الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدخل في سياق المواطنة

سماح هدايا

2014 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


مدخل في سياق المواطنة
لتوضيح مفهوم المواطنة. هناك مسائل ترتبط بنيويا بالمواطنة. لا بد من فهمها. أحدها مسألة التعايش:
- مسألة التعايش
إنه لتحدٍ حقيقي تحقيق التعايش السلمي. خصوصا بين الذين بينهم تاريخ ثأر وحقد وضغينة وحقد.واختلافات.
يبدأ التعايش في دولة المواطنة، بقبول التنوّع وبقبول الآخر، والانفتاح للتحاور مع المختلف عقائديا وعرقيا، انطلاقاً من حق حرية الرأي ، وتحت مظلّة العدل السياسي، الذي يشمل المختلفين والمتفقين. وما يقابل ذلك من الاحترام والمسؤوليّة والالتزام بالقانون والسلم . أمّا العنف؛ فيهدّم نمو دولة المواطنة ويوقف تطوّرها.
إقامة التّعايش يكون وفق قواعد يتفق عليها الجميع ويجري النظر فيها والرأي بين الجميع، بعد تعزيز أجواء التحاور المتبادل القائم على الانفتاح واحترام فكر الآخر ورأيه وحقه ، يقوم أيضا بالعزيمة على تشارك الخبرات والاستفادة منها وتثمينها. ومن ثم تمتين المشتركات وتقصير المسافات بين المتباعدين.. وتجنّب التصرف الفوقي المتعالي على الآخر باعتباره أدنى منزلة وشأنا، وإلا سيكون التخطيط في عمل مؤسسات الدولة مبنيا على التمييز والإقصاء والظلم والتهمنيش؛ مما يقوّي لدى الممّيز ضدهم الإحساس بالمنقوصيّة والغبن ويقتح مجالا للحقد والصراع وزيادة الاحتجاج، وهذا يفكك أركان المواطنة ودولتها. فلا يجوز إعلاء حق مجموعة على حساب مجموعة، أو حق مجموعة على حساب العموم. أو حق فرد على فرد لمحسوبيّة سياسيّة أو غير سياسيّة.
العقل الجمعي بتنوّعاته هو أساس التعايش لا العقل الجماعاتي.. والإنسان من حقه أن يحظى بكامل حقوقه الوطنية. اللا قبول هو منطلف العصبيّة؛ فرفض الآخر وكرهه وعدم اتباع العدل وممارسة التمييز بحقّه، حالات مرضية كارثية، ستؤسس لفكرة رفض التعايس السليم مع الآخر. لا يمكن نسخ أنفسنا في الآخرين وتذويبهم أو محوهم. الطبيعة حول الإنسان تسير على قانون التنوع والتطور وتوازنات التناغم؛ فتألف الطبيعة هذا وتألف حتى متناقضاتها,,,لكنّ الإنسان يفقد بصره ورؤيته بظلامية العصبية، عندما لا يعترف بإنسانية الآخر ويساويها بإنسانيته ويصر على كرهية أو إقصاء المختلف عنه.

إنّ في الحوارات الجادة والممنهجة لتقريب العقول ، وفي البحث المتواصل لإيجاد حلول وتسويات بالقسط، للتعايش هو المغزى حتى يشعر فيه الجميع برضا ولو كان رضا غير كامل. ويرتبط بالتعايش فكرة المسؤولية. حين يستطيع كل واحد أن يمارس طقوسه وشعائره ولغته في محيطه، وأن ينفتح بها على مجتمعه؛ لكنْ، عليه ان يبقى مراعيا لقوانين الدولة التي اتفق عليها المجتمع وقواه المختلفة وطوائفه وممثلوه ووفق أعرافها السياسية والأخلاقية والقانونيّة المنصوص عليها بموافقة إرادة الشعب .وأن يتواصل مع مجتمعه الواسع ويتشارك في العمل والمنجز، وفي المسؤوليات والالتزامات. أما من لا يتواءم مع متطلبات مجتمعه العليا، ويشط في مطالبه الشخصيّة على حساب الضبط العام، لا خيار أمامه سوى الانكفاء أو الهجرة إلى مجتمع آخر . فالوطن بتطلب مواطنا يؤمن به ويدافع عنه، وعن قيمه. عن إنسانيّة أناسه. النقد وتنوّع النقد جزء من تفاعل التعايش مادام ينحاز للحرية مع المسؤولية واحترام إرادة الشعب الواعي. المواطن يريد وطنا يحميه ويرعاه، ويمنحه واقع التعايش. والوطن يريد مواطنا يدعم عملية بناء الدولة والأمة والمواطنة. إنّه عقد التعايش هو عقد بين الأنا والآخر. بين الذات والواقع. إنه بناء التوازن لتفكيك النزاع.
د. سماح هدايا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن