الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الأمام الحسين بين بكائية الخطاب المسرحي الكلاسيكي والهدف في التغيير..؟!

علي غشام

2014 / 10 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بات من الصعب ان نتحدث في قضية الحسين بن علي بن أبلي طالب عليهما السلام في ظل هذا التيه الطائفي الموبوء لكي لا ينبري من هو يفهم الأمر بطريقته السطحية على انه انحياز لمذهب ما او تخندق في خندق ما على حساب مكون ما او الإتهام بالعلمانية الالحادية أو الشيوعية او المذهبية فيشتغل فينا السباب والشتائم وحتى التهديد متصورين وكأنما الحسين يعني طائفة ما دون سواها متناسين ان الحسين أبن فاطمة الزهراء بيت النبي محمد جزء من تاريخنا وسايكلوجيتنا المجتمعية في مجتمع تتلون انتماءاته وأعراقه وتتحد في شعائر لا تختص فقط بالمسلم او المذهب الجعفري ، او يشبع نهمة المتسارع للوصول الى سلطة ما على حساب مبادئ وأهداف ثورة الحسين عليه السلام واستغلال عواطف الناس والتعلق باكتافهم للإلتفاف على ثرواته ومقدراته بأسم الدين ..؟!
والذي يلح عليَّ في أن ابدي رأيي في هذه المسألة هو هذا الكم الهائل من الشعائر التي ترتقي الى مستوى الطقوس المقدسة في بعض الأماكن والأزمان محملين الذي ينتقدها كفراً لم يتقول به وعداءاً لم يفصح عنه دون ان تغير تلك الاحتفالية البكائية بقضها وقضيضها من واقع مزرٍ وتخلف واضح اذا ما قيست بمقدار ما يقدم من اسراف في تقديم الطعام والأموال والخدمات لملايين الناس ، وسنة بعد أخرى يتكرر نفس الشيء دون إحداث تغيير ملموس على مستوى الذات والواقع ، ونرى اغلب السياسيين الذين توجه لهم الانتقادات والتهم يشاركون الناس بتلك الشعائر قافزين على كل فشلهم وتخلفهم في إدارة البلد خادعين الناس بقشريات لا ترتقي لمستوى ثورة الامام الحسين وعظمة النهضة الحسينية في مقاومة الفساد واللصوصية وتكذيب الحاكم الأجوف أمثال يزيد ابن معاوية
أن الخطاب المأساوي لسرد أحداث ثورة الإمام الحسين يقتصر في أحسن الظروف لدى الشيعة على المنبر والسرد المحزن (المأساة) لتلك الأحداث وهذا واضح من خلال طريقة الإلقاء والخطابة في طرح أحداث تلك المأساة ، فالقارئ أو الشيخ عندما يذكر أبيات رثاء يتفن في تغيير نبرة صوته وتعابير الحزن التي ترتسم على وجهه مستعطفاً الجمهور ومستدرجه الى مرحلة الذروة في اظهار البكاء والحزن عندما تعلو صوته حشرجة او وبكائية مسرحية تنبثق من مقاصده هو ذاته أي القارئ او الراوي على المنبر في تحصيل حاصل لجعل هذا البكاء والأنين يؤتي ثمره على مستوى المنافع الشخصية والانفعالية لأستنهاض اكبر كم من الجمهور المتأثر بصوته وطريقة روايته لأحداث ثورة الإمام الحسين جالباً انظار الناس له وكأنه يختصر عظمة الحادث الجلل في شخصيته أو الجهة التي تمثله ، والدليل ان المتلقي يتأثر بتجسيد الشخصيات في تمثيل الأحداث (التشابيه) كما يسمونها في العامية العراقية ، ولا يمكن ان يكون التأثير نفسه واضحاً عندما يقرأ كتابا او نصا يتحدث بأسلوب تربوي عقلاني بعيدا عن ديمومة القلق النفسي والتأثير الغرائزي المكبوت عن الحسين وثورته التي يمكن ان تغير واقعاً مريضاً ومترديا نحو الأحسن إذا استغلت لنقد الأحزاب والشخصيات التي تتخذ من الدين كأيديولوجية في الوصول الى كرسي السلطة مع فشلها الذريع في رعاية مصالح الناس وتقديم الأفضل لهم أو حتى توفير بيئة رفض قوية لكل مظاهر التخلف والاستغلال الحادث في كل زوايا المجتمع بسببهم على مر تلك السنين العجاف والتي استلموا السلطة فيها بعد سقوط ذلك الارعن المستبد سيء الذكر ..!
من هنا جاءت هذه المسلكية المستديمة على مر تلك الأزمان في التعرض والسرد لتلك الثورة الخالدة دون الخوض في أسبابها وأهدافها أو حجم التغيير الذي يمكن ان تحدثه و رفضها للظلم والحاكم المستبد كهدف أساسي و وحيد لقيام الإمام الحسين بتلك الثورة ..؟!
المطلوب هو ان تغير تلك الجهات القائمة على احياء تلك الشعائر أو الطقوس واستغلالها في استنهاض الأمة في محاربة الفساد المالي والإداري والاختلاس والنهب لثروات بلد يمتلك طاقات بشرية وثروات لا تحصى أو على اقل تقدير الوصول لتوفير حياة كريمة للفرد في مجتمع بات يعتمد الدين كمقياس أجوف لإبقاء شخوص في مقاعد حكمهم وكراسيهم من اصغر مسؤول وصولاً الى أكبرهم في السلطة هم ابعد ما يكونوا عن طموح وآمال شعب بدأ ينهض ويحلم ويعمل من بين رماد الدكتاتوريات المتعاقبة على حكمه والملتهمة لثرواته على حساب معتقداته وانتماءاته ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س