الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساؤلات نَوَار

عبدالإله الياسري

2014 / 10 / 16
الادب والفن


-1-
وتسألُني:
" أين - بابا- يكونُ العراقْ ؟"
وماذا تَبَقـَّى من الحانة ِ ؟
الندماءُ آختفـَــــوا ،
والكؤوسُ اختفتْ .
إنَّ هـذا المساءَ مخيفٌ.
وفي الصمتِ من خطواتِ الـدمـاءِ ضجيجٌ
لـذا أطفَـأ المخبرونَ بقايا الضيـاء ِ ،
وأُغْـلِقـَتِ النافــذهْ .
وما بيننا والعراق انكسارُ آلسنابل ِ .
ذبـــــحُ آلحمـَـام ِ .
جفافُ آلينابيــع ِ .
قَطع ُ رؤوس ِ آلشجرْ .
وما بِعتـُـه كالـَّـذي باعَه راية ً راية ً!
ثمّ قالَ :
" آلريــــاحْ "
وما خنـتـُـه حينما خانـَه آلخائنونْ.
وقِيلَ: " ابتعـدْ أيّـها آلخارجيُّ ."
فقلت: " سلامـــا. "
وحاصَــرَني ...
إنَّ هـذا آلمساءَ مخيفٌ .
وما غادَرَتـْـه جـذوري،
وغادَرَنـي:
سارَ بين آلسبايا ،
وغابَ رويداً رويداً ؛
وكالشمس ِ غابَ
وغِـبْتُ.
وقـلـتُ:
“حبيبيَ !
إنَّ المســـاءَ مُخيفٌ.
وعنديَ أُغنيـة ٌ للمطـرْ."
رأيتُ الجواسيسَ حولي.
رأيتُ الجواسيسَ أهـلـيْ.
رأيتُ عليَّــاً وحيداً.(12)
تطوَّقـت.
هـرَّبـْـتُ أغنيتي والمطرْ.
رأيتُ عليَّــاً قتيـلاً.
بكيْـتُ.
وقلـتُ:
" حبيـبيْ!
إلـى الملتقى. "
فقـالَ :
" وداعــــا ً ."
حزمْتُ الحقيبهْ ،
وصنْتُ جـذورَ الشـجرْ،
بتـذكــرةٍ للسفــرْ

-2-
وتسألني:
" أين – بابا- يكونُ العراقْ "
وكنَّــا الخوارجَ.
يتبعُـنا الجُـنْـدُ في الوطنِ العربيِّ.
-: " جـوازَكَ.
إنَّ الكلابَ مُـدرَّبــَـةٌ.
أينَ هـرَّبـْـتَ أغنية ً للمطرْ؟
... ؟"
-: " جـوازَكَ.
بالضبط. أيَّ زمانٍ خرجتَ ؟
لماذا؟
وبالضبطِ. أيَّ زمانٍ دخلـتَ ؟
لماذا؟
... ؟ ؟؟؟"
-: " جوازَكَ.
قلت: المساءُ مُخيفٌ.
وقلت: ومابعتُه كالَّـذي باعَهُ.
أيَّ شيّ قصدتَ بذلكْ؟
... ؟ ؟؟؟؟ "
-:" جوازَكْ .
...؟ ؟
...؟؟؟
...؟؟؟؟؟ "
وكان المساءُ مخيفا ً كذلكْ.
وفي الصمتِ من خطواتِ الدماءِ ضجيجٌ كذلكْ.
وكنتُ وحيدا ًهـنالكْ.
وكان الأميرْ
يمرُّ وتنحرفُ الريحُ عن شَعرِه المستعارْ.
وحين يقولُ الأميرْ:
" لخيليْ اتساعُ المسافهْ. "
أقـــــولُ :
" الخيولُ الّـتي قاتلتْ ،
والخيولُ الَّتي أنقذتْ فارسا ً،
والخيولُ الَّتي لم تُرَوَّضْ،
على ســعفةٍ واقفـــهْ .
تحاصرها العاصفهْ."
وكنَّا وحيدينَ إلاَّ من الحزن ِ.
كنَّـا بعيـدينَ إلاَّ عن الحزن ِ.
نحن، الطيورَ الَّـتي شُــرِّدَتْ،
مايزالُ المساءُ يُشـرِّدُ نا
واحدا , واحدا.
لاجئـا, لاجئـا.
نخافُ الَّـذي حوْلـَـنا.
نخافُ الَّـذي بــيْـنـَنا.
نخافُ الَّـذي عـنْد َنا.
ونعرفُ كلَّ المسالكِ إلاَّ طريقا ً وحيدهْ .
-: " أتعرفُ أنتَ طريقَ العراقْ ؟
أفَـكَّرْتَ يوما ً بتلكَ الطريقْ؟"
وحين يُقاتلـُنا الجنْــدُ في الوطن العربيِّ،
نـُـزوِّرُ أجنحـة ً للرحيلْ؛
لتـُسْــقطـَنا الريحُ فوق الكنائسْ.
نلـوذ ُ بدقَّاتِ أجراسِها:
دَقـَّــةٍ للصلـيـبْ،
صـدىً للغريبْ.
..........
........
...

-3-
وتَسألـني :
" أين- بابا- يكونُ العراقْ ؟
وأين يكونُ النخيــــــــلْ ؟ "
وحين أُ قَـرِّبُ ذاكَ العراقْ,
وذاكَ النخيلْ,
يكونُ العراقُ اختفى،
والنخيلُ اختفى،
ونحن اختفـينا ،
وضاعَ أخيرا ً،
وضـعْـنـــــــا ؛
سوى بذرةٍ للدمـ ـ ـ ــاءْ،
وأسئلــــةٍ في المســـــاءْ:








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال


.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة




.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة