الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلاص وطننا ،بين الاوهام والمشاريع والطموحات والوقائع

ابو حازم التورنجي

2014 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


خلاص وطننا ، بين الاوهام والمشاريع والطموحات والوقائع

أبو حازم التورنجي

لاأظن ان هنالك مواطن عراقي ، وطني غيور ، وحتى مواطن عادي سوي التفكير ، لا يطمح بأن تنقشع الغمة الداكنه التي تلف وطننا وتعبث به ، لتحول حياته الى جحيم حقيقي ، كابوس مرعب في المنام وقلق مهلك في الصحوة ،من خلال استمرار حالة الفوضى والاضطراب وانعدام الامن والامان ، ،الكل( المواطنون الغيارى وليس اباطرة الحروب ومليشيات القتل الرخيص ) يطمح ويبحث عن السلام والامن والاستقرار ، وأن أختلفت الرؤيا ، والسؤال الاهم والابرز في حياة المواطن العراقي :
كيف يمكن الوصول الى السلام كحالة سائدة توفر الارضيه للانطلاق نحو اعادة اعمار البلد الذي دمرته شتى انواع الحروب ؟
أجزم قاطعا ، بأن الامر ممكن التحقيق فقط بأيدي عراقية نظيفة ، وعقول عراقيه مخلصة ومتفتحة ، وعلى الارض العراقيه السمحاء ، وليس بالحلم والتمني بأن تأتي قوات ما سمي( التحالف الدولي )لتحارب بدل العراقيين ….
ان تتصاعد بعض الاصوات الداعية الى الاستعانة بالقوات الامريكية تحت يافطة تفعيل ما يسمى (المعاهدة الامنيه الامريكية الصرفة ) سيئة الصيت ، يدلل على قصر نظر وضعف ذاكرة ، فهذه المطالبه اشبهها بمن يطمح (يحن) الى أعادة وضع القيود وتكبيل نفسه من جديد ، تلك القيود الامريكية التي كانت ولازالت السبب الرئيسي والاساسي في جريان أنهار الدم العراقي حتى يومنا هذا ،فدولة الاحتلال تنظر الى تلك المعاهدة الاسترقاقية نظرة وحيدة الجانب ، وبانتقائية نفعية على الاطلاق ، يهمها اولا وقبل كل شيئ مصالحها و ما تستفيد هي من المعاهدة ، وليس العراق وشعبه ومصالحه …
واهم من يظن ان دولة الاحتلال الامريكيه التي غزت العراق من غير حق ، وغادرته مخربا بعد عاثت به هي وصنائعها خرابا وفسادا ،وبعد ان ادخلته نفقا مظلما من الازمات المتتاليه ، هي غير معنيه تماما بما سيؤل اليه الوضع في العراق وما تتمخض عنه تلك الصراعات العميقة والحادة التي اوجدتها هي بالذات ، الا اذا تضررت مصالحها (دولة الاحتلال ) بهذا القدر او ذاك ..
لا نندب الماضي ، بل نعيد التذكير به ، من اجل فهم حقيقة الموقف الامريكي ، لمن يريد ان يتجاهل تلك الحقائق …
لقد كان للعراق جيشا كبيرا مدربا ومؤهلا ( يمكن تصنيفه الى جيشين) ، ولم يك كله جيش النظام الدكتاتوري للطاغية صدام ، بدليل أن معظمه لم يتصدى ولم يدافع عن نظام الطاغية المقبور ، فالغالبية العظمى منه من ابناء شعبنا المعنيين بالدفاع عن مصالح شعبنا الحيويه ، فمن الذي أمر بحل وهدم ذلك الجيش غير دولة الاحتلال تمهيدا لتمرير مشاريعها التي هلل لها المتضررين من النظام الدكتاتوري ، بقدر ما كان يعنيهم الخلاص من الطاغية دون ايه حسابات مستقبليه ودون اي تمعن بالاغراض الامريكانيه الحقيقة لخطواتها الاحتلاليه اللاحقه ..
لقد كان بالامكان أعادة بناء الجيش العراقي ، وفق السياقات الوطنيه الجديدة ، لو كانت هنالك ارادة وطنيه مخلصة ، وعبر التمسك بالحق المطلق للعراق كدولة مستقله ان يكون لها جيشها الوطني المتمسك بالولاء للوطن وحماية المجتمع والدولة العراقية ، ولا شيء غير ذلك .
أن حل الجيش العراقي من قبل رمز الاحتلال البغيض بريمر ، كانت اولى الخطايا الكبرى بحق شعبنا ،بل كانت بمثابة فتح المستودع البشري القوى الجريمة والارهاب والتدمير (من البعث الفاشي والقاعدة وصولا لعصابات داعش) بالعثور على ضالتها ومادتها بالحصول على خزين بشري من القوى العسكريه المدربه والجاهرة تماما للانخراط في صفوف تلك القوى الاجرامية تحت مختلف الاسباب والذرائع..
نحن الان امام وضع عراقي غاية في التعقيد والتشابك ، فمن خلال التوقف السريع عند المعادلات والمؤشرات التاليه يوضح لنا اتجاهات القضية العراقية :
1. -عشرة أعوام من الاحتلال الامريكي لم يجر فيها اي تأهيل حقيقي لجيش عراقي بديل،بالرغم من المليارات الطائله التي تسربت باتجاة التشكيلات العسكريه للسلطة الطائفية الفاسدة . فدولة الاحتلال لم تك جادة بل لم تك معنيه بتشكيل وتأهيل جيش عراقي وطني ، رغم انها قادرة على ذلك وحتى بفترة لا تتجاوز الخمس سنوات .
- الاحتلال الامريكي هو السبب الحقيقي لتواجد وتمركز وتزاد نشاطات القاعدة الارهابية في العراق
- الامريكان هم تحديدا من خلق داعش ودعم وغض الطرف عن كل جرائمها ، فهل من المعقول ان تكون الولايات المتحدة جديا في حربها ضد داعش
-التبادل التجاري التركي العراقي يصل الى سبعة مليارات غير النفط العراقي الرخيص والذي تستورده تركيا بمختلف الطرق كعصب حيوي في الاقتصاد التركي وبالمقابل فان حقيقة الموقف التركي الداعم والمساند لعصابات داعش ،فتركيا تشكل العمق الستراتيجي لداعش وعلى المكشوف رغم كل ما تدعيه تركيا في محاربتها لداعش !!
- السعودية وقطر حدث ولا حرج عن دعمهما البشري والمادي والاعلامي وتكوينها للغطاء الفكري في تبرير صعود داعش وتبرير جرائمها البشعة في سوريا والعراق .
فهل حقا ان هذه الاطراف جديرة حقا وجادة بالفعل ومؤهلة تاريخيا وفق الواقع المنظور لتكوين (التحالف الدولي) بقيادة الولايات المتحده لمحاربة داعشوالقضاء عليها
ليس لدي اوهام أو تخيلات عن بطلان وسذاجة هذه الطموحات والامال التي تعقد على هذا التحالف في الخلاص الحقيقي لشعبنا من داعش وكل العصابات الاجرامية المسلحه …
ومن هذه المعطيات تتضح لنا الصورة بان الاطراف السالفة الذكر (العامل الخارجي ) غير جادة او حتى معنية بايصال العراق الى بر الامان بالقضاء على البؤر الاجراميه التي هي بالاساس نتاج سياسات تلك الاطراف ..
ومن هنا يستوجب ان يكون الحل عراقيا وطنيا ، ليس على ايدي القوى الطائفيه التي تتأمر بعضا على البعض وهي تدوس كل القيم والاعتبارات والقضايا الوطنيه العراقية من اجل تحقيق مصالحها الانانيه الشريره …
فزعانف المشروع الامريكي والعملية السياسية الامريكانيه ...قد فقدوا المصداقية تماما ، بل وفقدوا القدرة على ان يكونوا بمستوى المسوؤليه التاريخية بحدودها الدنيا ، بالتوجه الجاد لايقاف انهار الدم ، و مسلسل التراجعات العسكريه التي تصل احيانا الى مستوى الانكسارات الخطيرة والامثله لا حصر ولا عد لها في هذا المجال .. لانهم بالاساس غير قادرين وقف حجم الفساد المستشري في كل مفاصل سلطتهم الخائبة والمجتمع المتداعي ، لانهم هم بالاساس من واصل الفساد وشرعنه بمختلف الوسائل والطرق ،
نحن لا ندعو الى وهما ، باستيراد حكومة آليه مبرمجه وفق المعايير المطلوبه من اليابان ، لتنهض بالمهام الوطنيه والديمقراطيه المتداخله مع بعضها ، وفي مقدمتها تحرير كامل التراب الوطني العراقي من دنس العصابات الاجراميه والظلاميه ، واستعادة بناء الهيكل الوطني العراقي وفق الصيغ الديمقراطية العصريه ، وللتذكير بهذا الخصوص ، اؤكد بان الجهد العسكري وحده لايمكنه تفكيك داعش والقضاء عليه، حتى لو اجمتمع كامل الجبروت العسكري لامريكا وحلفاؤها ، وهذا ليس تهويلا لقدرة داعش بل عاى العكس، فهو دليل على( الغبائية) الظاهريه للتحالف الامريكي ، والتي تضمر تحتها رغبة حقيقيه في استمرار الحروب، فشعبنا هو الذي يدفع كامل الفواتير ، وحرب التحالف الامريكي في افغانستان لآكثر من خمسة عشر عاما ، خير مثال ودليل ، فلا طالبان تم القضاء عليها ولا الحرب انتهت ،
ورغم يقيننا بان داعش يمثل تنظيم عدمي لا يملك اي أفق حضاري لدوله عصريه ، فهو يستمد افكاره الانتقائيه من المفاهيم الايديولوجيه السلفية المغموره في عمق الذاكرة العربيه البدويه المتخلفة التي لاتمت للحاضر والحضارة الانسانيه المعاصرة بأية صله ، ولكن مع ذلك نجد ان داعش قد وجدت لها التربه الخصبة والحاضنة البشريه ، نتيجة سوء تعامل سلطات ازمنه الاحتلال مع تلك الاوساط التي وجدت نفسها مدوفوعة تلقائيا الى الاصطفاف مع داعش ، لا حبا بداعش بل كرها بالحكومات الطائفية وأجراءاتها ،ففي الوقت الذي كان فيه المفروض بتلك الحكومات ان تستعيد ثقة الجمهور العادي عبر اجراءات وخطوات تساعد الجمهور على لملمة جراحه بعد حروب تدميريه حامية الوطيس بين مجرمي القاعدة والبعث الفاشي من جهة وقوات الاحتلال الامريكي ، بعيدا عن الخطابات الطائفية المشحونه ، بل ذهبت تلك الحكومات الى تكريس الفرقه والتمييز وتسعير الخطاب الطائفي
انتهى القسم الاول ويتبعه القسم الثاني غدا
ابو حازم التورنجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نداءات لتدخل دولي لحماية الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية | #


.. غارات إسرائيلية استهدفت بلدة إيعات في البقاع شرقي لبنان




.. عقوبات أوروبية منتظرة على إيران بعد الهجوم على إسرائيل.. وال


.. شاهد| لحظة الإفراج عن أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرا




.. مسؤول أمريكي: الإسرائيليون يبحثون جميع الخيارات بما فيها الر