميعهم يحملون ( الدونكيات ) السوداء مع أسحلة أخرى خفيفة!!!، كان يترأسهم ضابط شرطة طويل القامة، ضخم الجسد، مترهل، كبير العجيزة !!، ذا وجه عبوس متجهم يُنبيء بالشر، كث الشاربين، ويحمل فوق جبهته آثار جرح كبير قديم، بإختصار ... كانت هيئتهِ وكأنها تصرخ بِنا: ( أنا إبن جَلا وطلاع الثنايا … )؟
راحَ ذلك الضابط يُكلم الناس بلهجة هادئة لكنها آمرة ومتعجرفة تشوبها لمحة إستهانة، بينما (الدونكي) يتأرجح بتعمد مع حركة يده وأصابعهِ المُشهَرَة أمام وجوه الناس بكل تحدي وسفاهة
ـ هذا قرار حكومي، الساجية هذي لازم تنشال والأشجار لازم تنكطع، واللي ما يعجبوا خلوا يطك راسوا بالحايط 
كل شيئ فيهِ كان يقول لنا من هو، وماذا يحمل لنا من شر، سحنته .. رعونته .. ولكنته
تسائل رجل مُسن من بين الجموع :
ـ  بس إبني … شلون يصير ساجية (ساقية) خير وبركة تِسكي (تسقي) البساتين والمزارع إتشيلوهة هيَ وأشجارها إبجرة قلم وبقرار مستعجل وما مدروس !؟، يعني حتى الله ما يقبل إبهل تدمير للخير!!، هي الحكومة جاي إتعمر لو إتخَرُب!!. 
أجابه الضابط بكل عنجهية وتعالي ونبرة صوته تزداد حدةً وخشونةً وسخريةً:
ـ  عَجَل يبين حضرة جنابك يريد يتدخل إبشغل الحكومة هل مرة !!؟، يعني تالي زمان .. شعيط ومعيط وشداد الخيط صارولي أوادم وكامَوا يتفلسفون إبراسي!!؟
زأر شاب مربوع القامة كان يقف في الصفوف الخلفية :
ـ إعرف أوادمك لك، ولك شعيط ومعيط وشداد الخيط يشرفوك ويشرفون عشيرتك وحكومتك يا مطي.
صرخ الضابط وقد فقد هدوءه وأعصابه وبدت للعيان مخالبه وأنيابه وكراهيته :
ـ إنجب يا خائن يا متآمر يا عميل، والعظيم لا أنعل أسلاف أسلافكم ولسابع ظهر 
كانت ( أُم باسم )  -وهي إمرأة صائبية معروفة بحكمتِها وقوة شكيمتِها وحبها للشعر الشعبي والأهازيج- تقف تماماً قُدامَ الضابط، فلم يكن منها إلا أن صرخت في وجهه وهي تهزج: ((هلهولة للطايح حظة .. هلهولة للطايح حظة .. هلهولة للطايح حظة)) !!، وبلمح البصر شاركها كل من كان في داخل المشهد من ناس، وعَلَت أصواتهم في شبه هدير صاخب مصحوباً باللعنات والسباب الشعبي المُقذع، وراحت الحجارة تنهال من هنا وهناك فوق رأس الضابط ومن كان قريباً منه من رجال الشرطة!!، تحرك الضابط بسرعة إلى الخلف وهو يأمر شرطته بالهجوم على الناس الذين فروا بسرعة خاطفة ليدخلوا بيوتهم ويغلقوا الأبواب خلفهم، وكان غالبيتهم يتضاحك ويسخر من الضابط وشرطته بعد أن نالوا منهم ما إستطاعوا نيله كأضعف الإيمان!!!؟

إستمرت عملية هدم وتدمير وإزالة الساقية وقطع أشجارها عدة أيام، وليس بإمكاني اليوم التعبير عن المشاعر والأحاسيس السلبية المريرة التي صاحبت سُكان مدينة المأمون خِلال تلك الأيام التي فقدنا فيها أشياء حبيبة كانت تعني بالنسبة لنا أكثر مما كان يعنيه فقدان أحد أفراد العائلة. وفي اليوم الأخير وقفنا بصمت وخشوع وقلوب مكسورة متداعية لمرة أخرى وأخيرة ونحنُ نشاهد آخر ( البلدوزرات ) وهي تختفي في الأفق الغربي لتواصل عملها في تدمير تلك الترعة إلى نهاية الخط في أبو غريب، ولِتُريحنا من صوتها العدائي اللجوج ومعناها الرمزي الذي لا زال لحد اليوم يعني لي الدمار والفوضى كلما رأيتُ أحدى تلك البلدوزرات التي تم صُنعها أساساً للتعمير وليس للتدمير !!، ولكن .. في شرقنا المسكين دائماً يتم إستعمال الحضارة لأغراض من تُخلق لإجلها
كانت مدينة المأمون في ذلك اليوم الصيفي الكئيب تبدو كئيبة، حزينة، واهنة، شاحبة، مُترَبة، لا حول لها ولا قوة، كشمشون الجبار بعد أن فقد شعره، أو كأشجار الخريف بعد تساقط أوراقها

عِدة نسوة كُنَ قد إجتمعنَ -كعادتهن- لشرب الشاي مع والدتي في حديقة دارنا عصر ذلك اليوم الكئيب، وكانت ( أُم باسم ) تجلسُ بينهنَ مُكفهرة الوجه، قلقة الملامح، مشوشة النظرات، كانت تُحدق في الأفق البعيد وكأنها تقرا في كِتابٍ سِحريٍ مجهول، وحين ألَحوا عليها بالسؤال والإستفسار هَمَسَت بصوت مبحوح وكأنها تنقل مشهداً من عالم الأموات السفلي السومري: جايات غيمات السود … جايات اللي ما منهن بِد !!؟

في تلك الليلة، والناس يُصارعون النوم في أسِرَتِهِم فوق السطوح البغدادية، كان الصمتُ المُطبق حول مدينة المأمون أثقل من كل أحزاننا وخوفنا وقلقنا من المستقبل المجهول!!، إذ لم يعد ليل المدينة يصخب بنقيق مئات الضفادع البريئة المُسالمة التي هَجَروها من أوطانها في الساقية!!، شيئ ما تغير في شكل وأجواء المدينة!!، كذلك في نفوس الناس بعد أن أُزيلت الساقية وأشجارها وطيورها وضفادعها، كُلنا كان يشعر في داخله بأن زمن السلام والطمأنينة والإستقرار والشاعرية قد إنتهى وولى إلى غير رجعة، وبمرور الأيام والأشهر والسنين بدأنا نشعر بزحف الجراد واليباب والتتار، بدأنا نعادي بعضنا البعض، ولا نأتمن أحداً من سكان المحلة والمدينة والوطن بأجمعه، وبدأت قائمة مفقوداتنا وخسائرنا وأحزاننا تكبر وتكبر وتكبر، وكان الإعصار والطوفان يكبران معها كل يوم وشهر وسنة، حتى غطى جميع تفاصيل حياتنا بشكل مُقرفٍ مأسويٍ وحزين 
كل العراقيين يعرفون ما جرى في ال 50 سنة الأخيرة لوطننا العراقي وناسه قاطبةً،  واليوم أُضيف حقيقة أخرى صغيرة لما يعرفه الجميع من الحقائق التي دَوَنَها الناس بدمائهم على هامش دفتر الوطن الكبير، وهي أن محلتنا (الوردية اللون) في مدينة المأمون والتي كانت تتكون من 12 داراً، فَقَدَت أكثر من عشرة من شُبانها ورجالها في أتون الحروب والإغتيالات والموت المُدَبَر، وبطرق مُختلفة قد تفوق في وحشيتها وخساستها ولؤمها ما تعرضه أفلام هاليوود!!، وتشرد خارج الوطن ربما نصف أعداد العوائل التي كانت تسكنها قبل ثورة تموز. وهذا كثيرٌ جداً لمن يعي حجم المصيبة
لقد صَدَقَت تنبؤات الراحلة (أُم باسم): (( جايات غيمات السود …. جايات اللي ما مِنهِن بِد ))!؟ 

في الوطن العراقي لم يقتصر التدمير على البُنى التحتية للمكان والإنسان فقط، بل تعداه إلى الحيوان المسكين والنبات وحتى الآثار والحجر والنهر والهواء والأوكسجين!، لهذا رحلت أغلب الطيور الجميلة من أوكارها!، والضفادع من مائها، والإنسان من جذور أرضه التي يتم فيها نبش عظام أجداده الراقدة هناك منذ نيف وسبعة آلاف سنة، وربما أعمق بكثير

في الكثير من ليالي الأرق التي تُلازمني بقدرية عجيبة ربما بسبب الجروح العميقة النازفة أبداً في ذاكرتي، أستحضر الماضي السعيد في بداية أيام سَكَنِنا في مدينة المأمون الأولى، وأغفو في النهاية الليل على أصوات زقزقات الطيور في أعشاشها بين أغصان أشجار الساقية، وعلى نقيق مئات الضفادع التي أستمتع من خِلالها بأعذب موسيقى لأروع سمفونية حضارية، وأبتسم لأشباح ذكريات الأطفال الذين يتلاعبون ويتصارخون ببراءة عفوية، غير عالمين بما كان يُخبئهُ لهم القدر القادمُ من بعيد 
كُلنا فقدنا أشياء عزيزة وثمينة وغالية ومهمة خلال ال 60 سنة الماضية، ولكن ... كَم مِنا حقاً يعرف ويُدرك بإننا خسرنا وطناً لن يعود لأيدينا أبداً !!!؟.

المجد للإنسان 
الحكيم البابلي - طلعت ميشو 
أكتوبر -- 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز طلعت المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 9 / 26 - 20:53 )
تحية و محبة و سلام
اخذتنا بهدوء لمرابع صباك و ساقيتها التي قُتِلَتْ قبل شباب المحلة الوردية
اصيبت الاشجار و الشجيرات قبل الشباب و الشابات
تنقلت بنا بهدوء لتصعقنا بحزمة حزن حارقة في نهاية تلك السفرة العميقة
خففت عنا -المجد للانسان-
شكرا اخي طلعت


2 - كلنا في الهم شرق
أنيس عموري ( 2014 / 9 / 26 - 21:16 )
شكرا لإشراكنا في هذه الرحلة في ذاكرتك. هي تحفة فعلا. للأسف لست الوحيد الذي عانى ولا يزال من نتائج الفكر القومي ثم الإسلامي الذي زحف على بلداننا مثل زحف الجراد فلم يبقِ ولم يذر. واضطرنا إلى النزوح عن أوطاننا دون أن نتمكن من نسيانها مهما طال الزمن.
تحياتي


3 - احلى واجمل ما قرأت
طلال الربيعي ( 2014 / 9 / 26 - 22:06 )
عزيزي الحكيم البابلي
مقالك من احلى واجمل ما قرأت.
اطمح للمزيد وارجوه.
وافر مودتي


4 - وأستاذ طلعت
عدلي جندي ( 2014 / 9 / 26 - 23:23 )
تحية لك
تم تدمير الساجية(اعتقد الساقية بالمصري) هل انشأ بديلا عنها مباني؟حديقة او حدائق ؟
مجمع تجاري؟مدينة ملاهي؟
مكتبة عامة؟
هل تم التدمير فقط لمجرد هدم الروابط ما بين مجتمعها الفيسفائي؟
في الغرب من الممكن ان يغيروا من وضع غابة صغيرة مثلا ويشيدوا بديلا عنها مشروع تجاري مع تطعيم المكان بهندسة معمارية وتخطيط عمراني حديث مع الاحتفاظ بالحد الأدني لمساحة خضراء حتي لو أنشأوا غابات رأسية
موضوعك رغم انه من الواقع الا انه يمثل فعلا مأساة عالمنا
الفكر الواحد
الاله الوحيد
الزعيم الأوحد
النبي المعصوم
وبالآخر العقل الجمعي المتوحد مع كل الإحترام للمختلف اذا لم يري في اختلاف الفكر والمعتقد عداء
تحية المحبة والاحترام اخي الحكيم


5 - ذكريات
ندى لوسيا ( 2014 / 9 / 26 - 23:39 )
كان املي دائما ان ازور بلدتي تلكيف والان وبعد ان اغتصبتها داعش لم اعد املك غير الذكريات
..ذكرياتي توشحت بالالم العميق , لم تعد سعيدة
شكرا


6 - سجل تاريخي انت ياحكيم
محمد أبو هزاع هواش ( 2014 / 9 / 26 - 23:56 )
تحية ياحكيم: مقالتك رائعة وتوثق تاريخكم في حارتكم. عشت مثلك في حارة فيها العلوي والسني والمسيحي والدرزي والاسماعيلي وو وحتى هذا اليوم نحس بعضنا اخوة. احس الان ان كل حارة ستبنى في بلادنا في الايام المقبلة ستكون حسب الطائفة (هذا اذا بقيت الاقليات) بلادنا انحدرت نحو الاسفل والجميل المفيد فيها (كالساقية في مقالتك) طمروه وردموه ولم يراعوا حرمته ومكانته لدينا....تحياتي لك يامبدع


7 - بعض العوائل خسرت كل شيئ تقريباً
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 27 - 02:48 )
الزميل الكاتب عبد الرضا حمد جاسم المحترم
تحية عطرة وسلام
شكر وتقدير لمروركم وتعليقكم وتثمينكم لمقالي الناقل لجزء صغير من أحزان أبناء وطني الامغلوبين على أمرهم، والذين أصابهم الكثير من حجم الدمار والخراب الذي نال ممتلكاتهم وبساتينهم ونخيلهم وبيوتهم وأهوارهم وحيواناتهم وسعادتهم ومرابع صباهم وحياة أعز الناس لديهم

ربما فاتني ان أذكر في مقالي أن من ضمن الشباب الذين خطفهم للموت من أبناء حارتنا الصغيرة ذات ال 12 داراً، كانوا إخوتي الوحيدين نبيل وفيصل ميشو، الذين قُتلوا في معارك ( تام آند جيري ) العراقية الإيرانية !!، وأعتقدك تُدرك حجم المصيبة الفادحة التي تلقتها عائلتي يومذاك بعد أن خسرت الأبناء والبيت والأرض والوطن وجزء كبير من سعادة من تبقى من العائلة !!؟
تحيات من أرض الغربة
طلعت ميشو


8 - الضرورات أحياناً تُبيح المحظورات
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 27 - 03:10 )
زميلي الكاتب عدلي الجندي المحترم
تحيات وتشكرات على التعليق الذي يُثير تساؤلاً ذكياً
صدقني .. أثناء كِتابتي للمقال كنتُ أفكر على نفس طريقتك: هل كان هناك يومها سببٌ معقول ومنطقي يُبرر إلغاء الترعة التي كانت تكاليف حفرها قد كلفت الدولة أموالاً طائلة!؟
يوم كنتُ في العراق لم نسمع أو نقرأ الأسباب الحقيقية لتدمير تلك الترعة، ولكوني لم أكن أحمل ثقافة وعقلية اليوم، لِذا كنتُ أحد المُقصرين في معرفة الأسباب الحقيقية!، ولكن .. وكما نعرف جميعاً ففي دول تحكمها الفوضى والمصالح والمحسوبيات يُمكن تدمير أي شيئ من أجل منافع شخصية صغيرة تافهة ليست ذات قيمة للوطن والناس أحياناً
مثلاً: ربما كانت الترعة حجر عثرة لمشروع أحد الإقطاعيين أو المُتنفذين!!، أو ربما لأن أحد التجار أو الفجار أراد شراء مساحات هائلة من الأرض وبسعر بخس، فقام برشوة أو توسيط أحد الوزراء أو المتنفذين المسؤولين لإلغاء الترعة!!، وهنا سيكون مالك تلك الأراضي في حيص بيص بعد أن تكون أراضيه الزراعية ليست ذات قيمة بعد قطع ماء الترعة عنها .... أو غيرها وغيرها، ففي ولاية بطيخ كل شيئ جائز لتحضير مشهد وسيناريو الراكب والمركوب
تحيات بابلية


9 - صراصر وفئران داعش في سهل نينوى
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 27 - 03:27 )
سيدتي العزيزة الصديقة ندى لوسيا
شكر من الأعماق على تعليقك الحزين ومؤازرتك الجميلة

أواسيك كما أواسي نفسي وآلاف مؤلفة من أبناء شعبنا -الضحية- من مسيحيي العراق المنكوبين في سهل نينوى وعلى إمتداد الشطين شمالاً وجنوباً، هؤلاء المسالمين الطيبين الذين إحتلت داعش الفاحش قراهم ومدنهم الجميلة الآمنة الخضراء وحولتها إلى مزابل تعيث فيها الجردان والصراصر والغربان السود من كل نوعٍ ومن كل فجٍ عميق

أتمنى مُخلصاً أن تزول هذه الغمة، وعساها تكون غمامة صيفٍ عابرة بعون العقل والمخلصين الغيارى من العراقيين الأصلاء وليس من عراقيي الجنسية
وعسى أن أسمع منكِ قريباً بأنك قمتِ بزيارة قريتك الجميلة (تلكيف) والتي كان إسمها على الدوام (أُم القرى) ... وستبقى
تحيات طيبة لعراقية أصيلة
الحكيم البابلي - طلعت ميشو


10 - ولا يفل الحديد إلا الحديد
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 27 - 03:50 )
صديقي الشامي العزيز محمد أبو هزاع هواش المحترم
تحيات وسلام لكل أخوتنا الطيبين في الشام، والذين مثلنا يواجهون سيوف العبث والجهل والخرافة الدينية السقيمة منذ سنوات، شكراً للعواهر في داعش

الأقليات الدينية والقومية التي تتحدث عنها إلى زوال في بلداننا أخي الكريم، ورغماً عنا. ودعنا نواجه الحقيقة بكل عُريها ( صلوخ ) أخي محمد ... نصوص الإسلام صريحة وواضحة ولا تقبل التأويل أو التحريف أو التفسير بغير ما تعني!، وحتى لو فهمنا أنها مُرسلة من لدن الرب كما يعتقد بعض السُذج .. رغم أنها ليست كذلك، فهي ثابتة وجافة كالكونكريت ولا تحوي على أي قدر من المطاطية ولو على حساب المجاملة !!!، ولن تتوقف عن عنفها وإرهابها وحماقاتها إلا بعد أن تُشهَر في وجهها قوة غاشمة أكبر منها وأعتى وأشرس وأكثر شراً بحيث تُجبرها على التراجع وربما الإنزواء في ظلام التأريخ القادم، أو التراجع قسراً ( وهي صاغرة ) لصالح وفائدة الحضارة الإنسانية والسلام والعيش المُشترك الذي أضحى حُلماً بوجود تلك النصوص الإرهابية

أشكر تواصلك الأخوي معي، وعسى أن اقرأ لك في القريب العاجل
كل الود
الحكيم البابلي - طلعت ميشو


11 - عزيزي طلعت
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 9 / 27 - 07:58 )
اكرر التحية ايها الكريم و اقول
الذكر الطيب و الرحمة لكل من رحل مقهوراً مظلوماً بريئاً في كل مكان و زمان
شكرا لكم اخي
ارسلت لك رسالة على خدمة راسل الكاتب اتمنى انك استلمتها


12 - مرحبا بعودتك
سيمون خوري ( 2014 / 9 / 27 - 11:50 )
اخي الحكيم البابلي المحترم مرحبا بعودتك سررت جدا لهذه العودة الطيبة اتمنى ان تكون والعائلة بخير وان يستمر عطاءك في موقع الحوار المتمدن . مرحبا بك ولنا عودة اخرى للحوار.


13 - تحية للحكيم البابلي
ديار ( 2014 / 9 / 27 - 19:28 )
بحضورك تزدهر الصفحة وبمشاركة بقية السادة والذوات ..بعد ان قرأنا سردك الجميل ارجو ان تكتب ماختزنته ذاكرتكم عن صباح ويوم 14 تموز 1958 الدامي ولان داركم كانت على طربق الحدث الجسيم وهو الطريق المؤدي الى قصر الرحاب ..اكيدشادت مناظر عجيبة وغريبة ومنها مؤلمة ..تقبل اعطر تحياتي ..مع احترامي ودمت بكل خير .


14 - تهجير الناس من أرض أجدادهم جريمة بشعة جداً
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 27 - 20:43 )
السيد أنيس عموري المحترم
تحية وسلام وشكراً على تعليقك الجميل وأهلاً وسهلاً بكَ في الحديقة البابلية
كل كلامك واقعي وصحيح، حيث ملايين العراقيين عانوا ولا زالوا يُعانون وسيُعانون في المستقبل إلى أن يرحلوا عن هذه الحياة، وكل ذلك بسبب الفكر القومي والإسلامي الذي تتحدث عنه في تعليقك
في الماضي كنتُ شخصياً ضد فكرة نزوح ومغادرة أبناء بقية القوميات والأديان لأرض أجدادهم في العراق، لكنني اليوم مُقتنع تماماً بأن الرحيل هو الحل والخيار الوحيد وربما الأخير لتلك الأقوام المُسالمة والتي ستختار حتماً الإستقرار النهائي في البلدان الأمينة التي تؤمن بالآخر المُختلف وبالعيش المُشترك وإحترام حريات الناس

مسيحيي العراق وصابئته وآيزيدييه وغيرهم من الأقوام المسالمة يستحقون أية فرصة حياتية يسودها الخير والأمان، لأنهم فعالين ومُنتجين ويصنعون حولهم دائماً أجواء حياتية تستحق الإحترام
وكما يقول أحد العظماء : حيث تكون هناك حرية، فهناك وطن
أُكرر شكري وتحياتي وأطلب منك التواصل معنا دائماً
الحكيم البابلي طلعت ميشو


15 - ديمومة الكاتب هي من بعض ديمومة القراء
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 27 - 20:56 )
صديقي وزميلي الكاتب طلال الربيعي المحترم
هَلة ومية هَلة ... هَلة وألف مرحبة
وشكراً على كل مؤازراتك السابقة والحالية واللاحقة التي نطمع بها ونتمناها، وعلى الرحب والسعة في حديقتنا البابلية مع إستكانات الجاي المُهيل والقهوة التركية الزكية الرائحة والطعم ... هَلة
أعدك بأنني سأكتب وأكتب ما دام هناك من يُقدر ويُثمن ويفهم معاناة صاحب القلم، وكما قلتُ مراراً: وجود الكاتب هو من وجود القاريء
تحيات أخوية عطرة
الحكيم البابلي طلعت ميشو


16 - طوبى للأبرياء المقهورين لأنهم زيت الحياة ونورها
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 27 - 21:19 )
صديقي الكريم الكاتب عبد الرضا حمد جاسم
شكراً لتعليقك الجميل وترحمك على كل من رحل عن هذه الحياة مقهوراً مظلوماً بريئاً ، وكما يقول الراحل (طيب الذكر) هادي العلوي البغدادي : سلامٌ على أهل الحق أينما كانوا وأينما وُجدوا

أخوية عبد الرضا ... لم أستلم منكَ أي رسالة على ( خدمة راسل الكاتب )، الرجاء إرسال ما تود إرساله على إيميلي الخاص أدناه
[email protected]

تحيات أخوية عراقية عطرة
الحكيم البابلي طلعت ميشو


17 - فات نهارٌ آخر ... تقول فيروز
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 27 - 21:42 )
صديقي القديم الكاتب الجميل سيمون خوري المحترم
تحية وسلام وأشواق وباقة ورد من حديقتي الصيفية التي تحوي مئات الورود الجميلة. أين أنت يا رجل وكيف هي صحتك وأحوالك!؟

الف شكر لتعليقك وترحيبك بعودتي للكِتابة في موقع (الحوار المتمدن). الحق إفتقدتك وإفتقدتُ صداقة وكِتابات الكثير من زملائنا هنا ومن الجنسين، والذين كانوا لسنوات طويلة عائلتي الثانية
الحق كانت رحلة طويلة لتغيير الأجواء وإراحة المواجع والجروح، وأعتقد أنها كانت رحلة إيجابية علمتني بأن البيت العتيق أكثر راحةً وأماناً من كل البيوت الجديدة رغم ترحيبها بيَ وسعادتها لكوني إخترتها، ولكن يا صاحبي ... هناك فرق كبير بين أن تنام في غرفتك الخاصة في بيت أهلك وبين أن تنام في فندق حتى لو كان من درجة ( الخمسة نجوم ) ههههههههههههه
عائلتي بخير، ومونيك لا زالت تتمنى لك الخير والأمان والصحة والعمر الطويل، أما (بفن وجنجر) فيهدوك سلامهم هَو هَو هَو، والحياة على العموم هي هي لم يتغير فيها الشيئ الكثير إلا حماقات وقباحات وإنتهاكات داعش لكل أهلنا في العراق الحبيب، عدا ذلك فها هو نهارٌ أخر يمضي على رأي المُبدعة فيروز
كل الود
الحكيم البابلي طلعت ميشو


18 - آخرتها ايه وياك؟
كمال يلدو ( 2014 / 9 / 28 - 05:30 )
تحية لك أخي الغالي طلعت، والحقيقة اني احاول ان (اهرب) من كتاباتك، فما فيها لم يعد بلسما لجراحي، بل كماشة تعيد فتح الجروح التي اتوسم نسيان ألمها. .....شكرا لك دائما يا طلعت عن هذه الرحلة الجميلة، والتي تبدو الآن وكأنها من عالم الخيال....لماذا يا وطن؟ امنحنا قليلا من الطمأنينة حتى لو كانت بمقدار اونسة واحدة من اطنان محبتنا لك ....ان حبك يا عراق يتعبني....يتعبني حقا. شكرا لك طلعت، وتحية لرقة وجمالية ذاكرتك ولقلمك الرشيق الحلو. شكرا ....كانت عيوني بحاجة لغسيل، وها ان كتابتك قد أدت المهمة بنجاح!


19 - من هدم عشنا؟
نجيب توما ( 2014 / 9 / 28 - 09:03 )
العزيز الحكيم البابلي
شكرا لعودتك لتدفئنا بكلماتك ومشاعرك الانسانية
لا اعرف كيف بدات وكيف انتهى مقالك الطويل ...واستغربت انه لم يكن مملا..بل لاخر سطر حيوي.. ينطق ويسرد لنا حركة الناس البسيطة وتالفهم..المزج الجميل بين الاشجار والترعة والصخور والتراب والطيور سحرني واكاد اسمع وشوشة العشاق واشم ريحة الشاي وطعم البقصم
وقرصة برد الصباح
شكرا ايها الحكيم


20 - المُعلق أو المُعلقة ديار
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 28 - 16:40 )
أولاً ..... شكراً عل التعليق الجميل
ثانياً..... أهلاً وسهلاً بكم في حديقتنا البابلية ولأول مرة
ثالثاً ..... المعذرة لكوني ام أعرف هل (ديار) هو إسم رجل أم إمرأة ؟ كي يتسنى لي التخاطب معكم من خلال ذلك، لأن إسم ديار هو من ضمن الأسماء العربية الجميلة التي تُصلح لإستعمالها في المُذَكَر والمؤنث
رابعاً .... لا أفهم سبب حذف الرقيب لتعليقي # 18 رغم أنه تعليق مسالم ولا يحتوي على أي مخالفة !!!؟
خامساً ... سأقوم في المستقبل على تلبية رغبة المعلق (ديار) في أن أكتب موضوعاً عن صبيحة يوم 14 تموز ، لأن مدينة المأمون لم تكن على مبعدة من قصر الرحاب حيث تم تصفية العائلة الملكية يومذاك
أهلاً وسهلاً بديار وأرجو دوام التواصل معنا
تحيات طيبة
الحكيم البابلي - طلعت ميشو


21 - حصدنا اليوم ما زرعناه في الأمس
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 28 - 17:16 )
زميلي وصديقي الكاتب كمال يلدو المحترم
شكراً على التعليق والمرور عبر الحديقة البابلية، وعسى أن يسمع شكوانا هذا الوطن المثخن الجراح، والذي لا أعرف ... هل هو بحاجة لمساعدتنا أم نحنُ بحاجة لمساعدته!؟ رغم إعتقادي بأن التساؤل الأول هو الأصح

مئات وآلاف الذكريات القديمة الصغيرة السلبية لحياتنا الماضية في الوطن تمُرُ وتتجمع عبر رأسي أحياناً، لتُكَوِن الصورة القبيحة التي عليها الوطن وغالبية الناس اليوم !!، لهذا أُؤمن عميقاً بأن العنف والفوضى والإرهاب لم يقفزا من المجهول والعدم إلى الشارع والمجتمع والحياة العراقية الحاضرة، بل كل ذلك تم التمهيد له من حيث يدري الناس أو لا يدرون، وبطريقة غير مُباشرة، وعبر كل النصوص الدينية والأحاديث (( العطرة )) والشرائع التي لا تًُصلح إلا للغاب، والتشبه بالسلف (الصالح) !!، وعبادة القوة وإحترام الظالم والتستر على كل إعوجاجات الديانات الأرضية الطحلبية الخرافية المؤدلجة بطريقة خزعبلاتية لا يهضمها إلا الجهلة، ويا لكثرتهم في أوطاننا الشرقية
وكانت النتيجة خراب الوطن والناس والمستقبل، ومن يزرع الريح يحصد الزوابع
تحيات وتمنيات وشكر وسلام
الحكيم البابلي - طلعت ميشو


22 - ورود الوطن لا بد تحوي أشواكاً أيضاً
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 28 - 17:32 )
الأخ المحترم نجيب توما ... تحية وسلام
شكراً على التعليق الجميل وترحيبك بعودتي لموقع الحوار المتمدن، وشكراً لأصالتك التي تظهر من خِلال حروفك ومعانيها

لكل مِنا حكايات سعيدة ممزوجة بحكايات مريرة مؤلمة حين يتعلق الموضوع بالحديث عن الوطن العراقي الذي أصبح هاجس كل الأصلاء والمُخلصين وغير المُتاجرين والمُزايدين عليه من أجل منافعهم الشخصية الوسخة الدنيئة
ولهذا أُحاول احياناً إنتشال أكبر كمية ممكنة من تلك الذكريات لأنقيها وأشذبها وأبحث لها عن إطار لائق بغية تقديمها للناس الطيبين من أمثالكم، كي لا ينسوا الوطن العراقي، ولكن ... ليست كل الحكايا سعيدة وتنتهي بالثبات والنبات والبنين والبنات وعلى طريقة الأفلام المصرية والهندية القديمة
بل أن أغلب الحكايا تحمل الجروح القديمة التي تأبى أن تندمل، لأن من طبيعة البشر أن يتذكر أتراحه أكثر بكثير من تذكره لأفراحه
لهذا اُحاول أن أٌذَكِر الناس بمعاناتنا وجروحنا ومآسينا القديمة من أجل أن نستخدمها كبوصلة في صنع سعدتنا وسعادة أطفالنا الحاضرة والجديدة، ولكن .... ما العمل وهناك من يُخرب كل ما يبنيه الطيبون !؟
كل الود يا صاحبي
الحكيم البابلي - طلعت ميشو


23 - لاستاذ البابلي العزيز المحترم
ديار ( 2014 / 9 / 28 - 18:40 )
اسعدت صباحا وانت في امريكا ولك مني كل التمنيات الطيبة ..عزيزي طلعت اّل ميشو ان اسم ( ديار ) هو كوردي وذكوري وطبعا تعرف اين تكون مدينة ( ديار بكر ) )..وان (اّيار و ديار ) هما شقيقين وانا ايضا مستغرب لحذف التعليق الذي اشرت اليه لانني واثق منكم ومن حلو كلامك ..تحياتي مجددا ودمتم .. !


24 - السيد ديار مع تحياتي
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 28 - 21:28 )
أهلاً وسهلاً صديقي الجديد السيد ديار
نورَت حديقتنا البابلية أخي العزيز
طبعاً أعرف ( ديار بكر ) في تركيا، لأن جدتي لأبي، وكان إسمها (جميلة) كانت من مواليد ديار بكر، واُمها كانت من ماردين، وبعد نزوح عائلتها إلى بغداد تزوجها جدي هرمز ميشو الذي كان كلدانياً ومن أصول وجذور قرية تلكيف في سهل نينوى قرب الموصل الحدباء
الحق أخي العزيز إنني أسمع بإسم ديار لأول مرة في حياتي، ولستُ مُجاملاً لو قلتُ بأنه إسم جميل جداً، ومع هذا فهو إسم عربي وليس كوردي، لأن (ديار) تسمية عربية ، ولكن ... لا بأس من أن تكون هذه تسمية كوردية حسب رأيك، لإننا لو نزعنا عَن أنفسنا قومياتنا وأدياننا وعشائرنا فنحنُ عراقيون وأبناء الرافدين وشركاء في كل شيئ حتى الأسماء، وهو الأهم بالنسبة لي رغم أنه لا يتماشى مع أفكار الكثير من المتطرفين الجامدين النائمين على عماهم
ومثالاً على ما أقول: ألم يوَحِدنا الموت والقمعُ الذي جاء مع جَرَب وطاعون داعش!!؟

محبتي وتحياتي وإلى لقاء قادم على صفحات الحوار المتمدن
الحكيم البابلي


25 - عزيزي الحكيم البابلي
ديار ( 2014 / 9 / 28 - 22:33 )
ان لفظ وكتابة ( ديار ) باللغة العربية تعطي معنى اخر غير المعنى الكردي فمعناه بالكردي ..الظاهر او الشخص المعروف والمعلوم في الجماعة ..وان اسم جدتك لابيك ( جميلة ) تعني بالكردي ( جوان او جوانه ) .. الرحمة لها ..وانا بعيد عن كل اشكال العنصرية والتعنّصر حتى يعلم خاطركم الغالي بذلك ..دمت سالما وننتظر كتاباتك عن مجزرة الرحاب وكذلك عن يوم 8 شباط الاسود حيث بدايته كانت في المأمون عندما اقدم قطعان الحرس القومي على احتلال مركز الشرطة وكذلك الجامع القريب منه .. ..مع شكري للطفكم الجميل ..


26 - لقلمك نكهة تحمل عبق الماضي الجميل
فؤاده العراقيه ( 2014 / 9 / 28 - 22:50 )
الف تحية لك عزيزي البابلي وهنيئا لنا رجوعك وهذه الطلّة الجميلة
لم اعلم برجوعك إلا اليوم حيث تفاجئت به وكذلك انتبهت إلى مقال لك منشور قبل هذا سأعود له لاحقا
استمتعت كثيرا بهذه السيرة لما تحمله من ذكريات الماضي القريب مني كوني من سكنة مدينة اليرموك (يعني جيران) وارجعتني لسنوات كانت جميلة نسبيا فلقلمك سحرا يجعل القارىء يعيش معك فوصفك كان رائع, وطننا يأن بالجراح ورغم هذا لا زال الكثيرين وخصوصا الشباب يسعون لتضميد جراحه , لم تستطيع القوى الظلامية من قطع انفاسه فلا زالت الحياة قائمة عليه رغم كل محاولاتهم منذ سنوات طويلة ومنذ ان ردموا الساقية وقطعوا الأشجار وهجّروا العصافير والطيور وشرّدوا الضفادع لكنه لايزال يصارع ويقاوم
شكرا لأنك امتعتنا ولا تبخل علينا بسرد كل ما لديك والى الملتقى


27 - شكراً لمواقفك زميلتي العزيزة فؤادة العراقية
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 29 - 06:41 )
تحية وشكر لك ولتعليقك يا فؤادة
فرحتُ جداً بتعليقك، فأنتِ من الأصدقاء الذين لم تصدأ معادنهم عند أول تجربة، ولم يبيعوا أصدقائهم بقشرة بطيخ على المحك، ومن هنا تأتي قيمة الإنسان الحقيقية، وكما ذكرتُ في أكثر من سابقة .. المثقف موقف

حتماً سأكتب وأكتب إلى أن أحس بأنني قد فرعتُ تماماً من العطاء، وهذا لن يكون على المدى القريب هههههههههه وكما يقول المثل أو الأغنية البغدادية : ما دام بالنخلة تمر ..... ما جوز من شرب الخمر
تحيات طيبة صديقتي العزيزة

الحكيم البابلي - طلعت ميشو


28 - ما أجمل ذكريات الوطن
ثائر البياتي ( 2014 / 9 / 29 - 19:20 )

أخي طلعت، قرأت مذكراتك الحزينة، بألم وشوق، تألمتُ لأنها تذكرني بالخراب والدمار الذي حـَلَّ في بلدنا، وتـَشوقتُ لأنها تذكرني بمدينة المأمون في أيام صباها، فقد أجدت في وصفك لبرائة الناس في حبهم لمدينتهم، كإجادتك في وصفك لروعة الطيور وعشقهم لظلال الأشجار، وكوصفك لنقيق الضفادع وحبهم لتلك الساقية، فتذكرت أيام صباي في أوائل ستينات القرن الماضي، حيث كنت ازور أقربائي الساكنين في مدينة المأمون، دارهم يبعد بخطوات عن تلك الساقية، التي لضفافها وظلال أشجارها، ذكرى عطرة في مخيلتي وأيام طفولتي، فهي كانت مكان لهونا ولعبنا . فاليد اللئيمة التي جففت ْ مياه تلك الساقية وقطعت ْ غصون أشجارها، وَهـَجـّرتْ طيورها، طالت ْ لتقطع رقاب الناس وتشتت أحلامهم وتسرق الأبتسامة من شفاههم. فهاجر معظمنا بعيدا ً، ولكن بقت تلك الذكريات قريبة من قلوبنا. فها نـَحـْنُ نبحث عن سماع نقيق الضفادع في اجمل سواحل محيطات العالم، ونبحث عن شدو البلابل وهديل الحمام في أرقى الحدائق والمتنزهات. ولكن هيهات ان نسمع تلك الأنغام الجميلة والسمفونيات الرائعة، أو نشم عبق الزهور ورائحة القداح، فلا زهر بقى ولا عطر يفوح، وشكرا للجميع


29 - غداً ... إذا غرد في بستاننا عصفور
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 29 - 22:46 )
صديقي د. ثائر البياتي
جميلٌ تعليقك، وكم كان بودي معرفة إسم عائلة أقاربك الذين سكنوا على مبعدة خطوات من ساقية مدينة المأمون
صدقني، لا زلتُ أذكر أغلب ألقاب عوائل سكنة المأمون 120 داراً، علماً بأنني تغربتُ منذُ 40 عاماً

في بداية هذا الصيف، كنتُ وعائلتي جالسين في حديقة دارنا الخلفية، حين سمعنا ضفدعة تنق!، حاولت إبنتي البحث عنها لطردها من الحديقة!، لكني منعتها وقلتُ لها بأن الضفادع والسلاحف والطيور من أعز أصدقائي، وهم حيواناتي المفضلة دائماً، ثم حكيتُ للجميع قصة صداقتي مع هذه الحيوانات الجميلة المُسالمة، حينئذٍ إبتسمت إبنتي وقالت: هذا يُفسر السبب في إنك تشتري أحياناً التماثيل الصغيرة للضفادع والسلاحف وتُراقب أنواع الطيور التي تتنقل عبر أشجار حديقة دارنا الخلفية؟

يقول شاعرنا البياتي
ْغداً إذا غردَ في بستاننا عصفور
ْوفتحت زنبقة أجفانها للنور
ْوسالت العطور
ْعلى قبور شهداء الوطن المقهور
ْسنلتقي على تخوم العالم المسحور
ْسنعبر الجسور
معاً نغني
ْوإلى بلادنا نطير
ْفي فجر يومٍ أزرق مطير
معاً سنصطاد الفراشات
ْمعاً سنقطف الزهور
ْغداً ... إذا غرد في بستاننا عصفور
ْوإندك هذا السور

تحياتي



30 - to yousif kryko
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 30 - 04:54 )
السيد يوسف المحترم
الف شكر على تعليقك المنشور على فيسبوك موقع الحوار، والذي لم يظهر عندي إلا اليوم !!، وأهلاً وسهلاً بك في حديقتنا البابلية ولاول مرة
صحيح ما تقول سيدي العزيز .. فزمن الفرح والسعادة والبساطة ذهب وولى إلى غير رجعة ، ومن يدري ... لعلنا على أعتاب زمنٍ سنترحم من خِلاله حتى على القائد البعرورة والرئيس العفطي أبو السبح والمحابس، وكما كُنا نقول في طفولتنا حين نسخر من تقدم العراق: العراق في إنتقال .. من النِعال إلى البسطال!!، وشرُ البلية ما يُضحكُ
تحياتي ... الحكيم البابلي


31 - شكراًً لكَ وللأتحاد الديمقراطي العراقي
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 30 - 05:00 )
الصديق العزيز نبيل رومايا المحترم
شكراً على تعليقك ومرورك يا صديقي الطيب
وشُكر خاص كونك قمتُ بنشر مقالي هذا، وبعد يومين من نشره في الحوار المتمدن، على صفحات موقع (الإتحاد الديمقراطي العراقي في مشيكان وكندا)، وهذا محط إعتزازي وإمتناني
بلغ سلامي لكل الأخوة الطيبين في إتحادكم الميمون، وعلى المحبة نلتقي دائماً

الحكيم البابلي - طلعت ميشو


32 - راحوا اليقرون ... وبقوا اليخرون
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 30 - 05:12 )
صديقي الكاتب المُقتدر أمين يونس
شكراً عزيزي على التعليق والتثمين والمرور عبر أزهار ورياحين حديقتنا العطرة
الحق هي شهادة أن يتم تثمين مقالاتي من قبل ليس فقط كاتب رائع، بل عراقي أصيل غيور وشهم من أمثالك ... ولستُ مُغالياً أبدا

صحيح ما تقول ... قد تُصلح هذه المقالة لتكون فصلاً من فصول رواية عراقية وتوثيق دقيق لأحداث أو سيرة ذاتية لحقبة زمنية في حياة العراقيين الذين لم يشاهدوا في حياتهم غير المآسي والنكبات والحروب والمسالخ البشرية من كل نوع
ولكن ... طبع وتسويق كِتاب في فوضى اليوم لم تعد بالعملية السهلة، علماً بأن هناك سؤال كبير يطرح نفسه دائماً: أين هُم قراء اليوم في حالة اللا ثقافة واللا وعي التي أعقبت سقوط وتداعي الإنسان العراقي بعد كل هذه الحروب التي إقتلعته حتى من طيبته الفطرية وجعلته لا يستسيغ غير الترهات وكل ما لا جذر له
كل الود
الحكيم البابلي - طلعت ميشو


33 - بعد أربعين سنة وجدتُ جيراني العراقيين في كندا
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 30 - 05:29 )
السيد خلف ثابت المحترم
الف شكر على تعليقك وتثمينك للمقال عبر فيسبوك الموقع
هي صدفة رائعة أن يكون جنابكم من معارف أو أقرباء المرحومة (أُم باسم) وهي إحدى شخصيات مقالي هذا، وكانت ربة بيت عائلة من الأخوة الصابئة المندائيين الساكنين في واحدة من دور محلتنا الوردية في مدينة المأمون الأولى
متأسف جداً لأنها -حسب قولك في تعليقك- قد رحلت عن دنيانا قبل اسبوع عن عمر يناهز المئة عام !!، لها أطلب الرحمة ولعائلتها أقدم أحر التعازي من جيرانهم طلعت ميشو ( بيت ابو نبيل)، ولا زلتُ أذكر أن لها أولاد وبنات عديدين نسيتُ أسماء أغلبهم إلا (سرور وكوثر) لأنهن كُنَ في أعمار مقاربة لعمري
كذلك أتذكر المرحوم زوجها (ابو باسم) الذي عجز كل شباب ورجال المأمون عن أن يتغلبوا عليه في لعبة الشطرنج التي كانت من ضمن تُراث محلتنا حيث كان أبو باسم دائماً الأول على كل الفائزين، يليه الراحل الشهيد أخي نبيل ميشو ... الخ
أرجو أن تبلغ بقية عائلة أم باسم تحياتي، ويا حبذا لو راسلني أي منهم على عنوان إيميلي في أسفل مقالي أعلاه
تحياتي لك سيد خلف ثابت وتحيات خاصة لكل من هو على قيد الحياة من عائلة بيت أُم باسم الطيبين
طلعت ميشو


34 - حدائق وروايات وأشواق لأصلاء عراقيين
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 30 - 05:42 )
صديقي الثمين د. سمير خمورو المحترم
شكراً يا صاحبي وأحد رفاق الصبا والشباب في عراق الأمس الجميل
وشكراً لمرورك عبر الحديقة البابلية الجميلة، وبالمناسبة ... فقد كانت حديقة والدي الراحل في بغداد واحدة من أجمل وأشهر حدائق مدينة المأمون الأولى، كانت تشتهر بكل أنواع الروز (الجمبد) والرازقي وشبوي ليلي وكل أنواع الورود الموسمية والدائمية، لقد كانت جنة للناظرين. وأحاول اليوم جاهداً أن تكون حديقتي في المهجر بنفس مستوى ومواصفات حديقة والدي في بغداد الأزل .. بين الجد والهزل

شكراً أبو سمرة وبلغ سلامي لزوجتك العزيزة الروائية العراقية الفذة السيدة (إنعام كججي)، وبلغها عن شوقنا لرواية جميلة أخرى بعد روايتها الأخيرة الجميلة الصريحة ( طشاري )، وبلغها كذلك إعتزازنا بعراقيتها وأصالتها التي تتوضح لكل من يقرأ رواياتها الحلوة
تحيات أخوية وأشواق قلبية وعسى أن نلتقي في مشيكان مرة أخرى قبل الرحيل الأخير إلى عالم الفناء وال لا عودة
الحكيم البابلي - طلعت ميشو


35 - مرة اخرى مع أشجان الوطن
بيتر حنا ( 2014 / 10 / 1 - 05:49 )
(بالنسبة للإنسان الذي لم يعد لديه وطن، تصبح الكتابة مكاناً له ليعيش فيه. ( ثيودور أدورنو

صديقي العزيز
- لقد سررت لعودتك الميمونة للموقع - مكانك خالي
كالعادة ، لقد تمتعت بطريقة سردك لأحداث مضى عليها زمن طويل وجعلتنا نشعر بنفس ألمك عن ساقية قد لا تعني لنا اي شي ولكننا تفاعلنا معها كأننا كنا نعيش على ضفافها.

مع تحياتي وتمنياتي القلبية الصادقة
بيتر حنا


36 - مرة اخرى مع أشجان الوطن
بيتر حنا ( 2014 / 10 / 1 - 05:49 )
(بالنسبة للإنسان الذي لم يعد لديه وطن، تصبح الكتابة مكاناً له ليعيش فيه. ( ثيودور أدورنو

صديقي العزيز
- لقد سررت لعودتك الميمونة للموقع - مكانك خالي
كالعادة ، لقد تمتعت بطريقة سردك لأحداث مضى عليها زمن طويل وجعلتنا نشعر بنفس ألمك عن ساقية قد لا تعني لنا اي شي ولكننا تفاعلنا معها كأننا كنا نعيش على ضفافها.

مع تحياتي وتمنياتي القلبية الصادقة
بيتر حنا


37 - حينَ يصبح الحرف وطناً للمهاجر
طلعت ميشو ( 2014 / 10 / 1 - 17:28 )
صديقي العزيز بيتر حنا المحترم
أهلاً وسهلاً بك في الحديقة البابلية، وشكراً على التعليق وتثمينك للمقال أو لذكريات إنسان أصبح الحرف والكلمة بالنسبة له وطناً كما ذَكَرتَ عن لِسان ثيودور أدورنو

الكِتابة فن جميل جداً، وخاصةً تلك التي نستوحيها من الماضي في محاولة لعدم الوقوع في نفس الخطأ حاضراً ومستقبلاً، وعلى حد مفهوم الحكمة التي تقول: المؤمن لا يُلدغ من جحرٍ مرتين !، ولكن .......... بعض المحترمين من أبناء وطننا العراقي يقعون في نفس الخطأ كل يوم، ويُلدغون من نفس الجحر في كل تجربة، بينما نجد حتى الحمار يتعلم طريقه إلى البيت وإلى ساحة العمل منذُ المرة الأولى !!!، لِذا فربما كان من المستحسن أن يُصوت الشعب العراقي للحمير في الإنتخابات القادمة بدل هؤلاء الملدوغين يومياً !!!. ولربكم في خلقهِ شؤون
شكراً لمرورك الجميل
طلعت ميشو - الحكيم البابلي


38 - شكر خاص
طلعت ميشو ( 2014 / 10 / 1 - 17:39 )
إلى كل من السادة والسيدات
نمير ميرم
نورا ميشو
جانيت أدور
محمد الجنابي
سمير الدباغ
شكراً على تثمينكم للمقال عبر إيميلي الخاص، وكم بودي لو حاولتم في المرة القادمة إرسال تعليقاتكم مباشرةً إلى موقع الحوار المتمدن، وأنتم على الراس وفي العين بأي طريقة تعجبكم للإتصال بيَ على أي حال
تحيات وتمنيات قلبية
الحكيم البابلي - طلعت ميشو

اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة