الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
زوار فى فجر يوم الزفاف
مؤمن رميح
محام ومستشار قانونى وسياسي مصري
(Moamen Romaih)
2014 / 10 / 16
حقوق الانسان
اظلمت سماء مدينة القرين بمحافظة الشرقية معلنة تحديها للنظام القائم الذى جثم بظلمه على اسرة ثكلى بفقد عائلها رغم وجوديته على مسرح الحياة ، لكنه محاط باغلال واسوار وقيود وسلاسل افقده وهيجه الذى كان مصدر اسعاد لكثير من الالاف الذين يلعبون دورا فاعلا فيه ... فلا الليل ادبر ولا الصبح اسفر .تلك هى الحالة التى يعيشها ابناء مدينة القرين بعد طول غياب طويل لجراحها الاول الذى كان مشرطه بلسما يخفف به آلام كثير من مرضاها ...انه الدكتور عبد الحميد عاقول .
كانت ، ولا تزال ، المستشفى التى انشاها قبلة لكل ساع نحو العلاج بما يتناسب مع مستويات الدخول المنخفضة ، فخفف عن ابناء مدينته كثيرا من آلامهم ، لم يتحدى آمالهم فى الحصول على رعاية طبية متميزة وبأسعار زهيدة ، بل سهر على تحقيقها ، وجعل الوصول اليها حقا اساسيا لكل مريض لا حلما بعيد المنال .
رزق الدكتور عبد الحميد عاقول بخمسة ابناء هما آية وسارة وعمر ومعتز واحمد ، يعيشون فى ظلال السعادة ونور الامل ودفء الحنان ورابطة الرحمة والتعاون . كان حريصا منذ نشأتهم الاولى على جعلهم ابناء صالحين يخدمون دينهم ووطنهم وفق منظومة اخلاقية وتربوية قلما تجدها فى البيوت المصرية الآن . تعتبر ابنته الكبرى بمثابة نبراس ناشئ فى عالم الادب العربى والثقافة الاسلامية داخل المحراب العربى كلية دار العلوم ... فهى معيدة بها تحمل بين يديها امانة نقل المعارف العربية التى ورثها الأباء الاولون للجيل الحالى من طلاب الجامعة المصرية .
واثناء الفرحة والبهجة والسعادة التى خيمت على الاسرة جراء الزواج المرتقب لجوهرتها الغالية –سالفة الذكر – اذ تنزل عليهم صاعقة من السماء ، لم يحسبوا حسابها ، ولم يدر بخلد ايا منهم ان تحدث وبالاخص على ذلك النحو ... ففى فجر يوم زفاف الابنة الكبرى ظن فيها زوار الفجر ان هذا هو الوقت المناسب للانتقام ممن يعبرونه من اعضاء جماعة الاخوان المسلمين- رغم عدم صدقية زعمهم ، وانزال اقسى انواع العقاب النفسى عليه ... فتهمين الفكرة عليهم ويشرعوا فى تنفيذها دون وجود اى دستور اخلاقى يحكم سلوكهم وافعالهم ، متناسين قاعدة ذهبية ارساها قضائنا العتيد بان العدالة لا يضيرها افلات مجرم من العقاب بقدر ما يضيرها الاعتداء على حريات الناس بغير وجه حق .
واذ بهم يحطمون باب المنزل فيتحول بين ايديهم الى قطع متناثرة لا تعبر الا عن رغبة الانتقام من جانبهم .. لم يكتفوا بذلك بل استخدموا الاسلحة الثقيلة التى لا تستخدم الا فى المواجهات المسلحة لاحداث الرعب والخوف والجزع فى قلوب الاطفال والاسرة على حد سواء .حولوا البيت الذى تحرص الاسرة على تنظيمه وترتيبه اشد ما يكون النظام والترتيب الى اثاث متراكم فوق بعضه ينهشون منه ما يريدون لعل ان يقع بين ايديهم اي شئ يمكن ان يستخدمونه حجة على زعمهم الباطل من اجل نسبة الاتهامات الكاذبة الى شخصه ، ومع ذلك رجعوا بخفى حنين ، لكنهم ارتكبوا ابشع جريمة عرفتها الخليقة وهى حبس انسان دون وجه حق ، وتعدى الامر الى ان شاركهم فى ذلك جهات العدالة التى يسعى اليها كل صاحب مظلمة .
وهنا تكمن المسئولية حتى فى احلك الظروف لم يهتم الدكتور عبد الحميد عاقول لحظة اعتقاله التعسفى بنفسه ولكنه آثر مصلحة اسرته الصغيرة وابنته الكبرى على نفسه لم يشعرهم بجراح قلبه الذى يقطر دما من حزنه على عدم رؤية ابنته فى طلتها البيضاء ، اذ به ينادى على اسرته وهو بين يدى زوار الفجر راجيا منهم استكمال مراسم الزفاف حتى فى لحظة عدم وجوده . فهو موجود معهم بروحه لا بجسده العفيف ... ترى هلى يمكن لأى انسان ان يتصور حدوث ذلك ، ان يتحول فرحه بين عشية وضحاها الى نكبة ... نعم اذا كنت فى بلد اسمها مصر ... فقد تحجرت فيها القلوب واصبح الانتقام هو سياستها الرائجة .. ولكنه انتقام من نفسها .. من ابناء شعبها .. فهل يستمر الوضع على هذا ام ان هناك اقدار من السماء يمكن لها ان ترسم سيناريوهات آخرى للاحداث ..
وبالفعل حققت الاسرة رجاء معتقلها .. بل بطلها ،واستمر الزفاف يلفه انين الالم والدموع التى تحبس نفسها على ان تذرف ، فهى لا تمثل شيئا ، فقد اقطرت القلوب دما حزنا عليه جراء انتهاك حقه فى الحياة Right to life violation . فهل يستمر هذا الانتهاك متواصلا طيلة سبعة شهور ام سيجئ فجر جديد محاولا اصلاح بعضا مما ارتكبه النظام القائم من ظلم واستبداد واستعباد للعباد .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ثلثا مستشفيات غزة خارج نطاق الخدمة وفقا لتقرير الأمم المتحدة
.. ماذا تفعل سلطنة عمان لحماية عاملات المنازل الأجنبيات وضحايا
.. برنامج الأغذية العالمي: غزة بؤرة لمجاعة وشيكة هي الأخطر
.. بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل
.. المفوض العام للأونروا: الجوع انتشر في غزة والدخول في مرحلة ا