الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يتكلَّم الحُبّ ..  يَصمُت العُشَّاق

طارق ناجح
(Tarek Nageh)

2014 / 10 / 16
الادب والفن


 
في ليلة من ليالي شتاء عام 1996م .. ليلة غاب فيها القمر ، وفي ضاحية المعادي ، وفي أحد شوارعها ذات الضوء الخافت الهادئ . كان الشارع يخلو من المارة إلا من شبحين  .. شبحين لشاب وفتاة . كان يَلِّف ذراعه حول كتِفيهَا بينما تحتضن خِصرهُ بذراعيها ، وتميل برأسها على صدره ، وكأنما تحتمي به من نسمات الهواء الباردة التي أضفت على المكان شئ من السحر والغموض . 
لقد كانا هذا الشاب ، وهذه الفتاة خطيبان يخطوان خطواتهم الأولى نحو الحياة والحُبّ .. الصعب والمجهول . 
قال لها : لقد تم تعييني اليوم في أحد قطاعات الحكومة .
نظرة إليه نظرة باسمة ، وقالت ساخرة : إذاً أنت مدين لي بدعوة للغداء أو للعشاء .
أجابها وهو يضحك بسخرية ومرارة : هل تعلمين أن راتبي شهرياً لن يزيد عن 150 جنيهاً فقط لا غير . كيف سنستطيع الحياة بهذه الجنيهات التي تبدو وكأنها إعانة فقر وليست راتب لوظيفة ؟! هل ستكفي هذه الجنيهات الطعام والشراب والمسكن والملبَّس ، وأبسط ضروريات الحياة ؟! سُحقاً لهذا الزمان الذي أصبح فيه الراقصات وتُجَّار المخدَّرات ، وبائعي الأحلام والرغبات هم من يغرقون في المال والخيرات !! 
قالت له والحيرة والشجن يزحفان على ملامح وجهها : لا تيأس يا حبيبي ! فنحن ما زلنا في بداية المشوار . وأنا أستطيع أن أعمل أيضاً . وراتبي إلى جانب راتبك سيجعلانا على قَيْد الحياة . المهم يا حبيبي هو رغبتنا في الحياة ، والتي يجب أن تكون أقوى من أي شئ .. أقوى من الوهم والسراب .. أقوى من الضعف والإكتئاب .. أقوى من الغيوم والضباب .
نظر إليها في دهشة وسخرية قائلاً : ما كل هذه الفلسفة ؟! هل تَعَلْمتٍيها أم إستلهمتيها أم أكتسَبْتٍيها من الحياة التي أخرجت أعظم الفلاسفة والحكماء .؟! على كل حال أعتقد إنكِ على حق ! إذا عشنا حياتنا بالورقة والقلم ، لن نجني سوى العذاب والألم .
قالت له : دَعْكَ من هذا الكلام الكئيب ، و لنستمتع بلِيلتِنا الليلاء التي سيضيئها وهج حُبَّنا ، ونار عِشَقنا ، و لهيب شوقنا .
حينئذ أخذها بين ذراعيه ، وإحتوى شفتاها بــ شفتيه ، وضَمَّها بقوة إلى صدره ، و كأنه يَضُمْ كل سنوات عُمره . 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير