الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوية التعبير

أبو الحسن سلام

2014 / 10 / 3
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


هوية التعبير المسرحي العربي
بين الحضور والغياب
د. أبو الحسن سلام
الكلام عن الهوية هو كلام عن الانتماء ؛ والانتماء لا يتحقق بدون خط فكري وطني قومي محدد وواضح تمتد جذوره في معتقدات أمته وإنجازاتها الفكرية الثقافية والحضارية عبر العصور.
والهوية ارتباط بالمكان والتقيد بعبقه مع الرتباط بنقطة
زمنية ما لا تغادره ولا يبتعد هو عنها مهما ترحل في المكان أو تغرب في الزمان . فإذا تغرب لسبب ما شعر بالاغتراب . ومهما جرى من تغير في نهج حياته فإن فومينات القومية هي التى تتحكم في نمو فعله وتصطبغ بها منجزاته في الفكر وفي السلوك . والهوية حالة إذعان متطور عن طيب خاطر مع الزمن ؛ حيث توازن عن وعي ويؤتون بين حتمية التمرد على الموروث
حتى يتحقق التغيير والتجدد مرتبطا بالمركز ( بالهوية)
والهوية لون من ألوان التفرد ؛ فلا هوية بدون تفرد. والمتفرد لا يذوب مع غيره من الأشياء . فإذا وجد أسلوب متفرد للتغيير اللغوي أو الأدبي أو الفني ؛ فإن
فناءه في غيره يعد أمرا مستحيلا . كما آن محاولات طمسه أو تغييبه تعد ضربا من ضروب المستحيل .

وإذا كان الإنتماء يستدل على وجوده عن طريق مظاهر وصور متباينة تصب كلها في المصب الفكري القومي لأمة من الأمم ؛ فلا شك أن اللغة هي أهم مظاهر ذلك ذلك الانتماء ؛ على اعتبار أنها الوسيلة الأساسية للكشف عن الفكر البشري بمعانية وتصوراته وقيمه في أمة من الأمم ، أو باعتبار وظيفة اللغة هي التعبير عن عملية التفكير بما يفضي إلى تطابق مضمون اللغة مع الفكر ذاته .
وتكمن هوية التعبير اللغوي في بقائه على هيئته الأولى التي تصله بتراث أمة المعبر به . غير أن اللغة على نقيض مفرداتها كثيرا ما تغادر هيئتها الأولى مع كل تغيير يطرأ على أسلوب التعبير في الصيغة اللغوية المعنوية وفي الصيغة التعبيرية الأنسب في التعبير عن موقف مشتبك بين ذات الكاتب أوالأديب أوالفنان ومجتمعه أو عصره ؛ حيث يزيح تشابك وعيه الذاتي مع مستجدات عصره الصورة اللغوية غير المتعاصرة مع واقعه المعيش . وهي معاصرة تنبع من صلاحية دورها وقيمتها ومدى تفاعلها مع غيرها في الكشف عن عن جوهر ما انتخب من أجل تجسيده عبر النسق العام للتعبير تحقيقا لنظرته الفلسفية للكون .
ومع أن تباعد هوية الصورة اللغوية ظاهريا عند تباعد مفرداتها عن هيئتها الأولى ؛ غير أن سياق نظم تلك المفردات يصب في هوية التعبير نفسه ؛ لأن هوية التعبير فرع من هوية المعبر كاتبا أو فنانا .

هكذا يتجه هذا المبحث في مسألة الهوية مجتهدا في محاولة إماطة اللثام عن كوامنها اعتمادا على النص المسرحي العربي ؛ مرتكزا على عدد من المحاور هي :
- الافتراق الطبيعي لهوية الصورة اللغوية في مسرح
توفيق الحكيم .
- وضعية الإطار التعبيري اللغوي في مسرح يوسف
إدريس .
- هوية الفعل العربي في مسرح سعد الله ونوس بين
الحضور والتغييب ..
- الهوية المصرية في مسرح نجيب سرور بين لغة
الإذعان ولغة التمرد .
- طواهرية الهوية في مسرح صلاح عبد الصبور .
- الشخصية العربية وهوية القدم الحديدية في مسرح
مهدي بندق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر