الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خُطَط تنظِيم القَاعِدَة والتّأطِير الإمبِريالِي لَهَا

السموأل راجي

2014 / 10 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


يجدُر التّنوِيه أوّلاً أنّهَا سِلسلَة مقالاَت أقُوم بِنَشْرِها لنِقاش ظاهِرَة طَغَت إعلامِيًّا وفي بَعض الرُّقَع طُغيانُها كانَ ولا يزَالُ ميدانِيًّا ؛ ثانِيًا الإعْتِماد في هذِه الورَقَات البَحْثِيّة سيكُون على وثَائِق من رحِم القَاعِدَة ومن مُتَسَرِّبَات أجْهِزَة أمنِيّة وثَالِثًا أنّ الهَدَف هُو إماطَة اللِّثَام عن جرِيمَة كُبْرَى تعَرَّضَت لهَا شُعُوبٌ عربِيَّةٌ سعَت على إمْتِدَاد تارِيخِها للتحرُّر الدِّيمُقراطِيّ الثّورِيّ والوطنِيّ والإنْعِتاق الإجْتِماعِيّ .
بِدايَةً أنشُرُ ما كتَبَهُ سَيْف العَدْل وإسْمُه الحقِيقِيّ مُحمّد صَلاَح الدِّين زِيدَان ، مِصْرِيّ أحد ضُّاط الإحْتِياط الذِين إلتحقُوا مُنذ 1987 بأفغانِسْتَان وصَاحَب بن لادِن والظّواهِِيّ لِحَدّ إحْتِلالِه المرتبَة الثّالِثَة بعْد "الشَّيْخَيْن" كمَا يُسَمِّيهمَا ، أبْدَأ بهذِه الوثِيقَة لأهمّيتِها أوّلاً ولإرتِباطِها آنذَاك بِبُزُوغ نَجْم أبو مُصْعَب أحمَد فاضِل نزَال الخَلايلة الزّرقَاوِي وتارِيخ الوثِيقَة التِي تَضَعُ إستراتِيجِيَّة شامِلَة مُـــبَـوّبَة على مرَاحِل تَــــسْتَهْدِفُ إقامَة الخِلافة وإشْعال نار "الجِهَاد" فِي الوطَن العربِيّ .

يقُول "سَيْف العَدْل" فِي كُرّاسٍ لهُ كتبَهُ سنة 2003 على الأرْجَح ، ويحمِلُ عِنْوَان : "المقاومة الاسلامية ضد الغزو الأمريكي لقندهار والدروس المستفادة" ما يلِي : "
وفي الختام أحب أن أؤكد على عدد من النقاط:

1) تنظيم قاعدة الجهاد - المعروف باسم القاعدة - هو تنظيم الأمة الإسلامية، وهو ينطلق من عقيدتها، ويدافع عن مصالحها، فعناصر القاعدة هم من أبناء الأمة الذين يدينون بالإسلام دينا، كما أن كافة إمكانيات القاعدة المادية وغيرها هي خلاصة مدخرات الأمة التي تتقرب بها إلى الله تعالى.

2) القاعدة وأمتها الإسلامية لم يمارسوا الجهاد بالقدر الكافي ضد مثلث النكد العالمي والمسمى بالتحالف اليهودي الصليبي والمتمثل في الولايات المنحلة الأمريكية وبريطانيا واليهود.

3) ما يسمى بـ "المثقفين العرب" والذين يدّعون الحكمة والعقل ليحاوروا به الغرب؛ يشتركون مع الموظفين الحقيقين للـ "سي آي إي" في تمثيل الطابور الخامس الذي يعمل لخدمة الأعداء من داخل بلادنا وعلى كافة المستويات لتبرير الغزو القادم للمنطقة وإرهاب شعوبها.

4) حكام الأمة الإسلامية - بلا استثناء - لم يكن لهم أي فائدة لدينهم وأمتهم كما لم يعد لهم فائدة أيضاً للجهة التي سلتطهم على شعوبهم.

5) جيوش الدول الإسلامية تحتاج أن تتحرر من قيادتها السياسية التي تؤجرها لخدمة أعداء الدين.

6) الشعوب الإسلامية هم الأمل المنتظر وهم - بلا جدال - يحققون بجهادهم ودعمهم لعملية التغيير الإسلامية ضد التحالف الصليبي اليهودي تعادل في ميزان القوة، حيث يمثل أبناؤهم القوة الضاربة، كما أنهم هم العمق الاسترتيجي والممول الحقيقي والمستفيد النهائي في هذه الحرب.

7) أننا - علم الله - لا نشك في هزيمة الإمبراطورية الأمريكية ونبشر أمتنا بهذا، وما حدث في أفغانستان هو معركة من جملة الحرب التي عادت كفتها لتتزن مرة أخرى لصالح جند الله، وأن هذه الإمبراطورية الصليبية اليهودية تسعى بظلفها لحتفها في منطقة الخليج المباركة.

8) نتوجه بالنصح لأمتنا الحبيبة بالعودة إلى الله تعالى في سرنا وعلننا، ليتحقق لنا وعد الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}، وقوله تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

9) كما نحرض كل شعوب أمتنا ونحثهم على حمل السلاح وتخزين الذخائر وبدأ القتال والعمل الجهادي ضد التحالف الصليبي اليهودي وكافة مصالحه في كافة الدول الإسلامية، هادفين بذلك إلى تأكيد أواصر الوحدة في الأمة في ضوء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).

ويَسْتَطرِد سيفالعَدْل فِي كُرّاسٍ آخَر لهُ كتبَهُ بِعنوَان :تجربتي مع أبي مصعب الزرقاوي وتمّ تداوُله في أوسَاط من يُعْرَفُون بالجِهاِيِّين في 2006 ما يلِي :"
4) استغلال الفرص المتاحة واستشراف المستقبل من أجل الإعداد لاستغلال ما يستجد من ظروف وأحوال:

للتوضيح نستطيع أن نضرب مثال العراق في الوقت الحالي، فحالة الانفلات الأمني التي نتجت عن انهيار نظام صدام حسين هي التي أتاحت الفرصة الجيدة للعمل الإسلامي الجهادي في أن يتغلغل وينتشر ويتجذر في ساحة مثل الساحة العراقية، والتي ما كان له أن ينجح لو بقي النظام السابق.

هذه الفرص قد تتكرر وتتاح في مناطق أخرى، فتوقعاتنا تشير إلى أن سورية ولبنان قد تتعرضان لظروف سوف تتشابه مع الظروف العراقية الحالية، هذا الأمر - في حال حصوله - سوف يعطي العمل الإسلامي مساحة واسعة للعمل والمناورة، سوف تكسبه كماً هائلاً من الطاقات البشرية والمادية، وسوف تعطي التيار الإسلامي المجاهد فرصة التواجد على مقربة من حدود فلسطين المحتلة.

العنصر البشري الشامي؛ عنصر مهم، والاشتباك المباشر والدائم مع الإسرائيليين؛ عنصر أهم، سوف يعمل على نشر فكر التيار الجهادي ويعطيه مصداقية وفعالية تتيح له الوصول إلى هدفين من أهدافه الرئيسية، وهو أن يبرز كقيادة حقيقية للعالم الإسلامي، والثاني؛ المساهمة في عملية إضعاف إسرائيل والسير قدماً على طريق هدمها وإزالتها بإذن الله تعالى.

هذا الأمر قد ينطبق على سورية ولبنان قريباً، وستلحق بهما مصر عاجلاً أم آجلاً، لأن النظرية الإسرائيلية تقوم على ضرورة استغلال القوة الأمريكية العملاقة في تحطيم كل الأعداء الحاليين أو المفترضين مستقبلا والذين قد يشكلون خطرا على أمن إسرائيل.

الأمريكان سوف يرتكبون أخطاء استراتيجية في انجرارهم خلف السياسة الإسرائيلية الخرقاء.

إذا الظروف الحالية المتوفرة - إضافة إلى ما قد يستجد في المنطقة من تطورات وأحداث - سوف تتيح الفرصة لإنشاء جيش إسلامي متكامل البناء والإعداد، سيكون قادراً على إحراز انتصارات متتالية، تعطيه مصداقية عالية، تؤهله لأن يطرح ويُبرز قيادة جديدة للأمة الإسلامية تكون قادرة على شحذ الهمم وصقل المهارات واستغلال الطاقات والإمكانيات المادية والبشرية للأمة، سيراً على طريق الجهاد المبارك الذي سوف يتيح لهذه القيادة إعادة الخلافة الإسلامية إلى الواقع البشري من جديد، الخلافة التي تعني؛ دولة الإسلام القادرة على إزالة الظلم الواقع على البشرية جمعاء."
ونُشِر لهُ مُلَخَّصَات أجْمَلَت الخُطّة الإسْتراتِيجِيَّة مُنذ 2003 حَيْثُ وَقَعَت نُسْخَة من هذِه الوثِيقَة بيْن أيادِي الإسْتِخبَارات الأمرِيكِيَّة ولَم يتِمّ التفطُّن إلى كاتِبِها إلاّ أوَاخِر سنَة 2008 رَغْم إدرَاك العدِيد من الباحِثِين لِفَحْوَاهَا ،أنقُلُها كمَا ورَدَت من مَصَادِرِها :
" - مرحلة الإفاقة:

يرى مفكروا القاعدة، أن الأمة الإسلامية مرت بمرحلة سبات عميق لم يحدث مثله عبر تاريخها الطويل، هذا السبات بدأ مع بداية القرن التاسع عشر، وامتد عبر القرن العشرين. ومن مظاهر هذا السبات ما حل في الأمة من مصائب ونكبات، نتيجة التحدي الذي فرضه أعداؤها عليها دون أن تستجيب الأمة الإستجابة المطلوبة لهذا التحدي، هذا السبات لم تنجح معه وصفات وخطط البعث التي وضعت له سابقا. مما حدا بقادة القاعدة وضع وصفة تقوم على فكرة تسديد ضربة قوية إلى رأس الأفعى الملتوية ليفقدها رشدها، ويدفعها بإتجاه ردود أفعال إرتجالية سريعة غير مدروسة بحق من ضربها، وهذا يتوج من قام بضرب الأفعى قيادة للأمة الإسلامية. إذا ما وجهت الولايات المتحدة الضربات القوية للأمة الإسلامية..

وأعلنت الحرب الصريحة عليها، بدل محاربتها بشكل خفي، فكانت هجمات القاعدة في 11 أيلول، لإجبار الأميركيين على كشف حقيقة أفعالهم ونواياهم، فكان إعلان بوش الإبن أن حربه صليبية، ودعوته لقيام تحالف دولي لمكافحة الإرهاب وحربه والقضاء عليه. فبدأ بغزو أفغانستان ومن ثم العراق. وهذا من وجهة نظر قادة القاعدة نجاح للمرحلة الأولى في خطتهم الهادفة إلى استدراج واشنطن لضرب الأمة الإسلامية لتفيق من نومها وسباتها، ويرى قادة القاعدة أن استجابة الولايات المتحدة لاستفزازها، كان خطأ إستراتيجياً ارتكبه التحالف اليهودي الإنجلوسكسوني بقيادة الأمريكان.

إذاً تحق هدف القاعدة الأساسي من ضربه 11 أيلول، ونجحت الوصفة، وبلع الأمريكيون الطعم.
بدأت هذه المرحلة – مرحلة الإفاقة- مع بداية الإعداد والتحضير لضربة 11 أيلول في بداية سنة 2000 م وانتهت بدخول الأمريكان بغداد 9/4/2003.

نتيجة المرحلة الأولى – وفق تقديرات مفكري القاعدة الاستراتيجيين - كانت جيدة جداً، فقد أجبرت الأمريكان على الخروج من قواعدهم التقليدية، مما أدى إلى توسيع ساحة المعركة، وبذلك أصبح الأمريكيون وحلفاؤهم أهدافا قريبة وسهلة، وهذا فتح باب معركة تتواصل فصولها على مدار الساعة. وبدأت مرحلة استنزاف متنامية ومتزايدة لهذه القوة الكبرى.

وتعتقد القاعدة أن النقطة الثانية والمهمة التي حققتها في هذه المرحلة، أن خطابها أصبح مسموعاً ومنتشراً في كل مكان، هذا الأمر حول القاعدة من إطار تنظيمي محدود الإمكانيات والقدرات، إلى تيار واسع الإنتشار متنامي الإمكانيات، تتعاظم قدراته البشرية والمادية يوماً بعد يوم، وكانت كلمة أيمن الظواهري، قبل شهر من هجوم طابا، التي طالب فيها أنصاره ومؤيديه بالبدء بتشكيل أطر قيادية ومراكز سيطرة في كل مكان يتواجدون فيه وكل حسب ظروفه وقدراته، دليل واضح على ذلك -وفق قناعات قادة القاعدة- ويعتقدون أن الأمة الإسلامية وشعوبها بدأت تستيقظ وتفيق من سباتها شيئاً فشيئاً، وبدأ تقف على الحقيقة المرة التي تعيشها.

2- مرحلة فتح العيون:

يعتقد مفكرو القاعدة أن مرحل فتح العيون على الواقع بدأت مع احتلال بغداد في التاسع من نيسان إبريل عام 2003، بعد أن استفاقت الأمة على واقع مرير قاسي يرسم منظرو القاعدة صورته بأوطان محتلة، وعدو صائل، ثروات منهوبة، حكام لا ينتمون إلى الأمة بشيء، انخرطوا في التآمر عليها حتى لم يعودوا مهتمين بالإبقاء على ورقة التوت التي كانت تستر عوراتهم.
حرائر الأمة تغتصب وتنتهك حرماتها على مرأى ومسمع العالم كله، دم الأمة يسيل ويراق على أيدي مجرمين حاقدين متوحشين ولا يوجد من يرد عليهم أو يوقفهم عند حدهم. وعاظ السلاطين من علماء الإرتزاق والإنزلاق يسبحون بحمد أسيادهم ليل نهار، باذلين الجهد الجهيد للإبقاء على حالة التلبيس التي شكلوها في المراحل السابقة. حكومات فاسدة مفسدة أطلقت العنان لزبانية التحقيق والتعذيب في أجهزتها الأمنية للتمادي في قمع وإذلال شرفاء الأمة وطليعتها الخيرة. فقر وعوز ناتج عن الفساد والسرقة وسوء الإدارة والتآمر مع الأجنبي، قاد إلى الإنحراف والسقوط.

مرحلة فتح العيون هذه حسب تخطيط وتقدير مفكري القاعدة ستكون مدتها 3 سنوات، ستنتهي مع نهاية 2006 تقريباً، هذه المرحلة سوف تتيح للأمة الوقوف على الحقيقة، وكشف المستور واكتشاف الألاعيب والمؤامرات.

وتقوم خطة القاعدة في هذه المرحلة على إدامة حالة الاشتباك مع العدو. ويرون أن الاشتباك مع العدو مهما كانت نتائجه يعد انتصاراً، إنطلاقا من قناعتم أن كل المعارك السابقة مع أعداء الأمة كانت مفبركة، رُسمت سيناريوهاتها ونفذت بدقة، ونتيجتها كانت هزائم متوالية، مما أدى إلى إفقاد الأمة الثقة بالنفس، وبات الحكام المنهزمون يطرحون الأفكار المريضة في ظلها، فالسلام مع اليهود بات خيارهم الاستراتيجي الوحيد الذي لا مجال للتراجع عنه، والاستمرار في عملية الخضوع والركوع للغرب والأمريكان أمر يجب أن يتجذر ولا مناص للانفكاك أو الخلاص منه. كل هذه الأمور مجتمعة أدت بشباب الأمة المخلص إلى محاولة الإلتحاق بالقادم الجديد، الذي يسعى للخروج من هذه الدائرة.
القاعدة وقيادتها ونهجها مثلث القادم الجديد المنتظر.

إذا مرحلة فتح العيون أعطت زخماً جديداً للقاعدة، وحولتها من تنظيم إلى تيار يصعب القضاء عليه، ولا يمكن الإحاطة بكل امتداداته وإنتشاره، وتوسعه أصبح شبيهاً بالمتواليات العددية، والمتضاعفة دوماً .
القاعدة في هذه المرحلة تخطط وتعد للوصول إلى الآتي :
*الإشتباك المباشر مع دولة اليهود في فلسطين.
*حرق النفط العربي وحرمان الغرب والأنظمة العميلة من الإستفادة من خيراته.
*الإعداد لمرحلة الجهاد الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت، وإعطائها أهمية عالية ليبدأ تأثيرها مع بداية المرحلة الثالثة من الخطة المرسومة.
*مواصلة البناء الهادئ والهادف في مناطق مهمة من العالم العربي والإسلامي يتولى قيادته الجيل الثاني من القادة الذي دخل في إطار التيار.
*اتخاذ العراق قاعدة لبناء جيش من الشباب القادم إلى الجهاد سيعاد نشره مع بداية المرحلة الثالثة في دول الجوار، للبدء بالعمل ضمن أجندة محددة، وغير عشوائية.
*إعداد دراسات شرعية سيتم العمل على توزيعها قريباً، توجه المسلمين نحو دفع أموال الزكاة والصدقات للمجاهدين من أجل مساعدتهم على امتلاك الأدوات والأسلحة اللازمة لإنجاح مشروعهم، رداً عل سياسة الأمريكان بتجفيف مصادر تمويل (الإرهاب).

إذا تفتحت العيون وإزداد التيار توسعاً وانتشاراً وقوة بدأ الإشتباك المباشر مع دولة اليهود في فلسطين،كل هذا يأتي مقدمات لبداية المرحلة الثالثة.

3- مرحلة النهوض والوقوف على القدمين:

مفكروا القاعدة ومُنظّروها يعطون أنفسهم مساحة من الوقت تقدر بثلاث سنوات أيضاً لتنفيذ هذه المرحلة، تبدأ مطلع عام 2007 وتنتهي مع بداية 2010.
الوقوف على القدمين عندهم، يعني القدرة على الحركة الفاعلة المنتجة، معالم هذه المرحلة وأهدافها المرحلية ستحدث نقلة نوعية مهمة في عملية التغير في المنطقة المحيطة بالعراق، في البداية سيتم التركيز على الشام.
إختيار الشام لم يكن عشوائياً بالنسبة لهم، فهم يستندون إلى الأحاديث النبوية الصحيحة التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، تتحدث عن حصار الشام بعد العراق، يؤيد هذه الرؤية لديهم مخططات اليهود لتقسيم الشام – سوريا الحالية ولبنان وشمال الأردن – إلى دويلات طائفية، وكذلك الهجمة الأمريكية الأوروبية اليهودية على النظام السوري الحالي، بهدف تفكيك أي قوة محيطة بدولة إسرائيل مهما كان نوعها وتركيبتها، لإعادة ترتيب المنطقة من جديد بما يخدم أماني وتطلعات دولة إسرائيل. هذه الهجمة - وفق رؤية القاعدة - سوف تضعف النظام السوري وتفقده القدرة على الإستمرار في السيطرة الداخلية الفاعلة.

نظرية العمل الإسلامي الجهادي الذي تتبناه القاعدة تقوم على استغلال أي حالة لفقدان السيطرة الأمنية، فكرة جند الشام فكرة طرحت منذ أمد بعيد في أفغانستان ولم تكتمل بسبب الغزو الأمريكي، الشباب الذين عملوا على الفكرة عادوا إلى سوريا ولبنان وبعضهم الآن موجود في العراق. وقد أعدوا أنفسهم لإستثمار فرصة ما قد يحدث في لبنان حاليا،ً وفي سورياً قريباً، وإذا صحت بعض التحليلات التي تشير إلى أن الإسلاميين هم الذين قاموا بإغتيال الحريري، بسبب علاقته بأياد علاوي المدعوم أميركيا وسعوديا، فهذا يعني أنهم يعملون على حرق المسافات للوصول إلى هذه المرحلة بفترة زمنية أسرع.
في نهاية هذه المرحلة سيكون تيار القاعدة قد أنهى استعداده للبدء بالإشتباك المباشر مع اليهود، في داخل فلسطين وعلى حدودها، وفي حالة ما حصل ذلك، ستُكرس القاعدة قيادة شرعية للأمة الإسلامية دون منازع، سيترتب على ذلك مد بشري هائل لتيار القاعدة، مع زيادة الإمكانات المادية والمالية.
ضرب اليهود – وفق مخططهم - لن يقتصر على فلسطين فقط، وإنما سيمتد ليصل بعض المناطق التي يوجد فيها لليهود نفوذ قوي في بلاد المسلمين، المقصود هنا تركيا، كما أشرنا سابقاً في هذا الكتاب، فإنهاء حالة السيطرة اليهودية على الجيش ومفاصل الاقتصاد التركي، ستعيد للأمة الإسلامية القدرة على إمتلاك قوة عسكرية ومادية لا يستهان بها. إنها القوة التركية المتنامية.
تيار القاعدة في هذه المرحلة سيكسب مداً هائلاً من الشباب المتعلم المعد جيدا،ً والذي لم يعد متأثراً بعقد الهزائم والنكبات، هؤلاء الشباب سيعطوا القاعدة قوة دفع عالية جداً.
هذا المد وهذه القوة المكتسبة ستمكن القاعدة من الإنتقال إلى المرحلة الرابعة من خطتها .

4- (مرحلة الثورات العربية والإسلامية) مرحلة استعادة العافية وامتلاك القوة القادرة على التغير:

هذه المرحلة مخطط لها أن تبدأ عام 2010، وتنتهي مع بداية 2013. في هذه المرحلة سيتم التركيز على إسقاط الأنظمة عبر الاشتباك المباشر والقوي معها.
يرى مخططوا القاعدة أن النهج الأمريكي الحالي في التعامل مع المنطقة العربية، سوف يؤدي إلى كشف كل أوراق الأنظمة الحاكمة، هذا الكشف سوف يؤدي إلى تعريتها وبيان عوارها للقاصي والداني من أبناء الأمة.

الأنظمة سوف تفقد مبررات وجودها شيئاً فشيئاً. ضعف تدريجي للأنظمة وتنامي مستمر لتيار القاعدة والجهاد الإسلامي، إضافة إلى استنزاف مستمر للقوة الأمريكية عبر توسيع دائرة الإشتباك والمناورة، مما سيجعلها غير قادرة على الإستمرار في دعم جميع الأنظمة على النمط القائم حالياً، إضافة إلى أن تيار الجهاد في هذه الفترة سيكون قادراً على ضرب النفط العربي وإحراقه، مما سيحرم الأمريكان من أهم الدعائم الإقتصادية، وهذا سيزيد في إضعاف الأنظمة التي لم تستطع حتى الآن بناء قدرات إقتصادية بغير الإعتماد على النفط، إضافة لذلك ستكون إمكانيات تيار القاعدة الإلكترونية قد اكتملت، وسيكون هذا وقت استخدامها في شن هجمات إلكترونية على الاقتصاد الأمريكي، مما سيؤدي إلى إضعافه، وإمعانا في إضعاف الاقتصاد الأميركي بدأ مفكرو القاعدة بالعمل على تنفيذ فكرة طرحها حزب التحرير الإسلامي منذ فترة تقوم على ضرورة العودة إلى إستخدام الذهب كمقياس وكأداة للتعامل النقدي الدولي، نشر هذه الفكرة بقوة في العالم، وعمل الدراسات اللازمة التي تدعمها وتؤيدها..
سوف يضعف الدولار الأمريكي شيئاً فشيئاً، وسيؤدي إلى كشفه وإنهياره السريع في النهاية. هذا الأمر جندت القاعدة له العلماء المتخصصين والباحثين الجادين، ليعلموا على دحض الفكرة والنظرية الإقتصادية التي روجها علماء الإقتصاد اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تنص على عدم وجود ضرورة لدعم العملات بالمعادن النفيسة مثل الذهب والفضة، وإنما يكفي لتقييم قيمة العملة حساب الناتج القومي للدولة، هذه النظرية جعلت الأمريكيون يطبعون عملتهم دون مراعاة أي قيود وشروط. عندما تبطل هذه النظرية، وعندما يحرم الأمريكان من استغلال النفط العربي، مع ازدياد الإستنزاف الدائم للإقتصاد من خلال المعركة المستمرة المتنامية، حينها سيأخذ الشك في القدرات الإقتصادية الأمريكية طريقه إلى المستثمرين اليابانيين والصينيين والأجانب، مما يدفعهم إلى سحب استثماراتهم المهددة من السوق الأمريكي العملاق ..

عند ذلك سيبدأ هذا العملاق بالتخبط، وسيقوم بتحطيم ما حوله. حينها سيقوم الاقتصاديون اليهود المتنفذون في الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه الضربة القاضية للإقتصاد الأمريكي، فمعلومات القاعدة تشير إلى أن اليهود ومنذ فترة بدأو بشراء الذهب والمعادن النفيسة، تحوطاً من أي نكسة تصيب الإقتصاد الأمريكي، وتؤثر على الدولار، ويرى منظروا القاعدة أنه عندما ينكشف ما يقوم به اليهود، يكون الدولار قد أصبح في مهب الريح، مما سيؤدي الى أن يصب الشعب الأمريكي جام غضبهم على اليهود، وسوف يبدأ التحول الكبير في عملية دعم الأمريكان لدولة إسرائيل رويداً رويداً، إلى أن ينقطع هذا الدعم تحت الضغط الشعبي الأمريكي نتيجة المآسي التي قام اليهود بجر الأمريكان إليها.
إنقطاع هذا الدعم عن اليهود أو تخفيفه سيؤدي إلى إضعاف دولة إسرائيل في المنطقة، وتؤمن القاعدة أن إضعاف إسرائيل سوف يخل بمعادلة الإرتباط الجدلي بين قوة الأنظمة وأهمية وجودها، وبين دولة إسرائيل وقوتها ونفوذها في العالم.

حينها .. النتائج كلها سوف تصب في مصلحة تيار القاعدة:

الأمريكيون ضعاف مستنزفون، غير قادرين على الإستمرار في تحمل كل هذه الأعباء الملقاة على عاتقهم في منظومة النظام العالمي الحالي، وإسرائيل التي سوف يدب فيها الضعف شيئاً فشيئاً بسبب الاشتباك القتالي معها من قبل تيار الجهاد في المنطقة، وبسبب التحول والضعف الأمريكي الحاصل، تكون الأنظمة الحاكمة حينها فقدت أهليتها ومقدرتها على الدفاع عن نفسها مع إرتفاع الغطاء الأمريكي الغربي عنها، كل هذه الأمور مجتمعة، سوف يؤهل تيار القاعدة والجهاد الإسلامي إلى الإنتقال إلى المرحلة الخامسة.

5- مرحلة إعلان الدولة:

ستكون بداية هذه المرحلة – وفق استراتيجية القاعدة - مع بداية سنة 2013، وستنتهي مع بداية 2016. في هذه المرحلة سوف تكون القبضة الغربية الأجنبية قد تراخت كثيراً في المنطقة العربية، وستكون إسرائيل غير قادرة على القيام بضربات إستباقية وقائية، والمعادلة الدولية ستكون معالمها قد تغيرت؛ فالصين إذا ما قدر لها الإستمرار في حالة النمو التي هي عليها الآن ستكون قوة عظمى حقيقية، وكذلك الهند، وأوروبا لا يمكن أن تستمر على حالة الوفاق التي هي عليه الآن، - فوفق تحليل القاعدة - لن يسمح الإنجليز باستمرار حالة الوحدة المتنامية في أوروبا، لأنهم يعتقدون أن هذا الأمر لن يكون في صالح التفرد الإنجلوسكسوني في حكم العالم عبر ثلاثة قرون تقريباً، وبالتالي لن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يرون البساط يسحب من تحت أقدامهم. ويرد منظروا القاعدة على من يقولوا - معترضين على نظريتهم هذه - كيف إذا سمحوا بالتفرد الأمريكي، بالقول أن حكام أمريكا كانوا وما زالوا من الإنجلوسكسون، والتنازل البريطاني في منتصف القرن الماضي، لم يكن إلا خدعة انطلت على الشعوب الأوروبية وعلى العالم.

يؤمن منظروا القاعدة أن متغيرات مستقبلية ستحدث، نتائجها ستصب في مصلحة تيار التغيير والجهاد الإسلامي العالمي، سوف تمكنه من إعلان دولة الإسلام، دولة الخلافة، وبعثها حية فاعلة من جديد. هكذا يتوقع مفكروا القاعدة وقادتها؛ حالة ضعف عالمي في صفوف الأعداء، وبروز قوى عالمية جديدة ليس للمسلمين تناقضات قوية معها، مع تنامي مطرد في القوة الذاتية، مما سيتوفر لتيار القاعدة والجهاد الإسلامي، فرصة ذهبية لإعلان قيام دولة الإسلام .

إعلان الدولة هو الهدف الإستراتيجي للقاعدة، لأنه يعني عندهم:
*القدرة على التحكم والقيادة
*الفرصة لإعادة البناء والإعمار الحقيقي
*القدرة على تحفيز طاقات الأمة وإمكانياتها وقدراتها البشرية والمادية، وتوظيفها التوظيف الأمثل لخدمة قضاياها وتلبية احتياجاتها.
*خلق توازن قوى دولي


جديد سينكفئ معه المعتدون على الأمة إلى جحورهم.
*إحقاق الحق ونشر العدل والحرية والمساواة على هذه الكرة الأرضية .
*سيحقق وعد الله "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين"
*سيؤدي إلى إنهيار ونهاية كل الأنظمة الفاسدة في بلاد المسلمين هذا ما ينظر له قادة القاعدة ومفكروها

.

6 - مرحلة المواجهة الشاملة:

يقدر مفكروا القاعدة أن بداية عام 2016 ستكون بداية المواجهة الشاملة (بين الفسطاطين) قوى الإيمان وقوى الكفر العالمي، المواجهة الشاملة ستبدأ بعد إقامة دولة الإسلام مباشرة، والعالم حين ذاك سيقسم إلى معسكرين معسكر إيمان ومعسكر كفر وهذا ما طرحه بن لادن في كثير من رسائله. القاعدة تستند إلى فكرة نابعة من مفهوم آية قرآنية ربانية تعتبرها نظرية في التغيير، الآية تقول "وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"
أي أن الباطل سوف ينتهي ويدمر ويزول عندما يأتي الحق، ودولة الإسلام عندهم تمثل الحق، وعندما تبدأ في صراعها مع الباطل، فإن الباطل لن يستطيع أن يصمد أمامها طويلاً، وسوف يدمر سريعاً، ودولة الإسلام سوف تقود البشرية من جديد إلى بر الأمان وواحة السعادة والإطمئنان.

7- مرحلة الإنتصار النهائي:

المعركة الشاملة والمواجهة الواسعة مع قوى الباطل، يرى منظروا القاعدة أنها سوف تحسم في سنوات قليلة، لن تزيد عن بضع سنين.
فقدرات دولة الإسلام وإمكانياتها على الحشد والإستعداد سوف تكون عظيمة وهائلة، خاصة وأن المسلمين حينها سيكونون أكثر من مليار ونصف المليار نسمة، مما سوف يرهب أعدائها ويجعلهم يتراجعون سريعاً وفي المقدمة منهم دولة إسرائيل، التي لن تكون قادرة على الصمود.
والقوة الإسلامية الفاعلة سوف توقع الرعب في قلوب أعدائنا وعند ذلك سوف يدرك العالم مفهوم مصطلح الإرهاب الحقيقي وفق الفهم الإسلامي، ذاك الإرهاب الذي يوقع في نفس العدو تأثيراً رادعا يجعله يفكر ألف مرة قبل الإعتداء على المسلمين أو المستضعفين، أو محاول المساس بأي حق من حقوقهم .
هذه المرحلة هي المرحلة النهائية في خطة القاعدة المرسومة، هذه الخطة التي باتت تعطي القاعدة مصداقية وواقعية لم يسبق لحركة إسلامية معاصرة أن تمتعت بها، هذه الخطة المتكاملة إضافة إلى الأهداف الواضحة سوف تساعد القاعدة على الإستمرار في التقدم والنجاح إضافة إلى عوامل أخرى ستساعد على ذلك، منها حسبما يرى منظروا القاعدة:

واقع الأمة الإسلامية :

إن الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية واقع صعب، وغير سليم، فالأنظمة التي تحكم الأمة في مجملها أنظمة متخلفة ظالمة مسلوبة الإرادة والوعي، تدور في فلك أعداء الأمة، وتمارس فعلاً مبرمجاً يهدف إلى إبقاء الأمة ضعيفة غير قادرة على الخروج من دائرة الإنحطاط والتخلف، حكامها سلبوا الأمة سلطتها وتعاونوا مع الأجنبي على نهب ثرواتها وهم يمارسون كل الأساليب ويبذلون كل الجهد لإخفاء الحقيقة عن الجماهير، هذه الأمور مجتمعة أصبحت واضحة المعالم، وشباب الأمة وجماهيرها باتت واعية وقادرة على الوقوف على الحقيقة بكل أبعادها وتفاصيلها، والجميع يتطلعون بشوق لليوم الذي يتخلصون به من هذه الأنظمة، ومن هذا الواقع السيئ المرتبط بها. والقاعدة وتيارها عندما يطرحون أنفسهم كقيادة بديلة للأمة في ظل هذا الواقع، فإنها سوف تلقى قبولاً وتأييداً من قطاع واسع من أبناء الأمة، خاصة إذا ما اعتمدت خطابا جيدا معقولا قادرا على التعاطي مع كل ما سلف بحكمة وخبرة ووعي.

واقع التنظيمات والأحزاب السياسية والعربية:

التنظيمات والأحزاب العاملة على الساحتين العربية والإسلامية فشلت في الوصول إلى تحقيق رغبات وأماني جماهير الأمة، والتي تتمحور في عمليتي التغير والتحرير، فمعظم هذه التنظيمات والأحزاب لم تعد تمتلك خطط ولا برامج ولا رؤى صحيحة للتعامل مع الواقع، بل كيفت أوضاعها بما يتلاءم مع مصالح قياداتها وبعض أفرادها المتنفذين، فمنها من تصالح مع الأنظمة ولم يعد يسعى لتغييرها، ومنها من قام بعملية تطويع ولي لمسلمات العقيدة والفكر الإسلامي وبديهياته حتى تتوافق مع ديمقراطية الأنظمة وعلمانيتها، ومن التنظيمات من صالح عدو الأمة والتقى معه في منتصف الطريق، ولم يعد على تناقض معه مقابل وعود وصفقات غير قابلة للتنفيذ والتحصيل.
فمع هذا الفشل وهذا الإنحراف الحاصل – وفق تحليل القاعدة - بات شباب الأمة وجماهيرها يترقبون أي قادم جديد تتوفر فيه الصفات اللازمة المنشودة.
والقاعدة ترى أن تيارها هو القادم الجديد الذي يتمتع بهذه الصفات، فمد القاعدة سوف يتعاظم وتيارها سوف ينتشر ويمتد وفق هذه الرؤية.

العدوان الدائم والمتجدد:

يعتقد منظروا القاعدة أن العدوان الذي تتعرض له الأمة الإسلامية ومنذ حوالي قرنين من الزمن، وإحتلال أراضيها ونهب ثرواتها وهدر كرامتها وسلب حريتها وإدارتها، بصورة متواصلة متتالية حتى لا يكاد ينتهي أو يتوقف، ترك ويترك جراحات نازفة في جسد الأمة، فما يحدق في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وكشمير والسودان وارتيريا والفلبين، تعتقد القاعدة أنه كاف لإستفزاز ضمائر المسلمين، وحثها على البحث عن ملاذ أو مخرج أو للجوء إلى ركن شديد يمكن الأمة من رد هذا العدوان.
فالقاعدة بأسلوبها ونهجها في مواجهة العدو تصبح هي أمل الأمة الواعد في رد الصاع صاعين لهؤلاء الأعداء.

تحقيق الإنتصارات:

تستمد القاعدة نظريتها في تحقيق الانتصار على نظرية ربانية تقول " إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً" سورة الفتح .
ما أسلفناه كان سورة من سور القران الكريم نزلت بعد نصر كبير حققه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، النصر كان فتح مكة. تلا هذا الفتح دخول أعداد كبيرة من عرب الجزيرة طواعية الدين الإسلامي. أي إنتصار، كبيراً كان أم صغيرا، يحققه تيار القاعدة، يفتح الباب على مصراعيه أمام أعداد كبيرة من شباب الأمة للإلتحاق بصفوفها، والإنخراط في مجالات عملها التي أصبحت متعددة ومنتشرة في كل مكان من هذا العالم، وبات الذي لا يستطيع الالتحاق بمركزه مباشرة يعكف على إنشاء بؤرته الخاصة التي تدور في نفس الفلك، وتتغذى من نفس الفكر والنظرية، ساعياً الوصول إلى نفس الهدف عبر استخدام نفس الوسائل والأدوات والأساليب، وترى القاعدة أن هذا الأمر يزيد ويتعاظم في ظل تمادي عدوان الأمريكان واليهود، وهم يخططون لتوسيعه يومياً، وترى القاعدة إن إنتشار الأمريكيون وتوسعهم أكثر في ساحات الوطن الإسلامي يمكن المجاهدين من الإشتباك معهم بشكل أسهل وأوسع، وأي اشتباك يعتبر في نظريتهم إنتصاراً ، لأن الأمة فقدت زمن الإشتباك والمعارك الحقيقية منذ زمن.

إستراتيجية القاعدة هذه كما رأينا تقوم على خطة واضحة المعالم والمراحل، فأهدافها محددة ووسائلها جلية، خطتها مبنية على فهم جيد لمراحل التاريخ، وقائمة على توقعات متسلسلة منطقية، أحد أساليبها في العمل التخطيط المسبق للتعاطي مع الحدث القادم، ومحاولة استثماره استثماراً جيداً ومفيداً، قوتها المتنامية تستند فيها على قدرتها في تفعيل طاقات الأمة الكامنة، خيارها الوحيد هو الإستمرار في خوض الصراع حتى النهاية. هذا الإستمرار سوف يستنزف طاقات عدوهم وإمكانياته ويضعفها. رؤيتها تقوم على الفعل والمبادءة وصناعة الحدث واستغلاله.

رسالتها عالمية تهدف إلى رفع الظلم والجور عن المستضعفين في العالم، لا مجال أمامها للصلح أو المهادنة أو الالتقاء مع العدو في منتصف الطريق. الحلول التي تطرحها جذرية تستند إلى أحكام شرعية وإلى فهم متميز للواقع المعاش .
مقاتلوها ومجاهدوها لا يعدون الموت خسارة، ولا هزيمة في معركة ما نهاية، لأنهم مقتنعون بالوعد الرباني بالنصر والتمكين لعباد الله الصالحين، وإنطلاقاً من كل ذلك فهم يبشرون كل من المؤمنين والمستضعفين بحتمية النصر المبين.
الله أكبر .. ولله الحمد .. المستقبل لهذا الدين . النصر قام لا محاله ..
اللهم أرنا رآية لا إله إلا الله فوق العباد والبلاد يغرد بها كل مغرد ويصدح بها كل منشد ويقولها كل لسان.."

يَتبَع.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ