الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات التشريعية في تونس: البحث عن العنقاء..

يوسف بوقرة

2014 / 10 / 26
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تشهد الساحة السياسية في تونس خلال هذه الأيام حراكا استعدادا للانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها يوم 26تشرين الأول أكتوبر 2014، استحقاق انتخابي هو الثاني بعد 23 تشرين الأول أكتوبر 2011، و يتطلع الساسة من خلاله إلى المرور من مرحلة الانتقالي و "المؤقت" إلى مرحلة "الاستقرار" و "الدائم" و هو ما لا نرجوه.
قبل موعد الاقتراع شهدت تونس حملة انتخابية فاترة بشهادة الجميع، تنافست فيها مئات القائمات بعضها واضح الانتماء و التوجه ايديولوجيا و سياسيا أما البعض الآخر فقد كان مبهم الملامح إذا ما استثنينا اللقب العائلي الذي يجمع أعضاء هذه القائمات في مشهد مخجل يختزل الوطن في أفراد العائلة أو المقربين منها.
لابد من الإشارة إلى أن هذا العدد الهائل من القائمات لم يكن مفاجئا بل هو نتاج طبيعي لقانون أحزاب "دُبّر بليل" و أفرز ما يقارب مائتي حزب في محاولة لتنفير المواطن من الحياة السياسية، محاولة كانت ناجحة بامتياز و زادها نجاحا طبقة سياسية فوجئنا بضحالة مستواها الفكري و الخطابي و جهلها التام بأصول الحوار السياسي و التنظيم الحزبي و التواصل الميداني مع الآخر لا التواصل الافتراضي المزركش بتعليقات و صور "تؤرخ" لمرحلة ما بعد الحراك الثوري لا قبله أو أثناءه، صور التقطت بأجهزة كاميرا فائقة النقاء و الدقة و نسي هؤلاء أن الصور الحقيقية هي تلك التي صورت في أمسيات و ليال حالكة و من زوايا ضيقة.
أجريت قرعة التعبير المباشر للقائمات و حدد الزمن بثلاث دقائق لا تكفي لاستواء رئيس القائمة على مقعده و تعديل ربطة عنقه و مواجهة الكاميرا، و جاء موعد البث: "أيها المواطنين أفيقوا من سُبَاتَكم"، هذا نموذج من العبارات الواردة في البيان الانتخابي لإحدى القائمات، برامج انتخابية و وعود بالتشغيل و مدّ الجسور و تعبيد الطرقات و بناء المرافق الأساسية في خلط واضح بين مهام مجلس نواب الشعب و مهام المجلس البلدي و المحلي حيث غاب عن هذه الأحزاب و القائمات أن مهام المجلس النيابي هي سنّ القوانين و مراقبة الأداء الحكومي و رسم الملامح الكبرى لسياسة الدولة داخليا و خارجيا و ليس تنوير الأحياء أو ربطها بقنوات الصرف الصحي و غيرهما.
و بالتوازي مع هذا الخلط بين المهام التشريعية و البلدية اجتهدت هذه القائمات في اختيار شعاراتها: وسائل نقل جديرة بالعاصمة الصينية و منتوجات فلاحية تذكرنا بالعهد الروماني و ظواهر طبيعية تحيلنا إلى عهود كسرى و طيور و حيوانات برية و برمائية و لم يغب من الحيوانات سوى العنقاء التي تحدث عنها الجميع لكنها ظلت مجرد خيال تماما كما حدث لأهداف ثورة 17 كانون الأول ديسمبر 2010.
مسار ثوري غير وجه العالم المعاصر من أقصاه إلى أقصاه و فاجأ منظري معاهد الدراسات الاستراتيجية يُـختزل في مشهد امرأة في سوق الخضار تختار ما تملأ به قفتها و غاب عن مصوري هذا المشهد أن المواطن في سوق الخضار في تونس لا يختار بضاعته بنفسه بل إن صاحب الدكان هو الذي يملأ قفة المواطن بغث الخضار لا سمينها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024