الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأممية الرابعة تتأرجح بين الحتمية والتلقائية ؟

احمد مصارع

2005 / 8 / 20
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


لم يعد مقبولا تسمية الفيلسوف , في عالم اليوم , على الكثير من المفكرين المعاصرين , نظرا لحدوث تبدلات نوعية غير مسبوقة , من نوع : لغة ضاقت العبارات فيها , في حين اتسع فضاء الرؤية , أو استعمال لغة قديمة شاعرية لوصف فانتازيا علمية , وهو أمر مشاكل شكلانيا (ايزومورفيزم ) مع الفجوات الضاغطة على أنسنة الحياة , مع صعوبة التقاط الاتجاه الصحيح لتوجيه طاقات الشعور , التي تنهدر جزافا , لتتصنم , بل وتقيد نفسها بأصفاد العزلة والانفراد , والمواقف السلبية .
مااصعب الحياة بدون فلاسفة , بل إن كل مراحل الحياة الماضية والحالية , والتي خلت من الفلاسفة انقضت حتما مصاحبة لحياة قليلة المعاني .
أممية معاصرة , ولا استثني الأممية الرابعة في برنامجها الهام والجاد , الذي يحمل الكثير من الهنات , والتي تعود للشمولية البالغة التداخل , والتي لم تراع أبدا ضرورة ضبط الفضاء ألخصائصي المركز ( التبولوجي ) , وذلك باعتماد مبادئ عامة , تكون شرطا لازما , وربما كافيا أيضا , وهو الأمر الذي لايمكن حدوثه بدون وثوقية فلسفية مدعمة بالعلم .
الأممية التي تجتر بشكل غير لائق فلسفيا , مقولات بدايات القرن العشرين , بل ونهايات القرن التاسع عشر , لايمكن لها أن تقنع إنسان القرن الحادي والعشرين , في الألفية الثالثة , والذي بامكانه القول هذا البرنامج , وتلك اللغة غير مقبولة , أو غير معقولة , بالرغم من عدم قدرته على تقديم البديل لها , بحجة , أن الأقدر على صياغة الموقف الصحيح , الموقف الذي يلاقي القبول , من جهة , بل ويحرك المشاعر الإنسانية التي توشك على الانطفاء , في عصر التقانة المعقدة ( سوفستيك ) , فالحتمية التي صاحبت نهايات القرن التاسع عشر , عند ماركس وانجلز ولينين, خف غلوائها مع تلقائية روزا لوكسمبورغ , والثورة الدائمة عند تر وتسكي , وعشرات الأسماء , المبدعة كليا أو جزئيا آنذاك , ففي حين يكون غاندي أقرب بكثير نحو فلسفة العصر من هؤلاء العباقرة فلاسفة عصرهم بجدارة , وصولا الى مانديلا , بل والعبقرية الخالدة برتراند راسل , وغيرهم الكثير , ممن لا يلتفت أحد لأفكارهم الثورية والإنسانية الأصيلة .
لابد من تسجيل اعترافات برنامج الأممية الرابعة في هذا الصدد ( ليست الثورات قابلة للتصدير , كما أنها ليست نتيجة مخطط إمبريالي يسهر على نسج خيوطه مركز أممي من المتآمرين , فالجماهير لا تخضع لأي توجيه كان , فهي تنتفض ضد أنظمة الاستغلال والاستبداد ...) .
ملاحظتي الأولى على برنامج الأممية الرابعة , في غياب الفلسفة العلمية الدقيقة والواضحة , بل واعتمادها ( البوتاخ ) سبيلا لإرضاء شهية الأكل , البوتاخ أكلة أسبانية تستخدم عشرات العناصر في طبخة واحدة , بحيث تتداخل الأوليات مع الثانويات , من الدفاع عن المثلية الجنسية الى البروليتارية حاملة شرف لواء العدالة الاجتماعية , الى الدفاع عن لفيف الأجانب المعقد التراكيب في بلاد إمبريالية أو متقدمة ؟!.
وللمقالة بقية ...
احمد مصارع
الرقه - 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شرطة نيويورك تعتدي على متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عددا م


.. Mohammed Nabil Benabdallah, l invité de medi1.




.. أعضاء في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي من اليمين المتطرف يعلنو


.. محتجون يلطخون واجهة مقر مؤتمر لحزب العمال البريطاني




.. ماركس والشرق والاستشراق - د. زهير توفيق .