الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب الذي نحاربه

رامز صبحي

2014 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


مع تنامي العمليات الإرهابية القذرة في ربوع مصر والتي تسفر عن مقتل العشرات بل قل المئات من الأبرياء ، لا بد من طرح سؤال هام قبل الشروع في القضاء عليه ، الا وهو من هو الإرهاب الذي نحاربة، ولكي نستطيع الإجابة على هذا السؤال يجب أن نستعين بالتاريخ ونتأمل الحاضر كي يكون لنا مستقبل بلا إرهاب. وفي السطور التالية عرض مقتطفات من كتابان اراهم يحتويان على إجابة شافية لسؤال من هو الإرهاب الذي نحاربة؟

لعبة الشيطان:

"لا أريد سماع كلام فارغ عن عزل ناصر ، أريد قتله هل تفهمون؟؟" كانت تلك العبارة لأنتونى إيدن رئيس وزراء بريطانيا، عام 1954، ليقرر جهاز المخابرات البريطانية الخارجى (ام. آي6 ) القيام بمحاولة لاغتيال عبدالناصر، عبر قيام جورج يونج، مدير الجهاز فى ذلك الوقت، بإرسال تليجراف عاجل إلى آلان دالاس مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، من خلال مدير محطتها فى لندن جيمس ايجلبيرجر وطالب فيه بكل صراحة بالتعاون لاغتيال عبد الناصر مستخدما عبارة تصفية ، حسبما جاء في كتاب لعبة الشيطان لروبرت دريفوس.


ويمضي الكاتب قائلاً :"كان يلزم لتحقيق هدف أنتوني إيدن ، رئيس وزراء بريطانيا وقتها ، المتمثل في أغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، البحث عن ذراع داخل مصر، أعتاد أداء مثل هذة الأدوار ببراعة في مقابل تحقيق مصالحه الخاصة المتمثلة في البحث عن السلطة والدعم المادي، وهي الشروط التي تتوفر في جماعة الإخوان المسلمون ، وكما يقول روبرت باير مدير العمليات الخارجية السابق فى وكالة المخابرات الأمريكية، قررت الوكالة الانضمام للمخابرات البريطانية فى اللجوء لفكرة استخدام الإخوان المسلمين فى مواجهة عبدالناصر".


ويقول الكاتب : كان البيت الأبيض على علم أولا بأول بما يجرى واعتبر الإخوان حليفا صامتا وسلاحا سريا يمكن استخدامه ضد ناصر وتقرر أن تلعب السعودية دورا فى تمويل الإخوان المسلمين للتحرك فى الانقلاب ضد عبدالناصر !.



وبهذا بدء عهد جديد من التحالف بين قوى الأستعمار العالمية المتمثله في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا مع راعي مصالحهم الرسمي في الشرق الأوسط الإخوان المسلمون، وبلغ أهتمام المخابرات الأمريكية والبريطانية بأعداد الجماعة لتنفيذ أغتيال ناصر بتنسيق التعاون مع فرق الاغتيالات فى الإخوان


يقول جون فول الخبير فى شئون الإسلام : "كان من الطبيعى أن تسعى وكالة المخابرات الأمريكية ومعها المخابرات البريطانية فى دعم جماعة الإخوان المسملين فى صراعها ضد عبدالناصر لأنها كانت البديل الوحيد له وكان من الغباء ألا يكون لهذه الأجهزة المخابراتية علاقات معهم باعتبارهم الكارت الوحيد الباقى على ساحة السياسة فى مصر فى النصف الأول من الخمسينيات"، حسبما جاء في كتاب لعبة الشيطان تحت عنوان ( الحرب التى شنتها المخابرات الأمريكية ضد عبدالناصر فى فترة الخمسينيات ) .


الخلاصة أن قوى الاستعمار المتمثلة في بريطانيا وأمريكا تحالفت في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، مع جماعة الإخوان المسلمون بهدف أغتياله بهدف الحفاظ على مصالحها الاقتصادية الاستعمارية والتي لا تتعارض مع البرنامج الاقتصادي لجماعة الإخوان والقائم على سياسة السوق الحر وبيع الأرض وثرواته لشركات الاستثمار العالمية.


الاغتيال الاقتصادي للأمم :

يستعرض الكتاب الذي قام بكتابته أحد العاملين بمؤسسات التمويل الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ، بعد أن قرر الاستقالة من وظيفته نظرا لما تقوم عليها من نشر الخراب والدمار والافقار لشعوب العالم وتدمير البيئة ونشر الأوبئة والأمراض، عبر أساليب ملتوية قذرة سرية كشف عنها الكاتب ، موضحاً أن الدول الرافضة لبرامج صندوق النقد الرامية لنهب ثروات الشعوب تواجه حرب ضروس من قبل شركات الاستثمار العالمية المستفيدة من تلك البرامج ، بمعونة حكومة الشركات العالمية الولايات المتحدة الأمريكية وبحماية جيش تلك الشركات العملاقة الجيش الأمريكي، وبإدارة من أجهزة المخابرات الأمريكية ، فيشير الكاتب أن الصندوق يبدأ في ممارسة الضغوط على الحكومات الرافضة لقروضة المشروطة ببرامج الافقار، عن طريق ثلاث خطوات:

1- الحصار الاقتصادي والعقوبات الاقتصادية ككوبا مثلاً .

2- الثعالب وهم أشخاص عاديون يتم تجنيدهم من البلد المستهدف إخضاعها لشروط الأمبريالية العالمية، بهدف نشر الفوضى والتخريب داخل البلد كأداة من أدوات الضغط لإجبار الحكومات الرافضة على قبول الشروط أو الاطاحة بيها في حال استمرار صمودها، فنزويلا كمثال

3 - التدخل العسكري المباشر تحت إي مبرر كمحاربة الإرهاب أو احتواء تلك الدولة على اسلحة دمار شامل ، العراق وسوريا كمثال.


من السطور الماضية يتجلى لنا الإرهاب الذي نحاربة وهو الأمبريالية وشركات الاستثمار العالمية، الرامية لنهب ثرواتنا عن طريق مجموعة من الثعالب أو المرتزقة العاملين لحسابها داخل مصر، ولا يبقى الا سؤال كيف نبتسم في وجه رعاة الإرهاب ونتلقى منهم المشورة الاقتصادية ونقبل بتواجد سفارتهم التي تقوم باعمال التجسس والتخابر وتمويل الثعالب على أراضينا، فهل نحن حقاً جادين في محاربة الإرهاب، أم أننا لازالنا مترددين في التعامل معه بعنف وحزم يحقق في النهاية دحرة نهائياً عن وطنا؟، تساؤل ربما أن عجزت الحكومة الحالية عن الاجابة عليه يجيب عليه الشعب في المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح