الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أمريكا وداعش
مجدى خليل
2014 / 10 / 21مواضيع وابحاث سياسية
كجزء من التفكيرى التأمرى الذى يعشعش فى عقول شعوب الدول العربية والإسلامية تنتشر فى هذه الدول مقولة يقولها الرجل البسيط والمثقف فى آن وأحد وهى أن داعش صناعة أمريكية،وعندما تقول لهم ما هى الدلائل أو القرائن أو حتى مجرد المنطق وراء هذا الكلام تجدهم يصدرون نظرية أخرى منتشرة فى هذه الدول يفسرون بها كل شيئ أسمها "أبحث عن المستفيد" وأمريكا مستفيدة هى وإسرائيل من وجود داعش،وهى نظرية مضحكة ولو تم تفسير بها ما يحدث فى العالم ستكون البشرية كلها متورطة فى جرائم وحروب،فالمستفيدون كثيرون فى كثير من الحروب فهل هم صناعها؟،وإيران مثلا هى أكبر مستفيد من الحرب الأمريكية ضد صدام فهل هى التى حركت إدارة بوش لشن هذه الحرب؟،وكراهية البعث السورى للبعث العراقى تفوق كراهية كليهما لإسرائيل،فهل كان الأسد هو المحرك للحرب ضد صدام؟.ويتفلسف البعض الآخر ويقول اليست أمريكا هى التى ساهمت فى صناعة المجاهدين ضد السوفيت فى أفغانستان؟. والأجابة نعم ومؤكد لأنها كانت تحارب حربا عالمية باردة مع الاتحاد السوفيتى ووجدتها فرصة لإضعافه،كما أن دعم أمريكا للمجاهدين بطريقة غير مباشرة عن طريق المخابرات الباكستانية، التى كانت تدير كل شيئ وقتها، كتب عنه العشرات داخل أمريكا ونشرته وزارة الخارجية نفسها على موقعها وتحدثت عنه وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون أمام الكونجرس،إذن هذا معروف ومتداول وكان ذلك قبل ماسأة 11 سبتمبر وقبل الحرب الأمريكية على الإرهاب. أما الآن فلا يستطيع مسئول أمريكى سواء كان الرئيس أو رئيس المخابرات المركزية ذاتها أن يتورط فى مساندة أو حتى تشجيع أو التلميح بمساندة أى من هذه المنظمات الإرهابية وخاصة الإسلامية منها لأنه سيعرض نفسه للمحاكمة ولن يفلت ابدا من هذه المحاكمة سليما.كما أن كل شيئ تقريبا مكشوف فى أمريكا وهناك تسريب لملايين الوثائق السرية عن طريق اختراق جهات حساسة ولم نسمع فى أى من هذه الوثائق عن مسئول أمريكى تورط بالاتصال فى أى منظمة مصنفة إرهابية فى الولايات المتحدة. داعش ومثيلاتها مصنفين كمنظمات إرهابية،والقانون واضح ويجرم مجرد الاتصال بهذه المنظمات .ورغم رغبة أمريكا فى إسقاط نظام بشار إلا أنها لم تدعم أى من المنظمات الإسلامية التى تحاربه.
فقط لمن يريد أن يعرف الحقيقة داعش هى صناعة إسلامية بأمتياز ناتجة عن إرهاصات الحرب الشيعية السنية التى تدور رحاها فى المنطقة حاليا، وهناك كلام جدى عن تورط قطر وتركيا والسعودية والأمارات والأردن فى مساندة المنظمات التى تحارب بشار الأسد ومنها داعش .وهناك مئات المنظمات الإسلامية المتطرفة والإرهابية المنتشرة فى معظم أركان الكرة الأرضية هى أيضا صناعة إسلامية بامتياز،وهناك تاريخ طويل ملئ بهذا العنف موجود فى الدول الإسلامية قبل أن تظهر دولة أمريكا،وهناك موجات من هذا العنف تظهر وتخبو عبر التاريخ،ونحن نعيش أحدى هذه الموجات التى سميت بالصحوة الإسلامية والتى نتج عنها عشرات المنظمات الإرهابية حول العالم.
الم يعترف القرضاوى نفسه بأن ابو بكر البغدادى كان عضوا فى جماعة الاخوان المسلمين مثله مثل الظواهرى،الم يصدر عشرات العلماء من السنة بيانا يدعم داعش ويرفض أى حرب عليها،الم يعلن القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين رفضه الحرب الدولية على داعش..إذن الذين صنعوا داعش هم السنة لمواجهة بشار الأسد،وقد أتضح ذلك بعد أن اشترطت تركيا والسعودية تدريب عناصر من الجيش السورى الحر قبل المشاركة فى الحرب على داعش،ورضخت أمريكا لهذا الطلب وهناك خمسة آلاف شخص من الجيش السورى الحر يتدربون ويسلحون فى تركيا الآن استعدادا للحرب ضد الأسد معظمهم من الاخوان المسلمين،مما جعل السيناتور الأمريكى المرموق تيد كروز يصرح قائلا بأن ما يتم تدريبهم فى سوريا هم إرهابيين وأن إدارة أوبا خضعت لشروط ضد مصالح أمريكا،وأن عناصر الجيش الحر ستنضم لداعش فى النهاية أو هى بمعنى أوضح داعش جديدة.
والمقولة الأخرى المنتشرة فى نفس هذه الدول أن أمريكا ليست جادة فى محاربة داعش،وهذه مقولة نسبيا صحيحة. أمريكا ترفض أن تتورط فى حرب ستدفع هى ثمنها من اقتصادها وأبناءها من آجل منظمة إرهابية تبعد عنها آلاف الأميال حتى ولو كانت تمثل خطرا محتملا عليها فى المستقبل. الدول السنية تريد من أمريكا أن تحارب لها لإسقاط بشار فى زحمة الحرب على داعش، وكأن أمريكا أسقطت صدام لتستولى إيران عمليا على العراق ويريدون منها إسقاط بشار لتستولى تركيا عمليا على سوريا، فهل يقبل أى شخص عاقل فى أمريكا هذا السيناريو؟،كما أن نور المالكى الذى خرب العراق وأضطهد السنة بتعليمات إيرانية ورفض توقيع أتفاقية أمنية مع أمريكا بتعليمات إيرانية، رغم أن أمريكا هى التى انقذت الشيعة من قبضة صدام، نور المالكى هذا بعد أن خرب العراق صرخ لأمريكا لكى تنقذه من داعش، فهل يقبل شخص أمريكى عاقل أن يحارب حروب هذا الديكاتور الفاشل التابع لحكم ولاية الفقيه؟... والسؤال المنطقى إذا كانت دول المنطقة تخشى داعش، وتعلم أن أمريكا ترفض دخول قوات برية من جنودها إلى هذه الدول حاليا فلماذا لا تتدخل جيوش هذه الدول بريا لإسقاط داعش؟، وهل هم يرغبون فى الحرب حتى آخر جندى أمريكى؟.
لقد تدخلت أمريكا لأغراض إنسانية بعد التطهير العرقى التى مارسته داعش ضد المسيحيين واليزيديين فى الموصل وأيضا لحماية حلفاءها الأكراد فى كردستان،وما زالت تشارك فى الحرب بضربات جوية تحتاج إلى دعم أرضى حتى تحقق نتائجها..والكرة فى ملعب الدول المتضررة إذا كانت فعلا تريد مواجهة داعش...وأى مسئول أمريكى سيتورط فى حرب أخرى فى هذه المنطقة سيكون غبيا وسيضر بلده.. ونتمنى أن لا يظهر هذا المسئول الغبى .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الاستاذ مجدي المحترم
عبد الرضا حمد جاسم
(
2014 / 10 / 21 - 15:33
)
تحية طيبة
و ماذا تقول عن القاعدة و تشكيلها
و ماذا تقول عن سكوت الامريكان عن السعودية
و ماذا تقول عن دعم امريكا و الناتو لللارهاب في ليبيا
و ماذا تقول تشكيل العصابات في نيكاراكوا
و ماذا تقول عن تمويل الدول الحليفة لامريكا للارهاب
و ما تقول عن سكوت الامريكان عن فتاوى التكفير
ثم ماذا يعني قول القرضاوي عن ابو بكر البغدادي ...كم من العملاء من كل الاجناس و الاقوام جندتهم امريكا
امريكا و البلد الصانع للارهاب في كل العالم و على مدى التاريخ من المؤسسين حتى فناء امريكا
اكرر التحية
2 - الاستاذ مجدي خليل المحترم
عبد الرضا حمد جاسم
(
2014 / 10 / 21 - 15:43
)
اكرر التحية
يقول السيد عبد الخالق حسين في مقالته : مناقشة حول العلاقة مع امريكا في 05/09/2014 الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=431490
(جواب عبد الخالق: ذكرتُ في عدة مقالات أن (داعش)، مثل أمها (القاعدة)، صناعة أمريكية وبأموال سعودية وبأيديولوجية وهابية نكفيرية وضباط بعثيين. تستخدمه أمريكا لضرب كل حكومة تقف ضد مصالحها في المنطقة)انتهى
و اكيد السيد عبد الخالق حسين يملك من المعطيات ما تدعم قوله الواضح هذا...و انت تعرف السيد عبد الخالق حسين جيداً.
تقبل شكري
3 - الحرب بالوكالة
john habil
(
2014 / 10 / 21 - 19:06
)
تحية طيبة للأساتذة الكبار
الأمبريالية العالمية تريد أن تسيطر على العالم اقتصادياً وسياسياً ( النفط والماء والغذاء وحتى سلوك البشر وتفكيرهم
فتتخذ من بعض الأشخاص ذوي السلوك الفاسد عملاء وتجار دين وتكفيريين وارهابين وسيلة للحرب بالوكالة
وخير هؤلاء كانوا الأخوان المسلمين والدول الاسلامية المتخلفة والإرهابيين والمرتزقة الجهاديين من الاسلام ويحاربون تحت راية الاسلام ( القاعدة -بوكو حرام - داعش
فلماذا إلصاق كل التهم إلى امريكا والاسلام عنده طينة لينة من الآيات الكريمةالخاصة بالجهاد (( واعدو لهم من رباط الخيل ...
4 - الكاتب في وادي والواقع في وادي..
هوزان خورمالى
(
2014 / 10 / 21 - 23:14
)
العزيز الاستاذ مجدي تحيه طيبه . بصددمقالك انت حركيف تفكر وتكتب لكن انا كمعلق على مقالك البهي لديه كلمه يجب عليه البوح به.سيدي هناك نظريه سياسيه مفادها تصادف المصالح دون اتفاق اى ماتعرض له البعث في العراق وسقوط صنم بغداد دون شك كان المستفيد هي سوريه وايران واحتلال العراق من قبل امريكان لم يتفق عليه قط بين سوريه وايران وامريكا بل هوه كما ذكرت لك سلفا هوه تصادف المصالح دون اتفاق .امابنسبه لامريكا هي دوله عظمى وتملك قوه خاقه من حيث الاستخبارات وهي سيده العالم من ناحيه المعلوماتيه اى تدرك الواقعه قبل وقعها بفتره تحسد عليها وهذا هوه سر قوتها والقوه العسكريه والوجستيه التى تتمتع بها .اذن لايعقل ان تمرح داعش في اارض الله الواسعه دون علم امريكا بكل مقايس العقل والمنطق .داعش سيدي هي صناعه امريكيه اسرائيله بريطانيه الغرض من صناعه داعش هوه تقسيم البلدان العربيه وسرقه ثرواته .ناهيك عن المخطط الذي يتضمن تضغير خرائط تلك الدول لتكون اصغر من خريئطه اسرايئل وتشويه الاسلام والفكرالقومي وتصديراسلام وفكر قومي بحجم ومواصفات غربيه تناسب مخططاتهم الجهنيمه ولك مني كل التحيه
5 - تعليق
عبدالله - خلف
(
2014 / 10 / 22 - 00:23
)
إلى المسيحيين المتطرفين :
المسيحي لا يقبل من الآخر أن يصفه بـ(الأخ) , و السبب :
[عندما أتت امرأة كنعانية إليه تطلب منه الرحمة (إرحمني يا سيد يا ابن داود) [متى 15: 22]، ثم سجدت له لتستعطفه بذلك [متى 15: 25]، أجابها يسوع وبكل عفوية (ليس حسناً أن يُؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب) [متى 15: 26]. والبنين هنا هم اليهود، وأما الكلاب فغيرهم من الأعراق مضافاً لهم هذه المسكينة الكنعانية. فلو طبقنا معاييره اليوم كما وردت في الإنجيل لأصبح لدينا صنفين من بني البشر: السادة اليهود، والكلاب، فقط لا غير!] .
لذلك , المسيحي لا يعرف للـ(أخوه) باب , بل أن المسيحيه دمرت حضارة (الازتيك) و (الانكا) و (المايا) و (الهنود الحمر) , في عملية يعجز عنها كل شيطان و طاغيه! .
.. الأدميرال ميغويز: قدراتنا الدفاعية تسمح بالتصدي للأسلحة التي
.. صدامات بين الشرطة وإسرائيليين عند معبر كرم أبو سالم
.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية ليلية تستهدف مناطق في مدينة ر
.. احتجاجات حرب غزة تقاطع حفل تبرعات للرئيس بايدن
.. ضربات إسرائيلية على مدينة حلب تسفر عن مقتل 38 شخصا من بينهم