الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزوة الكاظمية

جمال المظفر

2014 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


غزوة داعش في مدينة الكاظمية المقدسة ليلة 19 سبتمبر لم تأت من فراغ وانما محاولة لجس الاستعدادات العسكرية والحس الاستخباري داخل العاصمة بغداد بل وللعتبات المقدسة التي يفترض انها تتمتع بحماية استثنائية لايمكن اختراقها ، ومن خلال هذه الغزوة ادركت داعش ان بامكانها اختراق الدفاعات العراقية بكل سهولة وتشتيت جهد الجيش والحشد الشعبي في اكثر من اتجاه ، مستفيدة من تراجع الدعم الدولي البري ، متيقنة بأن الضربات الجوية لايمكن ان تأتي فعلها دون وجود بري قوي ..
اختراق منطقة الكاظمية يعد الاخطر من الناحية العسكرية ، فالدواعش وصلوا الى ساحة الجوادين وبالضبط قرب ماكان يسمى باستخبارات الشعبه الخامسة والذي تحول فيما بعد الى سجن العدالة الذي يحوي ارهابيين خطرين من داعش وهذه المسافة هي ضمن مدى رمي الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والاخطر من هذا كله ان بامكانهم استهداف العتبة الكاظمية من مسافات ابعد سواء بالهاونات اوصواريخ الكاتيوشا وفي هذه الحالة سيتحقق حلمهم باشعال الفتنة الطائفية من جديد ، فالتركيبة الديموغرافية للمنطقة وماحولها توحي للكثيرين بأن هناك استهدافا من طائفة اخرى ، ويعرف الدواعش جيدا ان العاطفة لايمكن ان تسيطر عليها المرجعيات الدينية ولا صوت العقل والمنطق ، ستثور الجماهير الغاضبة وسيكون رد الفعل اقسى وامر من الفعل نفسه ..
غزوة الكاظمية دقت جرس الانذار وفي عقر دار العراقيين جميعا ، بأن داعش على الابواب ، وان ابواب الطائفية ستطرق عما قريب ولم يستثن بيت من بيوت العراقيين ، تعرف داعش من اين تؤكل الكتف مستفيدة من تجارب ماضية عاشتها البلدان العربية في ظل حروب اهلية كانت الطائفية هي المغذية لها ولذلك فهي تعمل على ادامتها ..
العراق كله الان في خطر من الشمال الى الجنوب بفعل الهجمة الشرسة للارهاب العالمي القادم من خلف الحدود ، ارواح المئات تحصد يوميا سواء من المدنيين الابرياء او العسكريين ، تفجيرات ارهابية طالت التجمعات السكنية والمدارس والاسواق العامة والجوامع والكنائس ، ولم نسمع من القادة الامنيين سوى تبريرات الفشل الذريع واعذار لايمكن ان تمرر الا على السذج ..
ما اوصلنا الى هذا الحال هو عدم كفاءة وصدقية القادة العسكريين والا ماذا نسمي انهزام الدبابة امام سيارة الحمل الصغيرة ( البيك آب ) او الجندي صاحب الارض والعقيدة والمبادئ امام شرذمة قادمة من وراء الحدود لتسلم اراضي شاسعه الى المجرمين والقتلة وقطاع الطرق ..؟ !!
هل وصل الحال بالعراق الى ان يغزوه شلة قادمة من وراء التاريخ ؟!! كيف يمكن ان يقتنع المواطن العراقي ان حياته مؤمنة مصانة والخطر يداهمه في كل لحظة ، ربما من رصاصة كاتم الصوت او في تفجير ارهابي او اختطاف ومساومة الاهالي على فديات بمبالغ عالية لايمكن دفعها ؟!!
الاستهتار السياسي وصل الى مرحلة لايمكن السكوت عليها ، فبماذا نسمى هذا الفراغ الامني لسنوات عدة ، حكومة بلاوزيري دفاع او داخلية وتدار مناصب هاتين الوزارتين المهمتين بالوكالة ، هل خلا العراق من الكفاءات والقيادات العسكرية النزيهة ، لماذا الاستقتال على هاتين الوزارتين .. لماذا المتاجرة بحياة الناس .. ولماذا باتت الرتب تمنح جزافا ، اكتاف تهدلت من ثقل الرتب العسكرية لان الشخصية الفلانية من الحزب الفلاني او من اقارب المسؤول الفلاني ؟!!
العراق بحاجه الى كفاءات عسكرية مهنية لا الى سياسيين فاشلين لايعرفون كيف يديرون تلك الوزارات الحساسة ، لاخبرة لهم في العمل العسكري والاستخباري بل ان جل مايجيدونه هو التصريحات الصحفية او بالاحرى التبريرات والترقيعات لفشلهم ..
غزوة الكاظمية ستتكرر بعدما عرفت داعش ان الارض رخوة ويمكن ان تطأها اقدامهم مرة ثانية وثالثة المهم انهم اوصلوا رسائل مباشرة بأن وجودهم قائم حتى مع شدة الاجراءات الامنية .. تقابلها رسائل الساسة بأنهم لن يتخلوا عن تشبثهم بالوزارات الامنية حتى وان احترق العراق برمته ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر